بعد منافسة ثلاثية بين الوصل ، دبي ، العين لخطف البطاقة الثانية للمجموعة الثانية التى تصدرها الجزيرة ، وحسمت تلك البطاقة لصالح الوصل عقب معاناة دراماتيكية أمام الجزيرة ، وبعد لعبة الكراسي بين الأهلي و الشباب في تصدر المجموعة الأولى ، حسم الأهلي المركز الأول ليلاقي الوصل ثاني المجموعة الثانية، والشباب ثاني المجموعة الأولى يلاقي الجزيرة متصدر المجموعة الأولى .
فهل نستطيع القول بأن المنافسة الثلاثية بين الوصل ، العين ، دبي في المجموعة الثانية ، و لعبة الكراسي بين الأهلي و الشباب في المجموعة الأولى ، ما هي إلا مؤشر قوي لموسم قوي ، أم أن المسابقة ما هي إلا تعويض لفرق الأهلي والوصل لنتائجهما في الدوري ، ثم الشباب والجزيرة اللذان لا يزالان في خط المنافسة مع العين ، وقد يعوضان عدم فوزهما بالدوري الذي يبدو أن كل مساراته تتجه نحو العين ؟ .
الجزيرة ضد الشباب
لعل مفاجأة اقالة فرانكي من تدريب الجزيرة بعد الفوز الرائع و المستحق الذي حققه في دوري أبطال آسيا ، اللغز المحير الذي لم يفهم له سببا ، بالرغم مما أوضحه مدير الفريق عايض مبخوت من أسباب ، بان تداخلات المدرب غير مستقرة ، وليست على مستوى الحدث ، و أنه لم يستثمر طاقات اللاعبين الفنية و البدنية ، وأنه لم يستطع التعلم من الدروس المستفادة ، و لكن في النهاية هي إقالة محيرة ، بالنسبة لنا فالمهم هم اللاعبون الذين يتحملون المسؤولية المباشرة فيما هو قادم من البطولات ، اللاعبون الذين كما ذكر في أسباب إقالة فرانكي بأنه لم يتم توظيفهم بالشكل المطلوب الذي يحافظ على مكتسبات الفريق الفنية .
لكن الروح المعنوية العالية ، والإمكانيات الفنية التى ظهر من خلالها الجزيرة في مباراته أمام ناساف الأوزبكي ، يمنح الفريق مؤشرا قويا في أن تذهب التوقعات نحو الفوز على الشباب الذي لم يقدم المستوى الفني الذي نعرفه عنه ، والذي يستحق عليه الفوز على الغرافة القطري في ذات البطولة ، مما دفع مدربه بوناميجو أن يشتكي من اللمسة الأخيرة في التهديف بسبب تسرع لاعبيه أمام المرمى .
هذا باختصار ما قدمه الفريقان في بطولة دوري أبطال اسيا 2012 ، كما أنها المباراة الرسمية الأخيرة لهما التى قد تكون مؤشرا يحدد بعضا من ملامح الأداء الذي قد يقدمانه في مباراة نصف نهائي كأس الاتصالات 2012.
بالرغم من أننا نتفق فنيا على أن المباريات المحلية تختلف ظروفها و متغيراتها عن المباريات الأقليمية ، لكن الفوز يمثل حافزا قويا في أي بطولة يلعب فيها الفريق سواء على الصعيد المحلي أو الأقليمي ، محليا الفريقان متكافئان من حيث المستوى ، فكلاهما يمتلكان لاعبين قادرين على تغيير مجريات المباراة .
أفضلية الجزيرة في حالته الفنية إلا أن قرار إقالة فرانكي قد يسبب شرخا فنيا لا يستطيع المدرب الجديد علاجه أثناء المباراة أمام الشباب الأكثر استقرارا من قبل بوناميجو الذي يعرف إمكانيات لاعبيه و أوراقه التكتيكية المؤثرة في أحداث المباراة ، و لكن أيضا التغيير يكون إيجابيا في الفريق .
الأهلي ضد الوصل
الوصل قادم من فوز مستحق أمام النهضة العماني في بطولة الأندية الخليجية ، والتى صرح مارادونا من بعدها بأن هدف الوصل هو الفوز بها ، لا أعلم لماذا مارادونا يسبق الأحداث و يبني طموحاته مع الوصل بعد أول مباراة ، بدلا من التفكير تدريجيا في البطولات ، و كأن مستوى الفرق المشاركة متقاربا و يستطيع الفوز عليها بسهولة ، أم أن مارادونا يفكر بأن لاعبيه يستطيعون أن يصنعوا الفوارق الفنية كما يفعل هو كلاعب ؟ .
الوصل بعد فوزه على النهضة العماني يبدو أن روحه المعنوية عالية ، و أن الفوز الذي كان حققه ما هو إلا مؤشر فني لما قد سيقدمه أمام الاهلي الغير مستقر فنيا بين أفكار كيكي و إمكانيات اللاعبين ، فهل الفريق الأهلاوي يعاني بسبب توظيف اللاعبين بأفكار المدرب الذي يبدو أنها لا تتناسب مع عقلية اللاعبين في الأداء المتأرجح من مباراة الى اخرى.
أجانب الفريقين لديهم طموح في أن يحققوا بطولة هذا الموسم يمكن أن تضيف لقيمتهم الفنية ، بعد أن أصبح الدوري بعيدا جدا عن ما يقدموا من جهد في الفوز به ، لأن الاهلي و الوصل أصبحا خارج حسابات الدوري ، فالتعويض في هذه المسابقة إنقاذ للموسم الرياضي ، خصوصا للاهلي مقارنة بالوصل الذي يمتلك فرصة المنافسة على بطولة أخرى خارج النطاق المحلي .
الاهلي أكثر استعدادا ذهنيا في رغبة تعويض الموسم الرياضي ، و قد تؤثر نوعا ما في فورمة لاعبيه التنافسية على عكس الوصل الأكثر جاهزية ذهنيا لأن الفريق في فورمة المباريات و حساسيتها في ضغوط متغيراتها ، بالرغم من كل التحليل الفني إلا أن مباريات الديربي تظل خارج الحسابات الفنية ، لانها ببساطة حماس اللاعبين في تحديات الذات نحو التفوق في هذه النوعية من المباريات التى تكون الإثارة عنوانها ، والحماس سيكون سمة بارزة على أداء اللاعبين وسير المباراة .
