حسمت الجولة 19 من دوري اتصالات للمحترفين لكرة القدم ، البطولة لصالح الزعيم العيناوي ، وخطط العيناوية للقب منذ انطلاق المسابقة ، وكانت الصدارة في الأسابيع الأولى للجزيرة ، الا ان "بوصلة" البطولة لم تكن تتجه الى الجزيرة بالرغم من كل المحاولات، فالربان كوزمين استخدم كل ذكائه المهني في تنظيم طاقم سفينته لتستقر في نهاية المشوار في دار الزين.

 وتستحق مباراة العين والجزيرة عنوان "الزعيم اقتنص درع الدوري بالمتعة المعطرة بأريج البنفسج»، كما كان القحطاني أذكى من خصيف في النهاية الأجمل، وكان الانضباط التكتيكي مفقوداً في الجزيرة بسبب غياب لوكاس نيل، فنجح القناص السعودي القحطاني في تسجيل هدفين ولا أروع.

وانهت الجولة 19 بقايا الصراع في امل الإمساك بتلابيب البطولة ، ليبقى المركز الثاني "بطولة" في لعبة الكراسي الموسيقية من دوري اتصالات.

 

العين ـ الجزيرة

من الأشياء الصعبة في كرة القدم على رأي الفيلسوف الأرجنتيني مينوتي ، والمبدع الفرنسي بلاتيني ، أن تتصف المباراة بالمتعة الاحتفالية في الأداء والنتيجة الفعالة في التهديف في نفس الوقت ، ولكن العين أمام الجزيرة في مباراة حسم البطولة قدم طرفي المعادلة ، وهما النتيجة الفعالة مع المتعة الاحتفالية ، فطرز العين عنوان المباراة بالمتعة المعطرة بأريج البنفسج.

متعة الإثارة الهجومية حبست الأنفاس منذ الصفارة الأولى للحكم المونديالي القادم علي حمد ، والعين رغب منذ تلك الصفارة في حسم الأمور ويكفي تعب الجماهير فبعد كل مباراة يكتب، موعدا للفرح ، وبالرغم من أن الجزيرة جاء متحديا لحرمان الزعيم من تتويجه .

وتعليق آماله بتلابيب الفوز ، إلا أن العين كان يرغب في إعلان نجاح سياسة خطوة بخطوة في تحقيق طموحاته ، ويريد العين أن يدخل البطولة بحسابات النتائج ، على أن يترك لعبة الكراسي الموسيقية للمركز الثاني.

وفي الدقيقة السابعة انشق الفارس السعودي القحطاني بمهاراته الفنية التي أمتعنا في وجوده مع كوكبة نجوم العين ، و استطاع أن يسجل هدفا لا يمكن وصفه بقصيدة شعرية سواء بالنسبة لانطلاقته نحو المرمى، ثم نظرته كلمح الصقر لخروج خصيف ليضع الكرة فوق رأسه في لحظة منسجمة للإبداع المهاري في قراءة الموقف ما بين حارس مرمى و مهاجم، فكان ياسر الأسرع من خصيف في رد الفعل ، و لا يسأل خصيف عن هذا الهدف لأن القحطاني كان اذكى واشطر من خصيف في إنقاذ الجزيرة.

و كأن القحطاني يرسل رسالة هاتفية بأن من يرد المتعة فيجب ان يرتد طرفه ولا ينشغل بشيء آخر غير المباراة لأنها النهاية الأجمل في الدوري.

ولن نتحدث عن الانضباط التكتيكي المفقود في الجزيرة ، ولن نتحدث عن روح البطولة التي غابت عن لاعبي الجزيرة ، لأن العين انتزعها بالفن الانسجام التكتيكي بذكاء الذي ابطل فاعلية الانضباط التكتيكي للجزيرة في تحركات لاعبي العين في المساحات الخالية التي أوجدها أثناء الاستحواذ على الكرة في التحول الهجومي.

وفي الدقيقة 21 يرد القحطاني وللمرة الثانية حب جماهير العين بهدف آخر يريد به أن ينهي كل شيء في الشوط الأول ، فالتوقع المهاري في التمركز الجيد حس تهديفي عال من قناص في داخل المنطقة التهديفية ، جيان يسدد ويصدها علي خصيف بمهارة إلا أن المتابعة الدفاعية كانت مفقودة ليستغلها القحطاني مسجلا الهدف الثاني بكل مهارة تكتيكية في التوقع و التمركز كمهاجم قناص من طراز نادر احتاجه العين ليفوز بالبطولة.

والعين كان أفضل بالجماعية المهارية بالرغم من أننا دائما نشاهد اللمحات الفنية بشكل فردي من لاعبين ، لكن المهارة الجماعية في التحرك كانت الأروع و هذا ما ميز العين أمام الجزيرة الذي حاول أن يفرض أسلوبه في الاستحواذ على الكرة.

والعين افقد الجزيرة التنظيم الدفاعي الذي افتقد جهود لوكاس نيل بالرغم من أخطائه ، ولكن كان العنكبوت يحتاج فاعلية أدائه وخبرته التنظيمية.

 

النصر ـ الوصل

تقع مباراة النصر والوصل ضمن مباريات الكلاسيكو خصوصا في دبي ، ومباراة الفريقين هي "ديربي" ويتوقع ان تكون خارج حسابات تكتيكية مبنية على الحذر ، لأن اللاعبين هم من يدفعون الإيقاع إلى صخب هجومي يمتع الجماهير ، إلا أن المباراة لم ترتق إلى مستوى الكلاسيكو لأن الاحتراف لم يزرع تلك الثقافة إلا عن طريق الورق والتصريحات أما الأداء فلم يصل إلى الحماس الذي يزيد المباراة وقودا نحو الإمتاع الفني.

واختصر الشوط الأول دقائق المباراة وافتقدنا روح "الديربي" ، فأعلنت الدقيقة السابعة هدفا مبكرا للوصل برأسية وحيد إسماعيل الهارب من الرقابة خلف المدافعين بعد تمريرة دوندا العرضية في الجهة المعاكسة.

وذكرتنا متعة هدف وحيد إسماعيل بهدف تيري هنري في مرمى البرازيل في كأس العالم 2006 ، بالرغم من أفضلية الوصل تنظيميا الا ان غياب خلعبتري لم يمنح الوصل التنوع الهجومي ، و بقي الأداء بين "مد وجزر" في السيطرة إلى الدقيقة 32 والتي أعلنت عن اقتحام صاروخ عابر للمسافات اسمه ليما نحو مرمى النصر مسجلا هدف التعادل ، وبعد هذا الهدف لم يكن هناك شيء يذكر فنيا.

وجاء الشوط الثاني رتيبا كان قناعة تولدت لدى لاعبي الفريقين ، ان التعادل هو رغبة الفريقين، من دون الدخول في اي مجازفة في افتقاد هذه النتيجة التي هي خارج الحسابات بالرغم من لعبة الكراسي في جدول الترتيب.

ولم نشعر بحلاوة هذه المباراة التي تصنف ضمن مباريات الكلاسيكو ولا تخضع إلى حسابات المدربين بل إلى حماس و اندفاع اللاعبين في رغبة الفوز.