ستكون النسخة الثانية عشرة لبطولة آسيا لكرة الصالات "الإمارات 2012" والتي أسدل الستار على منافساتها مساء أول من أمس بعد 8 أيام من المنافسات الشيقة والمثيرة بين 16 منتخبا مشاركا، علامة مضيئة في تاريخ اللعبة، ونقطة مضيئة شاهدة على عدة تغييرات على مستوى اللعبة في القارة، أبرزها انها ستكون شاهدة على نجاح المنتخب الياباني في التتويج بثاني لقب في تاريخه بعد لقبه السابق الذي كان قد حققه عام 2006، وإن ظل المنتخب الإيراني صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز برقم 10 مرات.
وكان المنتخب الياباني قد نجح في اعتلاء منصة التتويج بتغلبه على نظيره التايلاندي 6/1 في المباراة النهائية للبطولة التي جمعت بينهما مساء أول من أمس على صالة نادي الوصل، وسط حضور على أعلى مستوى من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ممثلا في يوسف السركال رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، والصيني زهانج جيلونج القائم بأعمال رئيس الاتحاد الآسيوي.
وريتشارد لاي رئيس لجنة كرة الصالات بالاتحاد، إضافة إلى كبار المسؤولين عن الرياضة في الدولة ممثلين في إبراهيم عبدالملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، والدكتور أحمد سعد الشريف الأمين العام لمجلس دبي رئيس اللجنة المنظمة للبطولة وأحمد الفردان الأمين العام لمجلس الشارقة الرياضي نائب رئيس اللجنة المنظمة.
جدارة واستحقاق
واستحق المنتخب الياباني نيل هذا اللقب بعدما نجح في الإطاحة بمنتخب تايلاند في المباراة النهائية بعد أداء فني واع وتكتيك مدروس من مدربه الأسباني رودريغو، في نفس الوقت الذي كان المنتخب التايلاندي قد قدم خدمة العمر لليابان بإطاحته بمنتخب إيران حامل اللقب في نصف النهائي بالفوز عليه5/4، قبل أن يلقى خسارة ثقيلة في النهائي 1/6.
وعلاوة على تتويج "الكومبيوتر" الياباني باللقب الثاني في تاريخه من دبي، فقد كانت دانة الدنيا شاهدة على تأهل 4 منتخبات إلى نهائيات كأس العالم المقبلة والتي تستضيفها تايلاند نوفمبر المقبل، غير البلد المضيف، وكان أبرزهم هو تأهل المنتخب الكويتي لاول مرة في تاريخه، رغم خسارته من استراليا في ربع النهائي 2/3 ، كأفضل الخاسرين في هذا الدور، ليحل خامسا في الترتيب العام ويحقق إنجازا تاريخيا للكرة الكويتية، وكرة الصالات العربية الآسيوية بصفة عامة.
أما المنتخبات التي تأهلت إلى كأس العالم فهي الخمسة الأوائل على الترتيب، منتخب اليابان (البطل) وتايلاند- الوصيف والبلد المضيف في نفس الوقت- وإيران واستراليا، وأخيرا الكويت.
في نفس الوقت كانت هذه النسخة شاهدة على المشاركة الآسيوية الأولى لمنتخبنا "أبيض" الصالات الذي قدم مستويات طيبة في أول ظهور قاري له.
الشريف: واحدة من أنجح البطولات على مستوى القارة
وصف الدكتور أحمد سعد الشريف الأمين العام لمجلس دبي الرياضي رئيس اللجنة المنظمة لبطولة آسيا لكرة الصالات "الإمارات 2012" هذه البطولة بانها واحدة من أنجح البطولات على مستوى القارة فنيا وجماهيريا وتنظيميا، وهو أمر يصب في مصلحة النسخة الثانية عشرة، حيث قلما تكاملت كل عناصر النجاح هذه في بطولة واحدة.
واعتبر الشريف أن هذا النجاح يرجع إلى جهود وتعاون عدة كيانات وهيئات رياضية، مع مجلس دبي الرياضي وهي اتحاد الإمارات لكرة القدم، والاتحاد الآسيوي للعبة، والتفاهم الكامل مع مجلس الشارقة الرياضي، حيث بذلت كل هذه الجهات جهودا مخلصة كي تخرج البطولة بهذا الشكل المتميز.
وأكد رئيس اللجنة المنظمة أن من أكبر مكاسب الإمارات في هذه البطولة، هي الكوادر البشرية التي قدمها مجلس دبي الرياضي خلال منافسات هذه البطولة، ونجح في الخروج بها على شكل تنظيمي متميز، نال على أثرها إعجاب مسؤولي الاتحاد الآسيوي، مؤكدا أن الاستثمار في العنصر البشري من أهم أهداف مجلس دبي الرياضي.
مشيرا إلى المجلس قدم خلال هذه البطولة عدة نماذج ناجحة لها مستقبل كبير، نالت إعجاب المسؤولين في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، علماً بأنها المرة الاولى التي تسند اليهم مثل هذه المسؤوليات، ومع ذلك كانوا عند حسن الظن بهم، مبشرا بحرص المجلس على إعداد وتجهيز وجوه أخرى شابة ينتظرها مستقبل واعد من أجل الدفع بها في البطولات والمناسبات المزمع إقامتها قريبا، مؤكدا أن مجلس دبي يعد هؤلاء الكوادر ليكونوا قيادات رياضية قادرة على تحمل مسؤوليتها على أرض الواقع في القريب العاجل.
وكشف الشريف أن جميع مسؤولي الاتحاد الآسيوي وعلى رأسهم زهانغ جيلونغ القائم بأعمال رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وريتشارد لاي رئيس لجنة كرة الصالات بالاتحاد القاري، الذين حضروا منافسات البطولة، والمباراة النهائية، عبروا عن إعجابهم وسعادتهم بهذا المستوى من التنظيم، متطرقين إلى إمكانية تنظيم الإمارات مزيدا من البطولات المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن هذا يتماشى مع ما تلقاه مجلس دبي سابقا من طلب لتنظيم بطولة عربية لكرة الصالات، ولكن هذا الموضوع متروك للمستقبل بعد الدراسة والتقييم.
محمود عزيز يطالب باستمرار بادو مدرباً للمنتخب
دافع المدرب الوطني محمود عزيز مدرب فريق الوصل عن الإسباني باولو ادواردو " بادو " المدير الفني للمنتخب بعد الجدل الذي أثير حول خروج المنتخب المبكر من الدور الأول لبطولة آسيا التي استضافتها الدولة واختتمت أول من أمس في دبي، وقال عزيز في تصريحات لـ " البيان الرياضي ": لا توجد أي مبررات للهجوم على المدرب بادو والتقليل من كفاءته كمدرب عالمي معروف في كرة قدم الصالات، وكفاءته معروفة للمدربين الكبار الذين شاهدناهم في البطولة، ووجوده مع المنتخب ساهم في تطور واضح للعبة.
وأضاف عزيز: لا يمكن النظر للخروج من الدور الأول لبطولة آسيا بشكل سلبي اذا قارنا حداثة اللعبة في الإمارات مع الدول الآسيوية الأخرى، فالمنتخب التايلندي الذي فاز علينا 4/2 في ختام الدور الأول هو نفسه المنتخب الذي فاز على حامل اللقب 10 مرات منتخب ايران وهو المنتخب الذي وصل إلى النهائي وحل وصيفا.
وقال عزيز: لا أتصور ان المدرب بادو مسؤول عن عدم انضمام بعض اللاعبين للمنتخب، لأن هناك ظروفا لا يد فيها للمدرب تسببت في غياب بعض اللاعبين مثل عمر سالمين وصبري جميل وعبد الرؤوف عمر، فالمدرب اعتمد على العناصر الجاهزة بدنيا.
وأضاف عزيز: لا خلاف على موهبة صبري جميل وهو من لاعبي فريقي " الوصل " ولكن تعذر انضمامه للمنتخب مبكرا بسبب ظروف الدوام لم يمنح المدرب الفرصة لإشراكه وعبد الرؤوف عمر اعتذر بعذر واضح لتواجده خارج الدولة في مهمة عمل، وبالنسبة لعمر سالمين فقد تم اختياره ولا يد للمدرب في عدم انضمامه.
وطالب عزيز اللجنة التنفيذية لكرة الصالات التعامل بهدوء في تقييم المدرب بادو لأن مشواره مع المنتخب فيه كثير من النجاحات التي سيجني المنتخب ثمارها قريبا، وقال ان استمرار المدرب في هذا الوقت أمر واجب من أجل استقرار المنتخب، مشيرا إلى انه أبلغ عمران عبد الله الأمين العام للجنة بضرورة استمرار المدرب وعدم التعامل بردود الأفعال.
عبدالملك: الهيئة جاهزة لدعم اللعبة
هنأ إبراهيم عبدالملك الأمين العام للهيئة العامة للشباب والرياضة منتخب اليابان بفوزه بلقب بطولة آسيا لكرة الصالات لثاني مرة في تاريخه، وكذلك منتخب تايلاند على الوصافة وعلى المستوى المتميز الذي قدمه خلال منافسات البطولة، وإلى جميع المنتخبات التي تأهلت إلى كأس العالم، منتخب الكويت الشقيق، مشيرا إلى أن المستوى الفني للبطولة كان رائعا، واستمتع الجميع بالمباريات التي أقيمت على مدار أسبوعاً.
وعبر عبدالملك عن إعجابه الشديد بالمستوى الراقي من التنظيم، موجهاً تهنئته إلى اللجنة المنظمة العليا للبطولة على النجاح التنظيمي، والذي جسد التعاون الحقيقي والمتكامل بين مجلسي دبي والشارقة الرياضيين، مؤكدا تقديره لكل جهود العاملين الذين شاركوا في التنظيم.
ومشيرا إلى أن الإمارات تزخر بسواعد أبنائها، ولعل شهادة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تكفينا عندما أعلن أن هذه البطولة من أفضل البطولات تنظيمياً على مستوى البطولات الآسيوية للصالات، وهو ما يسعدنا، خاصة مع الحضور الجماهيري الكبير الذي شاهدناه في النهائي وهو ما يؤكد أن البطولة نجحت تنظيميا وجماهيريا وأيضا فنيا وهو ما يجعلنا نفخر بكوادرنا الوطنية التي وقفت على هذا الحدث.
قفزة نوعية
واعتبر الأمين العام للهيئة أن هذه البطولة ستكون قفزة نوعية لكرة الصالات الإماراتية، موضحا أنه إذا كانت بداية اللعبة في الإمارات منذ سنوات قليلة بدعم اتحاد الكرة وبتبني مجلس الشارقة الرياضي لها، إلا ان المشوار مازال طويلا، واللعبة في الإمارات في بداية الطريق.
مشيرا إلى أن المنتخبات التي فازت باللقب او صعدت للمربع الذهبي لها باع طويل في اللعبة ومر على تأسيسها سنوات طويلة، ويكفي أن البطولة وصلت إلى النسخة الثانية عشرة على المستوى الآسيوي وهناك منتخب مثل إيران فاز باللقب 10 مرات واليابان مرتين.
واعترف عبدالملك: الأمر يحتاج إلى مواصلة الجهود بعد هذه البطولة، وأن نكمل المسيرة التي بدأناها، مؤكدا استعداد الهيئة لدعم للعبة من أجل الارتقاء بها والوصول بالمستوى إلى مصاف المنتخبات القوية على المستوى القاري.
مدرب إيران: يجب التعلم من درس دبي
اعتبر علي ساني مدرب منتخب إيران أن فريقه استفاد من الدروس التي حصل عليها خلال البطولة، حيث نال المركز الثالث، جاء ذلك بعد المباراة التي شهدت فوز إيران على أستراليا 4-0 في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
وقال ساني: منتخب أستراليا قوي من الناحية البدنية، وأعتقد أن صدمة خسارتنا أمام تايلاند في الدور قبل النهائي جعلت الأستراليين يضغطون علينا.
وأضاف: الخسارة أمام تايلاند كانت نداء استيقاظ بالنسبة لنا، والآن يجب أن ننظر إلى المهمة المقبلة وطرح الأسئلة المهمة قبل كأس العالم، الخسارة أمام تايلاند كانت بمثابة حادث، وأنا متأكد أننا لو لعبنا تلك المباراة عشر مرات فإن تلك النتيجة لن تتكرر.
وأوضح: ربما جاءت الخسارة نتيجة قلة خبرتي كمدرب، ولكن على الجميع أن يتذكروا أننا خسرنا أمام تايلاند عام 2008، وقد خسرنا أيضاً أمام بارغواي وبعض الفرق الأوروبية وتعادلنا مع بلجيكا، وهذه النتائج تحدث من وقت لآخر. وكشف مدرب إيران: عقدي يستمر مع الفريق لمدة شهرين آخرين، وقرار استمراري يتوقف على الاتحاد الإيراني لكرة القدم.
مدرب أستراليا: فخور بفريقي
أعرب ستيفن نايت مدرب منتخب أستراليا عن فخره بالإنجازات التي حققها لاعبو فريقه الهواة خلال البطولة، وحصل المنتخب الأسترالي ببلوغه الدور قبل النهائي على بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2012 في تايلاند، إلى جانب اليابان وتايلاند وإيران والكويت.
وقال نايت: أنا سعيد بخوض ست مباريات في هذه البطولة، وهو ما يحصل للمرة الأولى لكرة الصالات الأسترالية، وأنا أيضاً سعيد جداً بالتأهل إلى كأس العالم، وهو ما يحصل للمرة الأولى أيضاً بالنسبة لنا، وبالتالي فإن الجميع فخور بما حققناه هنا.
جيلونغ: نسخة الإمارات 2012 أفضل بطولة آسيوية لكرة الصالات
تقدم زهانغ جيلونغ القائم بأعمال رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالشكر إلى الاتحاد الإماراتي لكرة القدم على استضافة البطولة، وقال: كانت هذه البطولة واحدة من أفضل مسابقات كرة الصالات تنظيماً في آسيا، وكل الفضل في ذلك يعود إلى اللجنة المحلية المنظمة على الجهود التي قامت بها من أجل إنجاحها.
وهنأ جيلونغ ، منتخب اليابان عقب فوزه بلقب بطولة آسيا لكرة الصالات 2012 في الإمارات، بتغلبه على تايلاند 6-1 في المباراة النهائية يوم الجمعة، واعتبر جيلونغ بعد المباراة أن فوز اليابان وقوة المنافسة يعكسان تقدماً على مستوى اللعبة في كافة أرجاء القارة الآسيوية.
وقال جيلونغ: في البداية أود تهنئة اليابان على الفوز باللقب للمرة الثاني بعد عام 2006، إيران واليابان سيطرا على بطولات كرة الصالات خلال السنوات الماضية، ولكن الفرق الأخرى مثل تايلاند والكويت وأستراليا أثبتت تطورها وقدرتها على قلب الطاولة.
وأضاف: أود أيضاً تهنئة جميع المنتخبات الخمسة، اليابان وتايلاند وإيران وأستراليا والكويت، التي تأهلت إلى كأس العالم لكرة الصالات، وأتمنى منهم جعل قارة آسيا تشعر بالفخر عندما ينافسون على المستوى العالمي.
