في عام 1996 أعلن مهاجم الخليج والمنتخب الوطني أحمد الملا اعتزاله اللعب، لقد عجلت الإصابات التي تعرض لها في اتخاذ القرار الصعب على أي لاعب، لقد وقفت الإصابات حائلا أمام مستقبله الكروي، ولم تمنحه فرصة المشاركة الرسمية مع المنتخب الأول رغم انضمامه أكثر من مرة بصفوفه، ومشاركته في العديد من المباريات الودية، لهذا اضطر إلى التفرع لعمله "ضابط برتبة عقيد" في القوات المسلحة، حتى تقاعد وبدأ صفحة جديدة من العمل، بالالتحاق بإحدى المؤسسات الكبرى الخاصة في العاصمة ابوظبي، المتواصل بها حتى الآن.
بداية الحكاية
أحمد الملا يروي مسيرته الكروية بقوله: بدأت اللعب بصفوف الخليج في موسم 76-77، ومن حسن حظي أنني تواجدت مع جيل العصر الذهبي لكرة الخليج، الذي ضم خليل غانم ومبارك غانم وحسن عبد الوهاب وبدر صالح وعبد الله سلطان، وهذا الجيل من اللاعبين الموهوبين لن يعوض لأنه ضم صفوة المواهب الكروية خلال هذه الفترة، وجميعهم انضموا إلى صفوف المنتخب الوطني، ونلت هذا الشرف خلال موسم 78 مع أول منتخب لكرة الإمارات الذي ضم سالم بوشنين وعوض مبارك وأحمد عيسى ويوسف محمد وجاسم محمد وصلبوخ وغيرهم من النجوم المتميزين والموهوبين، وزاملت الجيل التالي والذي ضم داوود محمد، وسعيد عبد الله وعبد القادر حسن التسعينات الذي ضم فهد خميس وزهير بخيت، وأعتبر نفسي محظوظا بتواجدي مع هؤلاء النجوم، وعاصرت مدربين مرموقين من أمثال دون ريفي وحشمت مهاجراني وكارلوس البرتو.
ويضيف أحمد الملا قائلا: رغم تواجدي مع جيل اللاعبين الكبار بصفوف المنتخب، إلا أنني كنت سيئ الحظ، بسبب كثرة تعرضي للإصابات مما حرمني من نيل شرف اللعب الرسمي مع الأبيض، حيث تعرضت للإصابة قبل بطولة الخليج التي اقيمت في العراق، كما حرمتني من شرف المشاركة مع المنتخب في مونديال إيطاليا 90، ولكني لعبت في تصفيات آسيا بالكويت، وسعى الشيخ مانع آل مكتوم لعلاجي تحت إشراف طبيب النصر الدكتور مصطفى عبيد تارة وتحمله مصاريف علاجي في لندن مع زميلي بدر صالح، ولذلك اعتبر نفسي ضحية الإصابات التي عجلت باعتزالي اللعب، كما وقفت حائلا أمام انضمامي للنصر بعد أن عرض علي الشيخ مانع ذلك.
حافز بسيط
يشير أحمد الملا إلى ذكريات زمان قائلا: الجيل السابق كان يلعب الكرة من أجل المتعة، وكانت أسماء معظم اللاعبين محفورة في ذاكرة الجمهور لكثرة عدد اللاعبين الموهوبين الذين يقدمون أداء ممتعا، رغم أن الحافز المادي كان ضعيفا للغاية، فلم يكن هناك راتب شهري، ومكافأة الفوز كانت بسيطة للغاية لا تتجاوز 300 درهم عن المباراة، وأتذكر أن اعلى مكافأة فوز حصلت عليها قبل اعتزالي مباشرة كانت 1500 درهم، وكان مبلغا كبيرا حين ذاك، عكس الآن، حيث ينال بعض اللاعبين راتبا شهريا يقترب من نصف المليون أو يزيد، خلاف مكافآت الفوز التى تصل إلى 100 ألف درهم للمباراة الواحدة، ومع ذلك مردودهم الفني ضعيف جدا ولا يقارن بعطاء نجوم زمان، وبصراحة تمنيت أن أعاصر زمن الاحتراف وكذلك لاعبي الجيل السابق الذي يصعب تعويضهم.
ومن يتذكر الجيل الأول لكرة الإمارات يتذكر عناصر موهوبة متميزة يقترب عددهم من العشرة لاعبين، وكذلك جيل التسعينات الذي ضم 20 نجما من الأساسيين والاحتياط، والآن نجد ثلاثة نجوم مرموقة في صفوف المنتخب الأول مثل إسماعيل مطر وعمر عبدالرحمن وأحمد خليل، وأتمنى أن يحترف هؤلاء من اجل ضمان تطور مستواهم بما يخدم المنتخب الوطني خلال السنوات المقبلة، كما أتمنى أن يعتني هؤلاء بأنفسهم بشكل جيد، لان الأمل معقود عليهم لتحقيق طموح الجماهير بالمنافسة على لقب بطل آسيا ومن ثم التأهل إلى مونديال موسكو، وأنا اعتبر تحقيق هذه الطموحات هي المحك الرئيس للمنتخب وليس مجرد الفوز بلقب خليجي.
حسرة على الخليج
وبنبرة حزن وأسى يتحدث احمد الملا على فريقه الخليج خلال الفترة الحالية، ويقول أنا حزين على ما وصل إليه فريق الخليج، هذا الفريق الذي كان يهابه جميع فرق الدوري في زمن الثمانينيات، وتدهور مستواه وأصبح فريق هواية مع أن مكانه الطبيعي التواجد في دوري المحترفين، ولكن عصر الاحتراف وقلة المواهب عصفا بالفريق وتبددت أحلام جماهيره، وأصبح التواجد بين الكبار مجرد أمل وحلم، لأن الظروف تغيرت والأجواء أصبحت اكثر احترافية بالدعم المالي الكبير، والذي يفوق قدرات وإمكانات جميع أندية الشارقة وليس الخليج وحسب.
سيرة ذاتية
الاسم: احمد الملا
الصفة: مهاجم سابق بنادي الخليج
المهنة: عقيد متقاعد
الحالة الاجتماعية: متزوج ولدي 5 أبناء وبنات
الخبرات: البداية عام 76 والاعتزال 96
الإنجازات: التأهل للدوري الممتاز مع الخليج
الهواية: المران البدني اليومي لمدة ساعة ونصف
الأمنية: أن يكون ابني لاعب كرة ولكن الإصابة منعت نجلي محمد من الاستمرار مع الجزيرة





