لم يعد تواجد المرأة في ملاعب كرة القدم أمراً ملفتاً للنظر، وبالتحديد على مستوى الملاعب العربية، وملاعب كرة القدم الإماراتية على وجه الخصوص، بعد أن تبوأت المرأة الإماراتية العديد من المناصب، وشغلت أماكن حيوية في القطاعين العام والخاص، وكان لها دورها أيضاً في الحقول العلمية والتربوية والثقافية والرياضية. وقد استطاعت المرأة إبراز قدراتها في المنافسات الرياضية من أجل إعلاء راية الدولة في المحافل الخارجية. بيد أن تواجد المرأة خلف عدسات الكاميرا إلى جانب مصوري كبرى وكالات الأنباء والصحافة المحلية والعالمية في ملاعب الدولة المختلفة، وسعيها لالتقاط صور لمباريات كرة القدم تحديداً يبدو وضعاً جديداً وغير مألوف.
فاطمة آل علي هي أول مصورة صحفية إماراتية في مجال الرياضة تقتحم ملاعب كرة القدم، وقد لفتت الانتباه بتواجدها الدائم في مختلف المباريات والمسابقات، وهي تطارد اللقطات المختلفة بزيها الوطني.
موقع اتحاد الكرة التقى بالمصورة فاطمة قبل بداية مباراة الوحدة والوصل في كأس رئيس الدولة أمس، وسألها عن بداية علاقتها مع الرياضة عموماً فقالت: «منذ نشأتي أبديت ميلاً نحو الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه التحديد». وذكرت أن علاقتها مع فرق الدولة منذ العام 2007 بدأت مع نادي العين، ثم تحولت إلى نادي الوحدة وذلك بحكم انتقال سكنها من العين إلى العاصمة أبوظبي.
وأوضحت المصورة الصحافية المتعاونة حالياً مع نادي الوحدة أن التصوير هواية أحبتها منذ الصغر، بيد أن الاتجاه إلى مجال الرياضة كان بمثابة تحدٍ، حيث تحاول أن تجد مكاناً لعدستها «النسائية» الإماراتية بين جحافل المصورين الرجال.
وحول مدى تقبل الأسرة لفكرة عملها في هذا المجال قالت فاطمة: «دائماً ما تكون البدايات صعبة ولكن مع مرور الوقت اعتادت الأسرة على الأمر». وأوضحت أن تقبل أسرتها لوضعها كمصورة هاوية في ملاعب كرة القدم ساعدها كثيراً في تغطية عدد كبير من المباريات، وأكدت أن المعارضة المبدئية تحولت في نهاية الأمر إلى مساندة وتشجيع، حيث تحرص والدتها على حضور بعض المباريات التي تخص المنتخب من داخل الملعب. وذكرت فاطمة الطالبة حالياً بجامعة الشيخ زايد أنها تجد الدعم والتشجيع الدائم من قبل الجميع، بعد أن برهنت على مدى حبها لهوايتها. وأضافت: «حتى على مستوى الجامعة لم يكن تقبل الأمر في البدء سهلاً، غير أن الأمور سارت نحو الأفضل». وتنوي المصورة الهاوية أن تكمل مسيرتها الدراسية الحالية في مجال إدارة نظم المعلومات، قبل التفكير في خطوات الاحتراف والمستقبل العملي.
وكشفت فاطمة عن تغطيتها لعدد كبير من المباريات المختلفة للأندية والمنتخبات، غير أن حصولها على فرصة التصوير خلال نهائيات كأس العالم للأندية التي استضافتها العاصمة أبوظبي العام الماضي، كانت الأكبر خلال مشوارها الحالي. وختمت فاطمة حديثها بالتأكيد على أن مجال التصوير الرياضي «ممتع وقد يكون مناسبا للمرأة، كون بعض اللقطات تحتاج إلى لمسات مختلفة».
