بمناسبة قرب حلول موعد انطلاقة الدورة الثلاثين للألعاب الأولمبية الصيفية في العاصمة البريطانية لندن للفترة من 27 يوليو الجاري حتى 12 أغسطس المقبل، ستقوم الأكاديمية الأولمبية الوطنية بنشر مواضيع ثقافية عن الدورات الأولمبية ترصد فيها حصاد المشاركة العربية بوجه عام، في الدورة الماضية 2008 التي استضافتها العاصمة الصينية بكين.

وأيضاً بمناسبة تواجد الإمارات في الحدث الأولمبي الكبير المقبل بأكبر بعثة في تاريخها، تبلغ قوامها 32 رياضياً ورياضية، في 7 ألعاب، هي: كرة القدم، والألواح الشراعية، والسباحة، ورفع الاثقال، والرماية، وألعاب القوى، والجودو، وستكون المشاركة مهمة على صعيد دخول رفع الاثقال الخليجية الأضواء عبر البطلة خديجة محمد الخميس، ومشاركة تاريخية على صعيد ألعاب القوى عبر البطلة العداءة الهام بيتي.

وباستعراض أهم نتائج العرب خلال الأولمبياد التاسع والعشرين في بكين، فإنها جاءت مخيبة للآمال مقارنةً بما حصلوا عليه في الدوارت السابقة، خاصة دورة سيدني الأسترالية عام 2000 التي حصلوا فيها على 14 ميدالية ملونة ودورة أثينا باليونان عام 2004 ، التي جمعوا فيها 10 ميداليات ملونة، ثم جاءت دورة بكين 2008، ليقل الرصيد بعد أن نالوا 8 ميداليات ملونة عبر كل من:

السباح التونسي أسامة الملولي الذي حصد ذهبية سباق 1500م حرة، وأحرز العداء البحريني رشيد رمزي ذهبية سباق 1500م جري، في حين حصل العداء السوداني إسماعيل أحمد على فضية 800 م جري، ونال المغربي جواد غريب أيضاً فضية سباق الماراثون، وفاز الجزائري عمار بن يخلف بفضية الجودو في وزن 90كلغم، والمصري هشام المصباح على البرونزية في نفس الوزن، بينما فازت الجزائرية ثريا حداد برونزية وزن 52كلغم، ونجحت المغربية حسناء بنحسي في إحراز برونزية 800م جري في ألعاب القوى.

أول الغيث في بكين

كانت أول ميدالية حصدها العرب في بكين هي الميدالية البرونزية في (وزن 52كغم للجودو نساء) التي أحرزتها ثريا حداد الجزائرية في 10 أغسطس أي في اليوم الثالث للأولمبياد، ففتحت صفحة المجد العربي برفع العلم الجزائري في أولمبياد بكين لأول مرة، وفي اليوم الخامس لأولمبياد بكين، حصل اللاعب الجزائري عمار بن يخلف على ميدالية أخرى للعرب.

وهي فضية وزن 90 كغم للجودو، بينما أحرز هشام المصباح المصري برونزية نفس المسابقة، ووقتهاصعد العربيان على منصة التتويج وإرتفع علمان عربيان سوياً لأول مرة في أولمبياد بكين، وحينها تبادل المصري والجزائري الحديث والقبلات وهما يغادران الساحة ليلاحظ الجميع مدى الصداقة بينهما وشعروا بأنهم أخوة أبناء أمة عربية واحدة.

حصاد الذهب

وإذا كانت ثريا حداد قد فتحت صفحة المجد العربي في بكين، فكان البطل التونسي أُسامة الملولي قد فتح صفحة الذهب العربي عندما حصل على الميدالية الذهبية (لـ 1500 م سباحة حرة) في اليوم الثامن لأولمبياد بكين فقد أدهش العالم بفوزه بجدارة على منافسيه المشاهير وأهدى المفاجأة السارة لوطنه تونس كأفضل هدية ولأول مرة سمع العالم نشيد وطني عربي في مضمار أولمبياد بكين، علماً بأن هذه الذهبية هي الذهبية الثانية لتونس في تاريخها الأولمبي بعد الذهبية التي أحرزها العداء البطل محمد القمودي في دورة مكسيكو 1968 في جري 5000 م.

وفي اليوم العاشر الأولمبي، أحرزت العداءة المغربية حسناء بن حسي ميدالية برونزية في سباق 800 م جري وكانت هي أول ميدالية حصدتها المغرب في بكين وأول ميدالية حصدها العرب في ألعاب القوى.

ثم ظهر في اليوم التالي في 19 أغسطس أي اليوم الحادي عشر لأولمبياد بكين، بطل عربي آخر وهو العداء البحريني رشيد رمزي الذي حصل على الذهبية الأولى للبحرين والذهبية الثانية للعرب في بكين، وذلك في سباق 1500 م جري الذي جرى في الملعب الوطني المعروف بالعش الطائر والتي للأسف سحبت منه مؤخراً بسبب ثبوت تناوله مادة منشطة محظورة.

 

 

إنجاز سوداني ومغربي

 

 

سجل إسم عربي آخر في قائمة الميداليات الأولمبية في اليوم قبل الأخير لأولمبياد بكين، ألا وهو البطل إسماعيل أحمد إسماعيل العداء السوداني الذي أحرز فضية 800 م جري، فشهد العش الطائر مجداً جديداً للعرب، فاعتلى منصة التتويج مرفوع الرأس وهو يتأمل العلم السوداني الذي يرتفع خفاقاً في سماء بكين.

وكان العداء المغربي جواد غريب الذي أحرز الميدالية الفضية في سباق الماراثون مسجلاً زمن قدره ( 07.16 .2 ساعة) آخر رياضي عربي يحصد ميدالية في اليوم الأخير من دورة بكين الأولمبية، وبعد نهاية السباق جرى البطل في ملعب العش الطائر وعلى ظهره العلم المغربي إحتفالاً بنجاحه ونجاح وطنه، ونأمل أن يكون للعرب حضور متميز في دورة لندن 2012 وأن لا يستمر التراجع.