ذهبت الكأس الغالية إلى فريق الجزيرة كما توقع الكثير من المحللين وخبراء الكرة قبل نهائي كأس رئيس الدولة لكرة القدم، ولكن يجب عدم إغفال دوافع بني ياس وطموحه إلى كتابة تاريخ جديد لجيل يمتلك الرغبة في تكرار نهائي 1992، وقبل بداية النهائي كانت كل الاحتمالات والسيناريوهات واردة في كتابة مجد جديد في تاريخ الناديين، فما هو السيناريو الذي كتب أحداث نهائي «فخرنا خليفة»؟
يجب التأكيد أن الجزيرة حقق الكأس الغالية بذكاء تكتيكي وإيقاع متوازن، ودخل التاريخ بلقب «فخرنا خليفة»، وهو اللقب الثاني له بعد فوزه بالكأس في الموسم الماضي تحت شعار «كلنا خليفة».
مفاجأة التشكيل
في البداية كانت الرغبة الهجومية لكالديرون مدرب بني ياس واضحة منذ الدقيقة الأولى، وكان يريد أن يفرض واقعه على أداء المباراة، ولكن التشكيل المفاجئ لبني ياس في وجود فوزي بشير في مركز لاعب الارتكاز خلق ثغرة دفاعية في الجهة اليسري لمنطقة وسط المعلب للسماوي، وكانت الرغبة الهجومية ملموسة من خلال وجود سانغاهور ومن خلفه ثلاثة لاعبين يمتازون بمهارة التنوع الهجومي الفردي وهم حبوش ويستي واحمد علي، ما منح بني ياس الانتشار الأفضل، لكن سرعة البناءات الهجومية للفريق واجهت منظومة دفاعية من العنكبوت البطل تتطور من مباراة الى اخرى، فلم تكن تلك البناءات الهجومية بالفاعلية التى تمنح التفوق على دفاع الجزيرة المتماسك.
وشهدت الدقيقة الثانية تسجيل الجزيرة هدف التقدم بواسطة لوكاس نيل، بعد ان سدد سبيت كرة مرتدة من دفاع بني ياس، ولم تكن تسديدة سبيت بتلك القوة إلا أن قدم لوكاس التي غيرت مسارها فاجأت الحارس في رد الفعل لإنقاذ مرماه من هدف الجزيرة، وظن دفاع بني ياس للحظات ان نيل كان في موقف التسلل، ولكن صفارة الحكم كانت حاسمة في تأكيد صحة الهدف الأول.
وتابع الجميع 15 دقيقة من الأداء السريع بين الفريقين، في محاولة السيطرة على منطقة وسط الملعب، باعتبارها منطقة المناورات الحاسمة تكتيكياً، ولكن خبرة النهائيات مالت نحو لاعبي الجزيرة الذين عرفوا كيفية إدارة المباراة بإيقاع متوازن في استغلال المساحات في الهجمات المرتدة، كما تميز العنكبوت هجومياً في تغيير المراكز، ما منح البناءات الهجومية فاعلية في خلق الفرص، وبعد تلك الفترة الزمنية الأولى هدأ الإيقاع الى التوازن التكتيكي في الارتداد الدفاعي الذي أبطأ كل البناءات الهجومية لبني ياس.
كان التساؤل الفني هو كيف يفرض بني ياس تفوقه هجومياً على دفاع الجزيرة المتماسك قبل ارتداده، والجواب كان في السرعة الفنية في التمرير من لمسة واحدة، ولم يكن بالإمكان اللعب بهذا الأسلوب، لأن الجزيرة وضع لاعبي بني ياس تحت الضغط المباشر في وسط الملعب مما دفعهم إلى ارتكاب الأخطاء من لاعبين لم يعرفوا كيفية التعامل مع الضغط الذهني لهم والاندفاع بحماسية الأداء، فكانت الهجمات المرتدة للجزيرة تنطلق من هذا المبدأ الفني التكتيكي الذكي.
وبدأ كالديرون الشوط الثاني بتغيير تكتيكي أعاد التوزان للفاعلية الهجومية بدخول نواف مبارك كصانع لعب وتحرك فوزي بشير للعب مكان احمد علي المستبدل، وفريد اسماعيل للمحافظة على الدور الذي كان يقوم به حبوش، وهذا التبديل يحسب لكالديرون في تصحيح الأخطاء في الشوط الأول، وكانت التسديدات المباشرة من خارج المنطقة الدفاعية للجزيرة سلاح بني ياس للتفوق الهجومي، بهذه الطريقة سجل نواف هدف التعادل بطريقة رائعة من تسديدة مباشرة بعد كرة مرتدة من دفاع الجزيرة في الدقيقة 47 من المباراة.
وتحتاج المباريات النهائية إلى قرارات حاسمة ومهمة، فكان قرار جونيور مدرب الجزيرة بدخول احمد دادا، محل انتقاد، خصوصاً أنه دخل بديلاً للاعب الأجنبي باري، كما أن احمد لم يلعب طوال الموسم، ولكن مرور الوقت وتحركات دادا أكدت أن جونيور لم يخطئ في قراره التكتيكي، وفي الدقيقة 71 سجل اوليفيرا الهدف الثاني بعد خطأ بالقرب من منطقة الجزاء ضد دلغادو الذي حاول اختراق دفاع بني ياس بشكل فردي.
وفي الوقت الذي يختفي فيه اللاعبون المهمون، يبرز دورالقائد الحاسم، مثل دياكيه الذي حاول ان يحسم الكأس للجزيرة في محاولة الانفراد إلا أن تنفيذه لم يكن بشكل يمكنه من التسجيل في مرمى بني ياس، لكن تمريرته من منتصف الملعب في المساحة الخالية خلف الدفاع بتلك الدقة يؤكد ما يعنيه اللاعب (صاحب القرار) داخل الفريق، ووصلت التمريرة إلى أحمد دادا الذي أراد أن يؤكد ذكاء جونيور في قرارته، وأن يرد الجميل له في منحه تلك الفرصة على لاعبين آخرين، ليسجل الهدف الثالث في الدقيقة 91 بعد فاصل مراوغة لثلاثة مدافعين، وجاء تسجيله بذكاء وهدوء في مرمى بني ياس، لينهي كل شيء لصالح الجزيرة.
بالرغم من المنطق الذي فرضه الجزيرة بإمكانياته في كيفية إدارته لإيقاع اللعب بفاعلية، وبالرغم من الطموح الذي فرضه بني ياس بمفاجأة تكتيكية لكالديرون في كيفية السيطرة على وسط الملعب، إلا أن كل شيء سواءً على الورق أو في الملعب، وكل التكهنات والحسابات التكتيكية كانت ترجح كفة الجزيرة ليفوز بنهائي «فخرنا خليفة».
ضياع
فريد علي: لاعبو السماوي لم يقصروا والحظ عاندنا
أكد فريد علي المشرف العام على فريق بني ياس أن لاعبي السماوي لم يقصروا في أداء واجباتهم ولكن الحظ عاند الفريق، وقال: نشعر بمرارة ضياع البطولة ولكن ما يهون علينا هو كلمات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس النادي، بعد المباراة، أن الفريقين قدما مباراة قوية وأن الوصول إلى النهائي فخر والأهم هو الأداء الممتع والتحلي بالروح الرياضية بغض النظر عن النتيجة.
وأضاف: كنا نتمنى إهداء البطولة لشيوخنا الكرام ولكن لم يقدر لنا الفوز، ونشكر الجماهيرالتي ساندت السماوي وحضرت بكثافة وكنا نطمح لإسعادها إلا أن التوفيق لم يحالف بني ياس، وأمامنا الآن مهمة أخرى في البطولة الآسيوية ونتمنى التعويض خلالها بالصعود إلى دور 16 ومواصلة العمل الجاد الذي يقدمه الجميع داخل النادي خلال الفترة الحالية.
برقيات
اتحاد كلباء يهنئ العنكبوت
بعث نادي اتحاد كلباء ببرقيات تهنئة لإدارة نادي الجزيرة بمناسبة الفوز بكأس رئيس الدولة، وقال الشيخ سعيد بن صقر القاسمي رئيس النادي في برقيتيه إلى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية والرئيس الفخري لنادي الجزيرة وأخيه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس نادي الجزيرة: نهنئكم بإنجاز فوز فريقكم بلقب أغلى الكؤوس عن جدارة واستحقاق لافت يعكس نجاح قيادتكم الحكيمة ونتمنى لناديكم العريق مزيداً من التقدم والانتصارات في مختلف البطولات.
وبعث الشيخ هيثم بن صقر القاسمي رئيس نادي الاتحاد كلباء ببرقيات تهنئة مماثلة، كما أرسل المستشار سعيد خلفان الذباحي رئيس مجلس الادارة وحمد عبيد اليماحي نائب رئيس مجلس الادارة بالنادي بتهنئة إلى محمد بن ثاني الرميثي رئيس مجلس إدارة نادي الجزيرة، وأرسل حسن التفاق أمين السر العام بنادي الاتحاد تهنئة إلى جورج الحاج المدير التنفيذي لنادي الجزيرة.
