لا تزال الرياضة الأردنية تبحث عن أول ميدالية أولمبية رسمية بعدما اكتفت بثلاث ميداليات برونزية شرفية في التايكواندو في كل من اولمبياد سيئول 88 عن طريق سامر كمال وإحسان أبو شيخه، واولمبياد برشلونة 92 عن طريق عمار فهد لان هذه الرياضة لم تكن وقتذاك معتمدة أولمبيا.

ورفرف العلم الأردني في سماء الألعاب الاولمبية لاول مرة عام 1980 في اولمبياد موسكو وانتظمت منذ ذلك الحين المشاركة الأردنية، لكن طموحاتها توقفت في معظم المشاركات الباقية عند حدود "الرمزية والشرفيه" وفي العديد من الألعاب الفردية دون أي حضور في لعبة جماعية حتى الآن.

ولاحت تباشير أول تتويج أردني بميدالية اولمبية رسمية في أثينا 2004 بيد أن إبراهيم عقيل ونادين دواني فرطا بالفرصة الذهبية السانحة بعدما اقتربا كثيرا من منصة التتويج لرياضة التايكواندو. ويعلق الأردنيون آمالا واسعة على اولمبياد لندن الذي يشهد مشاركة نوعية هي الأكبر وقوامها 9 رياضيين (5 رجال و4 سيدات) في 5 العاب هم محمد أبو لبده ونادين دواني ودانا حيدر (تايكواندو ) وكريم عناب وتاليتا بقلة (سباحة) ومثقال العبادي وريما فريد (العاب قوى) إضافة للملاكم ايهاب درويش (وزن (81 كغم) والفارس (ابراهيم بشارات) في قفز الحواجز.

وترأس البعثة الأردنية إلى لندن السباحة سمر نصار التي تظهر في الألعاب الاولمبية للمرة الثالثة بعد سيدني 2000 ضمن البعثة الفلسطينية، وأثينا 2004 ضمن الوفد الأردني كرياضية، واصبحت بعد اعتزالها قبل 8 سنوات عضوا في مجلس ادارة اللجنة الاولمبية الأردنية.

الأولمبياد فرصة لإعلاء شأن الرياضة

وترى سمر وهي ثاني فتاة أردنية ترأس بعثة بلادها إلى الألعاب الأولمبية بعد لانا الجغبير في اولمبياد بكين 2008، أن اولمبياد لندن يشكل فرصة مثالية لكوكبة الرياضيين الأردنيين وان عليهم استثمار هذه المناسبة الكبيرة لإعلاء شأن الرياضة الأردنية كاشفة أن اللجنة الاولمبية رصدت نحو مليون دينار أي ما يوازي قرابة مليون ونصف المليون دولار للانفاق على برنامج اللاعب الاولمبي.

العبادي مرشح لإحراز ميدالية

ويملك الرياضيون الاردنيون أكثر من فرصة للمنافسة على ميدالية، رغم أن المشاركة الرمزية الشرفية تغلب على حضور عداءة 100 م ريما فريد (بطلة العرب في الوثب الطويل) وبطلي السباحة كريم عناب ونتاليا بقلة، لكن العداء مثقال العبادي ينظر لتتويجه الشهر الماضي بلقب ماراثون ستوكهولم الدولي على حساب 23 ألف متسابق على انه مؤشر لقدرته على تحقيق مشاركة مشرفة في لندن. وتبدو آمال الأردنيين معلقة على الفارس ابراهيم بشارات والملاكم ايهاب درويش وأبطال التايكواندو محمد أبو لبده ونادين دواني ودانا حيدر.

الحضور الاولمبي الثالث لبشارات

ويسجل بشارات في لندن الحضور الاولمبي الثالث على التوالي بعد أثينا وبكين، وهو يؤكد انه اكتسب خبرات اولمبية وعالمية تدفعه هذه المرة لرفع شعار المشاركة من اجل المنافسة، وكذلك الحال بالنسبة الى الملاكم ايهاب درويش الذي أصبح أول أردني يتأهل الى الألعاب الأولمبية بعد مشاركة بدعوة شرفية للملاكمين عمر دبج والراحل عبد الناصر شباب في اولمبياد سيئول 88.

وتشكل رياضة التايكواندو أمل الأردن الحقيقي في لندن، وتظهر الواعدة دانا حيدر (19) سنه للمرة الأولى على المستوى الاولمبي بعد سلسلة انجازات عربية وقارية وعالمية وكذلك يظهر لأول مرة اولمبيا محمد أبو لبده (29 سنة) حامل ذهبية الألعاب العربية في الدوحة 2011 وذهبية التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى اولمبياد لندن.