خرجت الأسرة الشرقاوية من استاد راشد بالنادي الأهلي وتتراقص قلوبها فرحاً، بعد أن أحيا الهدف القاتل الذي سجله البرازيلي مارسيلو في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع في مرمى الشعب، ضمن منافسات الجولة الثانية للدور الرباعية المؤهلة لدوري المحترفين. إذ أعاد مارسيلو بهدفه الذي أثار حفيظة الشعب وجماهيره، باعتباره هدفاً غير صحيح، لاشتراك لاعبين اثنين من فريق الشارقة بحارسهم يوسف البيرق، ما خلق الفرصة أمام مارسيلو لتسجيل هدف الفوز.
خميس سالم السويدي رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة حمد الله كثيراً على الفوز الثمين الذي حققه فريقه، مشيراً إلى أن دوري المحترفين ليس جميلاً بدون الشارقة، مشدداً على أحقية فريقه في اقتناص الفوز أمام غريمه الشعب.
وتابع السويدي مضيفاً في تصريح لـ «البيان الرياضي»: عشية انطلاق منافسات الدورة الرباعية، كانت فرصة الشارقة متساوية كباقي فرص المنافسين، وكان ممكناً أن يخطف الشعب الفوز في المباراة، إلا أن العمل الذي قمنا به في معسكر التحضير للدورة والمباراة أتى أكله بحمد الله.
وأضاف: الأخطاء واردة في كرة القدم، وهي غير مقصودة، ولا نستطيع أن نغير شيئاً في الملعب، وفي كرة القدم من الممكن أن تنتهي المباراة في لحظة، ونحن بدورنا اجتهدنا بكل ما نملكه، فلك أن ترى كيف يعد الشارقة للمستقبل، عندما تجد اللاعب الناشئ سيف راشد يدخل بديلاً للاعب أجنبي (ادينهو)، فهذا اللاعب إنتاج الشارقة، وأمر يسعدنا للغاية.
ويؤكد السويدي على أن حلاوة الفوز تمكن بصورة مضاعفة لتأخر تسجيل الهدف إلى الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء، فيما كان الشعب قادراً على إنهاء المباراة بالتعادل.
وتظهر مصداقية السويدي مع نفسه أولاً، والإعلام والشارع الرياضي ثانياً، عندما كشف النقاب عن حقيقة أن العمل الحقيقي من الشحن المعنوي للاعبين جاء من قبل جمهور الشارقة قبل الإدارة «العمل لم يكن من قبلنا كإدارة، كان من قبل الجمهور الذي التف حول اللاعبين عقب الخسارة أمام الظفرة، كما أنهم ينتظرون اللاعبين بعد كل تمرين، وبالتالي، لم يكن هذا شغلنا نحن في الإدارة».
بيد أن رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة كان عاتباً على الجمهور الشرقاوي الذي لم يحضر بكثافة خلف الفريق في مواجهته للشعب «كنت أتمنى حضوراً جماهيرياً أكبر»، فيما أشار إلى إن معنويات «الشرقاوية» حالياً أفضل ومنتشية، مشدداً على أن رهانه دوماً على الملعب.
وبسؤاله عن مدى اعتماد الشارقة معنوياً على نصف لاعبي الفريق في تحقيق الفوز، كونهم من لاعبي الأهلي سابقاً، وبالتالي يعلمون تفاصل ملعب المباراة (استاد راشد)، وكأن الفريق يلعب على أرضه؟.. فأجاب: كانت هناك عوامل مساعدة، ومن بينها هذه الجزئية، إذ إن هؤلاء اللاعبين الذين أشرت إليهم لعبوا لفترة طويلة هنا على استاد راشد، وبالتالي كان الشارقة في مباراة اليوم يمثل ناديين على ملعب المباراة.
وخلص السويدي بتوجيه رسالتين، إحداهما للاعبين والثانية لجمهور الشارقة، فقال: أقول للاعبين علينا أن نفرح، ولكن لا نبالغ بها، وأن تنتهي تمام الثانية عشرة منتصف الليل، والبدء من يوم غد (أمس) للعمل من أجل المباراة الثالثة.
أما رسالتي الثانية لجمهور الفريق، وأقول فيها: أنتم لا تحتاجون إلى دعوة لمؤازرة فريقكم.
ساحوه: الحكم «ضيّع» الشعب
أبدى الدكتور عبد الله بن ساحوه رئيس مجلس إدارة نادي الشعب، حزناً على النتيجة التي آلت إليها مباراة فريقه والشارقة، والتي انتهت لمصلحة الأخير بهدف دون مقابل.
وقال في تصريح عقب انتهاء المباراة: خسرنا بقرار من الحكم، وعندما أقول ذلك، لا أعني أن الحكم تقصد الخطأ، ولكن خطأه أسهم في خسارة فريقنا. وتابع مستطرداً: أقبل برأي من مشاهد المباراة، من مشجعين ومحللين وإعلام، هدف المباراة الوحيد الذي جاء نتيجة دفعة واضحة للحارس يوسف البيرق داخل المنطقة.
وأكمل رئيس مجلس إدارة نادي الشعب، مبدياً اعتزازه بالأداء الذي ظهر عليه الفريق خلال منافسات الدورة الرباعية، منتقداً في الوقت نفسه من قلل من حظوظ الشعب قبل بدء المنافسات «من شكك في الشعب وقال إنه أقل المنافسين في «الرباعية»، أقول له إن لاعبي الشعب هم الأفضل».
ويتابع مستطرداً: الخطأ الذي أقدم عليه الحكم باحتساب الهدف غير مقصود، ونعلم ذلك، إلا أنه في المقابل «ضعنا فيها». ثم عاد ابن ساحوه وأكد أنه يرضى برأي المحللين، ثم خلص إلى القول: استطاع فريقنا خلال 4 أيام أن يقدم ما عنده بصورة جيدة، والجمهور يحكم على فريق يقدم كرة قدم جميلة.
من جانبه، قال عدنان الطلياني النجم التاريخي لنادي الشعب، والذي يشغل منصب الأمين العام للنادي: المباراة جاءت قوية من الفريقين، وضاع الكثير من الفرص من الجانبين، وفي الوقت بدل الضائع، استغل الشارقة الفرصة وفاز بالهدف المشكوك في صحته، والذي جاء نتيجة خطأ واضح، ونحن في دهشة من عدم احتساب هذا الخطأ، فهناك مشاركة من لاعبين اثنين من الشارقة للحارس في منطقة المرمى والكرة في الهواء، وأي احتكاك مع الحارس يحتسب لمصلحته، لكن الحكم تغاضى عن الخطأ رغم وضوحه، وعلينا الآن مضاعفة الجهود والاستعداد المكثف للمباراة الأخيرة مع الظفرة، لأن الفرصة مهما كانت نسبتها فهي موجودة، ويجب التشبث بها.
وأثنى الطلياني على «الأداء الرجولي» للاعبين الذين كانوا يأملون في الفوز أو التعادل، لكنها كرة القدم التي حولت الحسم والإثارة للجولة الأخيرة، واختتم بالقول: تمنياتي للكوماندوز بالتوفيق.
سيرجيو: مواجهة الظفرة مسألة حياة أو موت
بدا مدرب الشعب البرازيلي سيرجيو غاضباً من حكم المباراة عمار الدوخي، وعبر عن غضبه هذا في المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة، مؤكداً أن تدخلات الحكم كان لها تأثير في المباراة (على حد قوله). مثنياً، في الوقت نفسه، على الأداء الذي قدمه فريقه في المباراة، وكان بالموعد على الرغم من الخسارة بهدف.
وتابع في رد على سؤال، هل الحكم من أضاع المباراة على الشعب أمام الشارقة أم الفرص التي أضاعها لاعبوه، لا سيما انفراد ريكارد قبل 7 دقائق من نهاية اللقاء، فأجاب: إضاعة الأهداف طبيعي في كرة القدم، ويحدث من اللاعبين في كل ملاعب العالم، إلا أن الشيء غير الطبيعي، أن يتغاضى الحكم عن خطأ للحارس، ويحتسب هدفاً.
وتابع مضيفاً: الفريق بذل مجهوداً كبيراً في المباراتين أمام الإمارات والشارقة، والمباراة القادمة أمام الظفرة هي مباراة كأس، ولن نوفر فيها جهداً، وستكون حياة أو موت لنا.
تجهيزات
وخلص إلى القول: الأكيد أننا سنقوم بكافة التجهيزات من أجل الاستعداد للمباراة المقبلة، وعلينا الفوز من أجل ضمان التأهل إلى دوري المحترفين، كما ستتضح في التمارين تشكيلة الفريق، بناء على اللاعبين الأجهز بدنياً.
الطريف أن المدرب الشعباوي، وبعد انتهاء المؤتمر الصحافي، وقبل أن ينهض من على كرسيه، شاهد إعادة لهدف الشارقة في التلفاز الموجود داخل قاعة المؤتمر الصحافي، ليخاطب الصحافيين بكلمة «شوف»، ثم يعلق على الهدف واستغرابه، كيف احتسبه الحكم، رغم وضوح الخطأ لصالح حارس المرمى يوسف البيرق؟.
ارتياح
في المقابل، ظهر الارتياح على مدرب الشارقة التونسي فوزي البنزرتي، بعد الحالة العصبية التي كان عليها طوال المباراة، وقال معلقاً على فوز فريقه: كانت المباراة صعبة وحماسية بين الفريقين، وكثير من المباريات تحسم في الدقيقة الأخيرة من مجريات اللقاء، واستثمرنا الحظ واستغلال الفرصة التي سنحت لنا في الدقيقة الأخيرة، ما جدد أملنا في المنافسة على التأهل لدوري المحترفين.
وبسؤاله عن النسبة المئوية التي يرى فيها فريقه قريباً من التأهل لمصاف أندية دوري المحترفين، قال البنزرتي: هي أكثر من 70 %.
بيد أن المفارقة في المواجهة المقبلة بين الشارقة والإمارات، تجمع الشقيقين فوزي ولطفي البنزرتي، وهما على رأس الإدارتين الفنيتين للفريقين، وعن كيفية مواجهة شقيقه في مباراة، ربما مصيرية له ولشقيقه، أجاب قائلاً: المواجهة بالنسبة لي مع فريق الإمارات، وليست مع شقيقي، وسنلعب للفوز من أجل التأهل، رغم خسارة الإمارات أمام الظفرة، فالمباراة التي ستجمعنا ليست سهلة، كما كان واجب علينا أن نفوز في مباراتنا والشعب، لأن الخسارة كانت تعني خروجنا مباشرة من المنافسة.
وانتهى مدرب الشارقة إلى القول: أشكر اللاعبين على الجهد الكبير الذي بذلوه وتوجوه إلى فوز، وتجديد أمل الفريق.
مشاعر
جماهير الشعب غاضبة من التحكيم
أكدت الجماهير الشعباوية على عدم صحة الهدف الذي خسر به الكوماندوز، وأنه جاء نتيجة خطأ متعمد ضد الحارس الشعباوي، وأشار العديد منهم عقب المباراة بأن فريقهم قدم مباراة ممتازة، والخسارة جاءت بسبب عدم تقدير الحكم، ما صعب الأمور في الجولة الأخيرة، لكن ثقتهم برجال الكوماندوز بلا حدود في تخطي المباراة بنجاح، وعودة الأمل في المنافسة على التأهل. وخرجت جماهير الشعب من الملعب، وانتظرت لاعبيها لتحييهم عقب الخسارة، في إشارة إلى الرضا عن المستوى الفني الذي قدمه الفريق.
فرحة
بدر: سعيد من أجل جمهور «الملك»
عبر بدر عبد الرحمن لاعب الشارقة عن سعادته الغامرة بالفوز الذي حققه فريقه على الشعب، مشيراً إلى أن فرحته نابعة من فرحة جمهور الشارقة، كما أنها فرحة من أجلهم. وتابع: دخلنا المباراة برغبة الفوز، واللعب من أجل حصد النقاط الثلاث، بينما لم يكن يهمنا الأداء أكثر من النقاط، ففي مباراتنا السابقة أمام الظفرة قدمنا أداء جيداً، ولكننا خسرنا المباراة. وعن مباراة فريقه المقبلة، قال بدر: سنلعب حتى الرمق الأخيرة، كما فعلنا أمام الشعب، وفي الجولة الثالثة كل فريق يلعب من أجل أن يخدم نفسه.



