أكدت ندوة العلامة التجارية والشراكات التسويقية للأندية الرياضية التي نظّمها برنامج الرعاية الرياضية أمس برعاية مجلس أبوظبي الرياضي، أهمية إدارة المؤسسة الرياضية كمؤسسة اقتصادية لكي تحقق نجاحها، وأن النجاح الرياضي يجب أن يقترن بالنجاح الاقتصادي للنادي أو المؤسسة، وأشار المشاركون إلى أن مشاركة البنوك والمؤسسات الاقتصادية في رعاية الأندية والبطولات ينعكس إيجابا أيضا على الشركات الراعية.

ندوة

وتم تنظيم الندوة ضمن سلسلة من الندوات التي تهدف إلى توعية الجماهير الرياضية ورفع مستوى أداء الإدارات في الأندية الرياضية المحلية، إضافة إلى تكريس ثقافة الرياضة كصحة وترفيه، وشهدت تفاعلا مميزا من المشاركين، وتضمّنت جلستين حواريتين، تناولتا محورين رئيسين هما العلامة التجارية للنادي الرياضي، والشراكات التسويقية.

واستضافت الندوة (التي أدارها الإعلامي حمد عباس الإبراهيم)، أندرياس كوفنر مسؤول التسويق الخارجي في نادي بايرن ميونيخ الألماني، وخالد الفهيم عضو مجلس إدارة مجموعة الفهيم العضو السابق في لجنة دوري المحترفين، وعلي الحوسني مدير الاتصال والتسويق في نادي أبوظبي للرياضات الجليدية، ومريم يوسف الأهلي نائب رئيس العلاقات العامة والاتصال الجماهيري في مصرف الهلال.

نجاح اقتصادي

واكد أندرياس كوفنر مسؤول التسويق الخارجي في نادي بايرن ميونيخ الألماني أن بايرن ميونيخ يضم نخبة اللاعبين الألمان، إضافة إلى مجموعة من نجوم الكرة العالميين، وبالتالي فإنه ينتمي إلى الأندية الأرقى في كرة القدم الأوروبية، وإلى جانب نجاحه في المجال الرياضي، يتميّز النادي بتفوقه الرياضي والاقتصادي ومصداقيته العالية، وهدفنا أن نكون في المركز الأول، على الصعيدين الرياضي والاقتصادي.

مؤسسة استثمارية

وتناول خالد الفهيم دوافع المؤسسات الاقتصادية لدعم ورعاية الأندية والأنشطة الرياضية، وقال : العلامة التجارية أو اسم المؤسسة الرياضية له تأثير كبير في اختيارها من قبل المؤسسة الراعية، لأنّ المؤسسة الناجحة تبحث عن اسم ناجح، والاسم التجاري الناجح يحاول الاقتران بمؤسسة تضيف له شيئاً جديداً.

وأكد الفهيم أن المؤسسة الرياضية ( الأندية على سبيل المثال) هي مؤسسة استثمارية، ويجب أن تدار كمؤسسة اقتصادية لكي تحقق نجاحها، فكما يقوم النادي باستقطاب لاعب مشهور وشرائه ليضيف نجاحاً للنادي على المستوى الرياضي، على المؤسسة الرياضية أن تستقطب إداريين ناجحين يستطيعون تحقيق النجاح على المستوى الاقتصادي .

الجمهور

تحدّثت مريم أهلي عن دور مصرف الهلال في رعاية الأنشطة الرياضية، وقالت: زاد مصرف الهلال بشكل ملحوظ تغطيته للأنشطة الرياضية والأحداث ذات الصلة، على مدى السنوات القليلة الماضية، ففي عام 2011، مثلت الرياضة 21 % من إنفاق البنك على التغطية الإعلامية، وارتفع الرقم إلى 35 % في عام 2012، وهذا الاتجاه يدل على مدى اهتمام مصرف الهلال بالرياضيين واعتبارهم تجسيداً لقيمها الخاصة من الصدق والنزاهة والمسؤولية وجودة الأداء، وأن الهدف من الرعاية هو استهداف الجمهور

وأضافت: الرعاية تنعكس إيجابيا على الجهات الراعية نفسها ومصرف الهلال يعتزم الحفاظ على رؤيته ودعم مختلف البطولات والمجموعات المعنية مثل كأس رئيس الدولة ونادي الجزيرة ، مع التوسع بشكل ملحوظ في دعم الفعاليات الرياضية الأخرى خلال العام 2013 ، مما سينعكس إيجاباً على المصرف من حيث صورته بصفته راعٍ للأنشطة الرياضية ومؤيد للتنمية الاجتماعية بشكل عام، إضافة إلى تقوية الروابط مع الأحداث والمبادرات الرياضية الكبرى، والاستثمار في المجتمعات المحلية والموارد التي ستتراكم بدورها لتضاف إلى قاعدة العملاء الأوفياء .

برنامج توعوي

أشار ناصر الشحي محلل تخطيط وتطوير في برنامج الرعاية الرياضية، إلى أهمية مشاركة متحدّث من نادٍ عالمي بارز في فعاليات هذه الندوة، لاطلاع الجمهور على تجربة ناديه في مجال التسويق ورفع قيمة العلامة التجارية.

وقال : انطلاقاً من إيماننا بأهمية الدور التوعوي والتثقيفي لبرنامج الرعاية الرياضية على عاتقه، نقوم بتنظيم سلسلة من الندوات التي تصبّ في إطار توعية الجمهور الرياضي المحلي، ورأينا أن تركز هذه الندوة على العلامة التجارية للأندية الرياضية نظراً لأهمية هذا الموضوع وقلّة تداوله، مما يجعله مصطلحاً جديراً بالدراسة، لكي يطلع كل من القائمين على المؤسسات الرياضية، والمؤسسات الاقتصادية على أهمية العلامة التجارية في تحقيق شراكة ناجحة بين الطرفين، تنعكس على كليهما بالفوائد التي يسعون إلى تحقيقها.

صعوبة استقطاب الرعاة

 أكد علي الحوسني مدير الاتصال والتسويق في نادي أبوظبي للرياضات الجليدية صعوبة استقطاب الشركات الراعية نظراً لضعف شعبية الألعاب الجليدية مقارنة مع الألعاب الجماهيرية الأخرى ككرة القدم أو السلة، وقال : عملية استقطاب الرعاة صعبة، لأنّ الأندية التي تجذب الرعاة هي الأندية ذات الأسماء الكبيرة التي لها حضور كبير على الساحة، ولاسيما في ظلّ الانتشار الجماهيري الواسع لألعاب أخرى مثل كرة القدم التي تشكّل جزءاً أساسياً من حياة الجمهور الرياضي المحلّي.