تصدر البيان الذي أصدره دييغو مارادونا عقب تلقيه نبأ فصله من نادي الوصل كافة الصفحات الرياضية في الصحف الناطقة بالإسبانية، فقد عكس عنوان صحيفة "الباييس" الإسبانية رغبة الأسطورة في مواصلة العمل مع نادي الوصل، حيث قال في البيان إن "رغبتي كانت ولا تزال مواصلة قيادة الوصل".
موضحة أن مارادونا أخذ قرار النادي على محمل الهدوء، كما أعرب عن ثقته في إمكانية العودة عن قرار الفريق الإماراتي، كاشفا عن أمله في عقد اجتماع قريب، ومعربا عن ثقته في التوصل إلى اتفاق جيد مع النادي، حيث سيتحدد مصير علاقة مارادونا مع النادي وإذا ما كان سيواصل العمل معه من عدمه.
لم يصرخ ولم يخرج عن طوره، بيد أنه لم يلذ بالصمت أيضا، على خلاف عادته في مرات كثيرة أخرى عندما يحدث معه شيء لا يروق له، فقد قرر مارادونا عدم المواجهة، مفضلا بعد عدم تجديد عقده مع الوصل، ومن ثم قرار استبعاده منه إصدار بيان بخط يده ومن بنات أفكاره، يبين فيه رغبته الجامحة في الاستمرار وحل المشاكل العالقة.
أسباب القرار
أما صحيفة "الموندو"، التي تصدر في مدريد، فقد كتبت تحت عنوان عريض "مارادونا لا يريد الذهاب" على الرغم من استغناء قادة الوصل عن خدماته، بينما يشير العنوان الذي اختارته صحيفة "اليونيفيرسال" المكسيكية إلى الأسباب التي دفعت النادي الإماراتي إلى اتخاذ قراره التاريخي.
موضحة أن "نادي الوصل الإماراتي كشف النقاب عن أن استبدال الاستراتيجي الأرجنتيني، الذي كان عقده سينتهي بعد سنتين، كان من أجل تغيير صورة الفريق"، على حد تعبير أليهاندرو غارسيا، مواطن مارادونا ومحرر المركز الإعلامي للوصل، الذي قال من دبي للصحافة الأرجنتينية ان القادة الجدد للنادي "ينوون تغيير الصورة، ما دفعهم إلى فسخ العقد مع مارادونا، الذي يبلغ 34 مليون دولار ويستمر لمدة سنتين وينتهي في مايو 2013".
كما ذكرت الصحيفة أن المدير الفني الأرجنتيني كان لديه مساعدين أرجنتينيين أيضا هما هيكتور إنريكي وخافيير فيمتخانا، وكان يخطط لاستهلال سنته الثانية في الإمارات العربية بفريق عمل ضم إليه لاعبي كرة قدم من بلاده هما ماريانو دوندا، لاعب الوسط السابق في فريق "جودو وكروز" وخوان ميرسيير، القادم من فريق "الأرجنتينيين الصغار".
رغبة البقاء
بالعودة إلى صحيفة "الباييس"، التي لم تخرج عن سياق الصحف الإسبانية الأخرى، وإلى مقال آخر نشرته حول القضية، نجد أنها عنونت: "مارادونا يريد البقاء في دولة الإمارات العربية"، وذكرت أن المدير الفني، الذي علم بقرار إقالته من الوصل بينما كان يقضي عطلته، مستعد للتفاوض من جديد على استمرار عمله مع الأصفر بعد استقالته، لعدم تلقيه التعزيزات التي طلبها، وتتابع الصحيفة ذاتها: "ذلك أن مارادونا لا يستطيع ترك كرة القدم العربية بطريقة لطيفة، فهذا أمر ليس معتادا في تاريخه، لكن القرار المبكر هذه المرة ليس بيده وإنما بيد نادي الوصل، الذي كان قبل شهر واحد فقط قد ثبته في موقعه لسنة أخرى، أي حتى عام 2103 المقبل".
وتضيف الصحيفة أن مارادونا هو الذي يسعى هذه المرة لإصلاح ذات البين بعد أن أبدى استعداده للتفاوض مجددا مع الوصل للاستمرار في العمل معه، لا بل إنه مستعد للتنازل عن متطلبات على جانب كبير من الأهمية. لكن ربما الأهم في تغطية هذه الصحيفة واسعة الانتشار لهذه القضية هو الاستنتاج الذي تصل إليه، والذي يؤكد أنه على الرغم من قرار الوصل إلى أن القضية لم تغلق ولم تصل بعد إلى طريق مسدود.

