وقع أخيرا بالفخ .. انتهى شهر العسل .. إنه فخ المحاسبة الحقيقية التي لاترحم .. فثقافة الجماهير السعودية ليست مجبولة على الانتظار والتهيئة والصبر .. إما أن تفوز أو ترحل .. فعلوها كثيرا مع عباقرة التدريب بالعالم أمثال زاغالو وكارلوس بيريرا وفرانك ريكارد وبروتشش وغيرهم المئات ولن يكون سامي الجابر استثناء ابدا حتى لو كان هذا الذئب قد عوى بصوت الانجازات لسبعة عشر عاما مع جماهير فريقه فالميدان لايعرف الانكسار بنظر جماهير الهلال الذي اعلن قبل نحو تسعة اشهر عن التعاقد مع نجمه المعتزل الجابر ليقود الفريق الهلالي فنياً.
الألم الهلالي جاء مزدوجا فخسارة نهائي كأس ولي العهد مؤلمة والأشد إيلاما أنها جاءت أمام الخصم التاريخي فريق النصر وهو مالايتقبله الجمهور الهلالي أبدا لكنها وعلى مضض وفي سابقة تجرعت الألم ومرارة الفشل من أجل الجابر ليأتي سقوطه مرة ثالثة بالدوري أمام الشباب قبل نهاية الدوري بست جولات وبمستوى فني ضعيف وسع الفارق بينه وبين المتصدر النصر لتسع نقاط ضربة موجعة أججت الاوضاع الجماهيرية وجعلت الجابر في موقف لايحسد عليه حتى وهو يخرج ليحمل نفسه الخسارة حيث قال : أتحمل المسؤولية كاملة وأشكر اللاعبين على ماقدموه ..!!
داخل البيت الهلالي انقسام حقيقي كان قد تم اخفاؤه فور التعاقد مع الجابر والذي لم يحظ بقبول من نائب الرئيس الامير نواف بن سعد حيث اعلن استقالته بمبررات لاتقترب أبدا من حقيقة رفضه القاطع لوجود سامي الجابر كمدرب للهلال بسبب خبرته الضعيفة ..
في الجهة المقابلة خرجت اصوات شرفيه للمرة الأولى لتكشف حال الفريق الهلالي وتطالب بالاصلاح وكأنها تقول : قتلتمونا بالجابر.
الادارة الهلالية متمسكة بالجابر وهيأت له كل مايريد من الامكانات المادية والبشرية لكن الواقع يقول إن الهلال ليس هو الهلال والجابر الذي اعطى كل شيء لم يتمكن في اول سنة له من صناعة فريق قادر على الصمود حتى أمام فرق صغيرة وخوف الجماهير يتنامى بسبب اقتراب الدوري الاسيوي المستعصي على الهلال منذ العام 2001م إذ يرون أن بقاء الجابر لن يحقق لهم مرادهم ..
الإعلام الهلالي فتح جبهاته للنيل من كفاءة الجابر التدريبية وطالب بابعاده بطريقة تحفظ تاريخه مستندا على النتائج المخيبة التي يحققها ومستوى اللاعبين المتذبذب في كل مباراة ...
تبقى الايام المقبلة حبلى بكثير من المفاجآت ولن يكون الأمر مثيرا إذا ماتم الإعلان عن الثقة بالجابر فالهلاليون أمام أمرين احلاهما مر : الحفاظ على منتج الجابر التدريبي ودعمه أو التضحية به من أجل الفريق.
