حقق منتخبنا الأولمبي لكرة القدم إنجازاً جديداً لرياضة الإمارات، بالتأهل إلى أولمبياد لندن لأول مرة في تاريخنا الكروي والرياضي، بعد أن حقق فوزاً غالياً ومستحقاً على نظيره الأوزبكي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في اللقاء الذي أقيم بينهما، مساء أمس على ملعب استاد جار في العاصمة الأوزبكية طشقند وسط أجواء باردة، بعد أن سيطر على مجريات الشوط الثاني، تقدم المنتخب الأوزبكي بهدفين عن طريق زوتيف بعد 34 دقيقة وموساييف في الدقيقة 48، ولكن منتخبنا أعاد تنظيم صفوفه ونجح أحمد خليل في إحراز هدفين في الدقيقتين 50 ،54، ثم أضاف حبوش صالح هدف الفوز في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع، ليحافظ منتخبنا على صدارته للمجموعة الثانية برصيد 14 نقطة، فيما توقف رصيد أوزباكستان عند 8 نقاط ويدخل ملحق الإعادة على المركز الثاني.

ضغط أوزبكي

بدأت المباراة بضغط أوزبكي بهدف إرباك دفاع منتخبنا منذ البداية، استغل الفريق الأوزبكي عاملي الأرض والجمهور للتأثير على منتخبنا وإرباكه، ووضح أن أرضية الملعب سيئة بكثرة الحفر الموجودة فيها، ما أدى إلى سعي منتخبنا للعب السريع وعدم الاحتفاظ بالكرة، حتى لا يتعرض أي لاعب للإصابة، والاعتماد على غلق كافة المساحات أمام لاعبي أوزباكستان، والضغط على اللاعب الذي يستحوذ على الكرة، مع الاعتماد على المرتدات السريعة عن طريق الثنائي أحمد خليل وأحمد علي.

كما حاول الفريق الأوزبكي الاعتماد على اللعب الخشن بهدف التأثير على لاعبينا، ووقف حكم المباراة الياباني أمام هذه المحاولات، وبعد نحو 12 دقيقة بدأ منتخبنا يبادل الفريق المنافس الهجمات وسنحت فرصة أمام أحمد خليل ولكن الدفاع الأوزبكي وقف حائلا أمام استغلال هذه الفرصة، ورد عليها كولجيف بكرة ينقذها الحارس خالد عيسى، بعد أن أرتطمت الكرة بوجه محمد أحمد، وتبدو الهجمات الأوزبكية بدون تركيز نظراً لتوتر اللاعبين وقوة الضغوط المعنوية عليهم من قبل الجماهير.

ولجأ الفريق الأوزبكي إلى الاعتماد على أطراف اللعب من أجل فتح مساحات يمكن استغلالها في اختراق مرمى خالد عيسى، ولكن لاعبي دفاع منتخبنا لم يمنحوا هذه الفرصة أمام الفريق الأوزبكي، حيث بدا التركيز كبيراً، ما منح الثقة لباقي لاعبينا للعب بدون أي ضغوط ، وحاول أحمد خليل التسديد من خارج المنطقة من أجل إحراز هدف، وسدد واحدة جاءت في الشباك من الجانب الأيسر، ويرد عليها كاريموف بتسديدة من فاول يشتتها الدفاع إلى ركنية، وحاول الفريق الأوزبكي إرباك لاعبينا من خلال الكرات العرضية السريعة، خاصة بعد أن أجرى المدرب تغييراً هجوميا بإخراج مدافع وإشراك مهاجم بهدف زيادة الضغط على منتخبنا.

هدفين للأوزبك

شهدت الدقيقة 34 هدفا أوزباكستانيا حينما تقدم الفريق الأوزبكي بكرة من الجهة اليمنى ورفع كولجيف كرة عرضية حاول ناجيف تسديدها ولكن الحارس خالد عيسى أنقذ الكرة بالتشتيت لتجد زوتيف المتابع الذي سدد داخل المرمى، مستغلا تقدم الحارس عن مرماه، وهذا الخطأ الدفاعي الوحيد لمنتخبنا منذ بداية المباراة، كما تعتبر هذه الكرة هي الأخطر للفريق الأوزبكي، وحاول منتخبنا تعويض النتيجة من خلال التقدم الهجومي، ولكن الفريق الأوزبكي تراجع من أجل امتصاص حماس لاعبينا والخروج بهذه النتيجة الإيجابية لهم في الشوط الأول، وحاول الفريق الأوزبكي استغلال بعض الأخطاء الدفاعية للاعبي منتخبنا خاصة في ظل وجود فجوة بين الوسط والهجوم، ولكن حكم المباراة أطلق صافرة الشوط الأول ليعيد كل مدرب ترتيب أوراق فريقه مع بداية الشوط الثاني.

مع بداية الشوط الثاني كثف المنتخب الأوزبكي من هجماته من أجل تعزيز هدفه، وبالفعل تقدم الفريق بكرة عرضية متقنة استغلها اللاعب موساييف وسدد برأسه كرة قوية داخل المرمى محرزاً الهدف الثاني لفريقه، بعد 48 دقيقة، ولكن هذا الهدف لم يحبط لاعبي منتخبنا بل زاد من إصرارهم على تعويض النتيجة، والسعي إلى إحراز أهداف تعزز من فرص منتخبنا.

هدفان لخليل

شهدت الدقيقة 50 هدفاً لمنتخبنا الأولمبي عن طريق أحمد خليل حينما احتسب الحكم ركلة حرة مباشرة من خارج المنطقة وسدد خليل بمهارة عالية لتسكن كرته الشباك، ما أربك الفريق الأوزبكي، ولم تمضِ سوى 4 دقائق حتى عاد أحمد خليل ليسجل الهدف الثاني حينما مرر راشد عيسى كرة الى عمر عبدالرحمن الذي عكسها إلى أحمد خليل الذي لم يتوان في استغلال الكرة وتسجيل هدف غال، ومنح الهدفان ثقة للاعبي منتخبنا ما منحهم فرصة السيطرة على مجريات اللعب وتهديد المرمى الأوزبكي.

وحاول مهدي علي تعزيز أداء منتخبنا فأشرك اللاعب محمد فوزي بديلاً عن راشد عيسى، ومشاركة علي مبخوت بديلا عن أحمد علي، وأجرى مدرب أوزبكستان تغييراً هجومياً بمشاركة كريموف، ولكن أداء لاعبي منتخبنا المنظم منحهم فرصة التمسك بزمام المباراة، فيما شدد المنتخب الأوزبكي من هجماته مع قرب انتهاء المباراة وسنحت فرصة للاعب كولجيف داخل المنطقة رغم أنه ارتكب "فاول" ولكن الحكم تغاضى عنه، ولكن الحارس خالد عيسى أنقذ الموقف وتعرض لإصابة تم علاجه منها، ووقف سداً منيعاً أمام الهجمات الأوزبكية المكثفة ليكون واحدا من نجوم اللقاء، وعاد مهدي علي ليشرك عامر عبدالرحمن بديلاً عن أحمد خليل صاحب الهدفين من أجل امتصاص الهجوم الأوزبكي، فيما شكلت الهجمات المرتدة لمنتخبنا خطورة على المرمى الأوزبكي، حيث سنحت فرصة أمام علي مبخوت في الدقيقة الأخيرة كانت كفيلة بترجيح كفة منتخبنا.

الفوز من حبوش

في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع من زمن المباراة، أكد منتخبنا تأهله إلى أولمبياد لندن، حينما منح علي مبخوت فرصة العمر إلى حبوش صالح الذي انفرد بالمرمى وسدد مستغلاً تقدم الحارس ليسجل هدف الفوز الغالي لمنتخبنا ليكون هدية لجماهيرنا الوفية وشهادة بالتأهل عن جدارة واستحقاق.