أكد محمد غباش نائب رئيس مجلس إدارة الإمارات أن الهبوط ليس نهاية المطاف، خاصة وأن فريق الإمارات أثبت رغم الهبوط أنه يمتلك المقومات ليكون مكانه الطبيعي في دوري المحترفين، وهذا وضح من خلال المستوى الذي قدمة في الدوري رغم الصعاب التي واجهته، فالطموحات كانت كبيرة قبل بداية الموسم ليس من أجل البقاء فقط وإنما لتحقيق مركز جيد، بمعنى أن يكون الفريق في المنطقة الدافئة وتم الإعداد بالشكل المناسب لذلك، سواء في مرحلة الإعداد أو من خلال استقطاب اللاعبين المواطنين والأجانب.

إضافة إلى أن الإعلان عن دمج ناديي الإمارات ورأس الخيمة قد تأخر، ومن ثم تطلب الأمر إعادة ترتيب البيت من جديد بعد قرار الدمج، وتطلب ذلك بعض الوقت خاصة وأن الناديين مؤسستان قائمتان بحد ذاتهما لهما حساباتهما وظروفهما وأمور خاصة بهما، فالأمر تطلب جهداً كبيراً لدمج المؤسستين.

ظهور العقبات

وأضاف غباش: ولكن بعد ذلك بدأت العقبات تظهر أمام الفريق، خاصة مع الإصابات التي تعرض لها اللاعبين ومنهم المحترفين الأجانب، وعلى ضوء ذلك افتقدنا جهود عدد من اللاعبين الأساسيين، ويكفي أننا لعبنا بلاعب أجنبي واحد في بعض المباريات، وهذا بالتأكيد كان له تأثيراً سلبياً على الأداء والنتائج، رغم المحاولات الحثيثة من اللاعبين على تقديم كل ما عندهم من مستوى متميز وتواصلت الجولات والفريق يتعرض للخسائر.. وبعد ذلك قدم المدرب غازي الغرايري اعتذاره عن تكملة المشوار رغم الجهد الكبير الذي بذلة.

وتم تكليف مساعدة مدرب الحراس بومنيجيل بالمهمة، ولكن الأمور تواصلت بشكل لا يرضي أحداً، إلى أن تم التعاقد مع المدرب لطفي البنزرتي الذي قاد الفريق منذ الجولة 11، وبالطبع عمل على إعادة تقييم الوضع في الفريق ولعبت خبرته الكبيرة وإمكانياته في ترميم الكثير من الأمور، ومنها دعم الفريق بعدد من اللاعبين المواطنين وتغيير اللاعبين الأجانب الثلاثة مع الإبقاء على المغربي محسن متولي، فتم الاستغناء عن الحسن كيتا واوروك وبجمان نوري والتعاقد مع ديارا والأوزبكيين حسنوف والكسندر. وأشار غباش: لا شك أن ترتيب أوراق الفريق تطلب بعض الوقت وبالفعل تحسن الوضع وحصد الفريق 13 نقطة في الدور الثاني مقابل 4 نقاط في الدور الأول.

اعتذار الغرايري والتعاقد مع البنزرتي

 

 

 

وأمام سلسلة الهزائم المتلاحقة اعتذر المدرب التونسي غازي الغرايري عن عدم تكملة المشوار ليخلفه مساعده مدرب الحراس بومنيجيل في مهمة مؤقتة، ليقود الفريق في عدد من المباريات وبعدها تم التعاقد مع المدرب التونسي لطفي البنزرتي، الذي تولى المهمة منذ الجولة 11 للدوري، كما تم الاستغناء عن الثلاثي الأجنبي كيتا واوروك ونوري، والإبقاء على محسن متولي وتم التعاقد مع الاوزبكيين حسنوف والكسندر ومن ثم ديارا.

لقد بذل المدرب البنزرتي جهداً كبيراً في معالجة وضع الفريق السيئ سواء بإخراج اللاعبين من الحالة النفسية أو بإجراء التغييرات اللازمة في صفوف الفريق، أو بطريقة اللعب ليتحسن الأداء وتظهر بعض النتائج الإيجابية ويفرض احترام الأندية له، بل إن الفرق كانت تتخوف من مواجهة الأحمر بملعبه، إلا أن انتدابات اللاعبين كانت غير مرضية ولم تساعد على إنقاذ الوضع.

استقالة يوسف

يعلم الجميع أسباب استقالة رئيس لجنة التسويق بنادي الإمارات عدنان يوسف، رغم إعلانه أن استقالته بسبب ظروف خاصة وهذا متفق عليه، إلا أن «القشة التي قصمت ظهر البعير» هي انتخابات اتحاد الكرة، فعدنان يوسف من الذين يمتلكون خبرة كبيرة في العمل الإداري والتسويق الرياضي، وله دور بارز خلال عمله بمجلس الإدارة من خلال نشاطه الدؤوب وتحركاته المختلفة، وهو شعلة من النشاط خلال السنوات الماضية وتواجده المستمر في النادي في كل الأوقات وطوال اليوم، ومتابعته لكل صغيرة والحرص على إنهائها بالسرعة الممكنة.

إضافة إلى علاقاته الوطيدة مع إدارات جميع الأندية، والشخصيات القيادية الرياضية والإدارية في الدولة أراد أن يستثمر ذلك في خدمة ليس نادي الإمارات فقط، وإنما أندية رأس الخيمة وكذلك أندية الدولة وكرة القدم الإماراتية، وذلك بالترشح لانتخابات عضوية اتحاد الكرة، ورغم اتفاق الجميع على ذلك إلا أن الصدمة كانت كبيرة وغير متوقعة بترشيح نادي الإمارات للدكتور علي الأحمد بدلاً منه، رغم انه ابن النادي وهو الأحق بذلك فما كان من عدنان يوسف إلا أن قدم استقالته رسمياً، رغم عدم البت فيها حتى الآن، لأن قبول الاستقالة خسارة كبيرة لنادي الإمارات.

تعاقدات

يعتبر الإمارات من الأندية التي أحدثت تغييرات كبيرة في تعاقداتها خاصة اللاعبين الأجانب، وإن كانت هناك علامات استفهام حول عملية الاختيار، فرغم التعاقد في بداية الموسم مع الحسن كيتا واوروك وبجمان نوري، إلا أن فترة التسجيل الثانية شهدت الاستغناء عن الثلاثة مع الإبقاء على محسن متولي، وبعدها ضم حسنوف والكسندر وديارا، ومع نهاية الموسم وفي ظل التوافق بين الطرفين جددت الإدارة الإماراتية تعاقدها مع المحترف ديارا لموسم آخر، بعد المستوى الذي ظهر عليه اللاعب في الدوري، خاصة وأنه انضم للصقور في الدور الثاني وسجل 10 أهداف.

وكان اللاعب قد أبدى رغبته في البقاء مع الأحمر سواء هبط الفريق أم لا، أما بالنسبة لبقية محترفي الفريق المغربي محسن متولي والاوزبكيان حسنوف والكسندر فلم يتم التجديد لهم، وجارٍ البحث عن لاعبين اثنين لضمهما، خاصة وأن الفريق تنتظره المشاركة في الدورة الرباعية في شهر سبتمبر المقبل للمنافسة على الصعود.

مشاكل إدارية

يعرف الجميع عدم وجود استقرار حقيقي في نادي الإمارات خاصة بعد الدمج، ووجود نوع من الفجوة بين الأفراد القادمين من نادي رأس الخيمة وبقية الأعضاء في الإدارة، إضافة إلى أن مجلس الإدارة لم يجتمع بشكل كامل منذ عدة شهور، ما كان له تأثير في اتخاذ القرارات والاستقالة المقدمة من عدنان يوسف مدير التسويق في النادي، وابتعاد صالح عامر مشرف المراحل السنية، وهذا يدل على وجود تصدع في إدارة الإمارات رغم الدعم الكبير الذي يحظي به النادي مادياً ومعنوياً، لاسيما وأنه ممثل الإمارة في دوري المحترفين، وكان الشارع الرياضي في رأس الخيمة يعلق عليه آمالاً كبيرة في حجز مكان متميز بين الفرق الكبيرة.

 

أحلام وردية للصقور قبل بداية الموسم

 

 

 

إخفاق الصقور هذا الموسم غير مبرر رغم الأحلام الوردية قبل بداية الموسم بقدرة الفريق على أن يكون في وضعية أفضل هذا الموسم، وإعادة الطفرة التي حدثت قبل موسمين بفوزه ببطولة كأس رئيس الدولة ومن ثم كأس السوبر، ومشاركته في البطولة الآسيوية وخروجه بصعوبة من الدور التمهيدي، ومع هبوطه لدوري الهواة، إلا أنه عاد سريعاً لدوري المحترفين وقرار الدمج مع نادي رأس الخيمة، والدعم الذي حظي به الفريق والاستعداد الجيد للصقور قبل الموسم، إضافة إلى التصريحات التي كانت تخرج من المسؤولين في النادي.

والتي كانت تصب في أن الفريق غير هذا الموسم، وستكون الطموحات في دوري المحترفين هي البحث عن مركز ضمن أندية الوسط أو المنطقة الدافئة، بعيداً عن صراع الهبوط وكل تلك عوامل أعطت انطباعاً أن الأحمر قادم بقوة، ولكن مع انطلاقة الموسم بدأت تلك الأحلام والآمال والطموحات تتلاشي شيئاً فشيئاً، بداية من كأس اتصالات مع أنه لعب أربع مباريات بفريق 19 سنة والرديف، نظراً لتأخر الفريق الأول بمعسكره الخارجي بتونس وحصد الأحمر المركز الأخير في المجموعة (ب) برصيد 5 نقاط، من فوز واحد وتعادلين و7 خسائر أما في كأس رئيس الدولة فخرج الفريق من دور الـ16 بخسارته أمام العين بهدف نظيف.

وفي دوري المحترفين حصد المركز الحادي عشر برصيد 17 نقطة، حيث فاز في 5 مباريات فقط وتعادل في 2 وخسر 15 مباراة، ولم يشفع فوزه في الجولة الأخيرة على الوحدة (2/1) في البقاء خاصة وأن منافسه اسود دبي كسب مباراته مع الجزيرة ليظفر بالبقاء، بينما هبط الإمارات إلى دوري الهواة ليدخل في الدورة الرباعية في صراع جديد من اجل البقاء.