حفلت مباراتا نصف نهائي كأس سمو رئيس الدولة بالاثارة المتوقعة بين الفرق الاربعة وهى الجزيرة والشارقة والوحدة وبني ياس ، وتصنف هذه النوعية من المباريات فنيا بلقاء الفرصة الواحدة ، فالتعامل الفني فيها يكون بفلسفة نهائي الكؤوس التى لا تقبل القسمة على اثنين ، لأن "دراماتيكية" الثواني ، و"هيتشكوكية" النهايات، مع صافرة الحكم، تضع قدم الفائز من المباراتين في نهائي الحلم لكل رياضي اماراتي، يعشق هذا الفريق أو ذاك ، لانه وصل الى المباراة الاهم في حياته الكروية وقد لا يتكرر الأمر مرة اخرى، فالمهم هو الوصول الى النهائي .
والكثيرون كانوا يتوقعون مشواراً سهلاً للوحدة الذي تقدم بهدف ولكن بني ياس سجل 3 أهداف في الوقتين الأصلي والإضافي ليعكس كل التوقعات كما يفعل هيتشكوك في نهايات أفلامه.
وفي قراءة فنية لمباراتي نصف النهائي ، (الجزيرة مع الشارقة) والوحدة مع بني ياس)، فانهما تحملان شعار "المنطق ضد الجراءة، فى لقاء الجزيرة والشارقة ،و(رغبة الفوز المتأرجحة بين الطموح و إثبات الذات) في مواجهة بني ياس والوحدة .. والدوافع كانت موجودة بين الفرق الاربعة ، والاثارة كانت تلف مباراتي نصف النهائي ، فلم تكف 90 دقيقة فامتدت الى 120 دقيقة ، فكان الاقوى بدنيا و ذهنيا هو الاحق بالوصول الى النهائي الحلم في كأس رئيس الدولة "حفظه الله" .
الجزيرة والشارقة
شكلت 4 دوافع ايجابية حالة الشارقة قبل لقاء الجزيرة وهى : اولا : رغبة تغيير الواقع ، ثانيا: التغيير النفسي و المعنوي في داخل الفريق، ثالثا "عقيدة البطولات في تاريخ الشارقة ، ورابعا :الحافز الذي يمتلكه عبد المجيد النمر في استمرارية نجاحات المدربين المواطنين في هذه البطولة، وتشمل المدربين جمعه ربيع ،عيد باروت ، وهذه الدوافع مثلت تحديا للشارقة وليس ضغطا في تحقيق الانتصار .
وفي المقابل فبالرغم من نجاح استمرارية استراتيجية الجزيرة في التقدم نحو منصات التتويج ، الا ان المنافسة في هذا الموسم كانت أكثر شراسة ، ولكن لم يرد الجزيرة ان يخرج خالي الوفاض ، فوضع الكأس نصب عينيه ، كما ان روح الانتصارات الآسيوية كاننت حافزاً في عقلية اللاعبين وكان عليهم اثباته محليا ، فكان لابد أن يفرض المنطق الآسيوي نفسه في الواقع المحلي وهو ما تحقق في النهاية.
وبدأت المباراة بالحماس الهجومي للفريقين انذرتنا باللعب المفتوح الا انه مع مرور الوقت أشعرنا سيناريو اللعب التكتيكي للشارقة في التحكم بايقاع اللعب وفي كيفية تغطية المساحات ، بسيناريو "الكاتناتشو" الدفاعية، الذي يبدأ من وسط الملعب ، ولكن بالرغم من نجاحه طوال 90 دقيقة الا انه فشل في الاستمرارية في نفس القوة و الفعالية امام الضغط الهجومي المتنوع للجزيرة الذي استطاع ان يفك طلاسم (كاتناتشو) الشارقة بعد طوال صبر امتدت 90 دقيقة بالرغم من تسجيله هدفا مبكرا في الشوط الثاني في الدقيقة 47 برأسية عبدالله موسى ، ثم استطاع الشارقة بمهارة ابداعية للاعب ادينهو ان يسجل التعادل في الدقيقة 53 من المباراة .
و لكن لماذا لم تستمر فعالية الشارقة في تغطية المساحات ، والجواب أن التغييرات في المحافظة على فاعلية التكتيك الدفاعي لم يحسب بحسابات دقيقة في التعامل مع المباراة وقد يكون بسبب الخبرة في التعامل ، كما أن خروج تيمور الاوزبكي لأي سبب من الاسباب ( ما لم تكن الاصابة احداها) لم يكن موفقا.
