أسدل الستار على بطولة آسيا للشباب 2012 لكرة القدم مساء أول من أمس باستاد نادي الإمارات بتتويج المنتخب الكوري الجنوبي بطلا للمرة الثانية عشرةبالتخصص، بعد أن خطف اللقب من أنياب أسود الرافدين وحرمهم من حلم اللقب السادس وسط فرحة كبيرة للكوريين، الذين أثبتوا أحقيتهم وجدارتهم وسيطرتهم على هذه الفئة من البطولات، حيث يعتبر أكثر المنتخبات فوزا بها ليضيف لقبا جديدا إلى خزينته.
بينما سيطر الألم والحسرة من خلال الصمت الرهيب الذي أصاب الآلاف من الجماهير العراقية وسط دهشة اللاعبين الذين كانت البطولة في متناولهم بعد تقدمهم بهدف مهند عبد الرحيم في الدقيقة 35.
ولكن بغفلة دفاعية في لحظة، انقلبت الأمور على عقبيها ليدرك الكوريون التعادل عن طريق مون شانغ في الدقيقة 92 ، ويتحول اللقاء إلى الوقت الإضافي، ثم يحتكمان إلى ركلات الجزاء الترجيحية التى ابتسمت للكوريين بنيجة (4 / 1) ، حيث سجل للعراق أحمد عباس في حين سدد سيف سلمان خارج المرمى وتصدى الحارس الكوري لي تشانغ لمحاولة مهند عبدالرحيم، وفي المقابل أحرز لكوريا الجنوبية كل من سيم سانغ وجوسونغ وكيم سون وريوسيونغ.
قسوة الكرة أضاعت البطولة
وعبر حكيم شاكر مدرب منتخب العراق عن حزنة الشديد لضياع البطولة، مؤكدا أن قسوة كرة القدم كانت سبب الخسارة أمام كوريا الجنوبية، مشيرا أنه لا توجد كلمات تعبر عن إحباطنا من النتيجة التي خرجنا بها من المباراة النهائية وضياع حلم تحقيق البطولة، حيث سجل الكوريون في وقت صعب وأدركوا التعادل وعلى ضوء ذلك كان من الصعب العودة للمباراة من جديد، وعندما احتكمنا لركلات الترجيح كان الهدف الكوري أثر على اللاعبين وافتقدوا تركيزهم وأنا لا ألوم اللاعبين فضغط المباراة كان أكبر من قدرتهم على التحمل.
وأوضح " لكن ما يخفف علينا ضياع كأس آسيا للشباب هو الجيل الذهبي الذي كسبناه بوجود هؤلاء الكوكبة من اللاعبين القادرين على الحفاظ على سمعة الكرة العراقية، وستظهر نتائجه في المستقبل القريب، والآن سنعود إلى العراق كي نبدأ الاستعداد من أجل المشاركة في كأس العالم للشباب 2013 في تركيا، كما يجب أن أقوم بإعداد بعض اللاعبين ليكونوا جاهزين للمشاركة في بطولة آسيا تحت 22 عاما" .
الحظ حالفنا
وأكد لي كوانغ جونغ مدرب منتخب كوريا الجنوبية أن الحظ كان إلى جانب فريقه ليحقق الفوز على العراق بعد مباراة صعبة جداً كان فيها المنتخب العراقي الطرف الأفضل طوال الشوطين، وأنا يجب أن أعترف أننا كنا محظوظين جداً بعدما سجلنا التعادل في الوقت بدل الضائع .
وقال: إننا تدربنا على الركلات الترجيحية لان البطولة فيها مباريات بخروج المغلوب لذلك كان في الإمكان أن نصل إلى ركلات الترجيح، ومن هنا ركزنا واستعدينا لذلك وهذا انعكس في المباراة النهائية عندما سجلنا أربع ركلات ترجيح، وهذا يوم عظيم لكرة القدم الكورية ".
التهنئة لكوريا الجنوبية
هنأ زهانغ جيلونغ القائم بأعمال رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منتخب كوريا الجنوبية بفوزه بلقب بطولة آسيا للشباب تحت 19 عاماً 2012 في الإمارات.
وقال جيلونغ بعد المباراة " أود التقدم بالتهنئة إلى كوريا الجنوبية وجميع العاملين في كرة القدم بكوريا الجنوبية على أخلاقيات العمل والروح الجماعية التي يمتازون بها من دون ذلك لم يكن بإمكانهم الفوز بلقب هذه البطولة التي ضمت أفضل 16 فريقاً في آسيا.
وأضاف " هذا اللقب الثاني عشر في هذه الفئة العمرية لكوريا الجنوبية وأنا بكل أمانة أتمنى لهم تحقيق المزيد، النقطة البارزة في هذه البطولة كانت التوازن بين منتخبات شرق وغرب آسيا وهذا ما ظهر في المباراة النهائية بين فريقين يمثلان طرفي كرة القدم الآسيوية ".
وتابع" جميع المباريات كانت متقاربة في المستوى حيث واجهت القوى التقليدية مثل اليابان وكوريا الشمالية والسعودية وإيران تحديات صعبة من قبل بقية الدول ويمكن ملاحظة أن كرة القدم الآسيوية تزداد تنافساً بحيث بات التوقع صعباً في مبارياتها".
كما تمنى جيلونغ التوفيق لمنتخبات كوريا الجنوبية والعراق وأستراليا وأوزبكستان التي ستمثل قارة آسيا في نهائيات كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً 2013 في تركيا وقال " أهنىء المنتخبات التي نجحت في التأهل إلى كأس العالم وأتمنى لهم من أعماق قلبي أن ينجحوا في جلب الفخر لكرة القدم الآسيوية وإظهار مستوى مهاراتنا والتطور الذي حققناه على المستوى العالمي خلال السنوات الأخيرة.
كما أشيد بجهود اللجنة المحلية المنظمة في بطولة آسيا للشباب تحت 19 عاماً 2012 في الإمارات حيث وفرت مرافق وفق أعلى المعايير العالمية وقدمت دعماً كبيراً لإنجاح البطولة، وقال: أتقدم بالشكر إلى الاتحاد الإماراتي لكرة القدم وحكومتي رأس الخيمة والفجيرة وإدارات الملاعب والأندية المستضيفة وجميع من شارك في التنظيم الناجح لهذه البطولة".
تحديد مصير
توجة يوسف السركال رئيس اتحاد الامارات لكرة القدم بالتهنئة للمنتخب الكوري الجنوبي بفوزة بالبطولة كما تقدم بالتهنئة للمنتخب العراقي على الأداء والمستوى الذي قدمة وأشاد بنجاح البطولة وتميز القائمين عليها الذين نجحوا بشكل متميز من كافة الجوانب خاصة بعد ما لمسناه من ارتياح ورضا كبيرين من الوفود والضيوف على التنظيم والضيافة .
وبالنسبة لخروج منتخبنا من الدور الأول قال: هذا نصيبنا ونحن راضون بذلك وأتمنى الحظ الأوفر مستقبلا لمنتخبنا، أما الحديث عن وضع الجهاز الفني للمنتخب، فاترك ذلك للجنه الفنية التى ستحدد الموقف تجاه الجهاز الفني .
