حفلت سباقات (القفال) للسفن الشراعية 60 قدما طوال مسيرة الحدث، التي امتدت لأكثر من 22 سنة، بالكثير من المفارقات والأرقام الصعبة، فمنذ انطلاق البطولة عام 1991 ظل الحدث يحمل الجديد عاما بعد آخر حيث ينتظر عشاق الرياضات البحرية بفارغ الصبر انطلاق المنافسات يوم الأحد في النسخة الثانية والعشرين للسباق والتي سيجمع صراع اللقب فيها النخبة من الأبطال هذا الموسم وفي المواسم الماضية.
وطوال مسيرة السباق وخلال هذا المشوار الحافل أصبح للحدث أرث وتاريخ وسجل عظيم استحق أن يؤرخ له وبصورة أكثر دقة وإفادة حيث شهد السباق من عام إلى آخر العديد من الملاحم التاريخية والعظيمة.
وقد لا ينسى المتابعون للسباق أن النسخة الأولى والثانية في السباق العريق شهدت مشاركة القوارب الشراعية 43 قدما وفي العام الثالث أي موسم 1993 أقيمت بطولتان:
الأولى للقوارب الشراعية 43 قدما والثانية للسفن 60 قدما لكن وبعد هذه النسخة تم اعتماد مشاركة السفن الشراعية 60 قدما لتستمر منذ ذلك الوقت والى يومنا هذا بنفس الخطة التي رسمها سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم صاحب الفكرة في تأسيس السباق، حيث رأى أن وجود السفن الكبير يوفر الأمن والآمان ويزيد من روح المنافسة بين النواخذة والبحارة.
14 بطلاً
وبعد مرور 21 عاما على انطلاقة الحدث الذي بدا عام 1991 وصولا إلى النسخة الثانية والعشرين ظهر على منصة التتويج 14 بطلا نالوا شرف الفوز والتتويج بناموس اغلى السباقات حث تقدم هذه الكوكبة القارب رقم47 (العوير) الذي نجح في تحقيق أول بطولة عام 1991 فارتبط أسمه بعد ذلك بانجاز فريد وكبير.
وفي النسخة الثانية لمع اسم القارب رقم 46 (فارس) ثم شهد موسم 1993 تتويج بطلين هما القارب رقم 22 (الازيب) والسفينة رقم 36 (منصور) ونجح طاقم السفينة رقم 30 (براق) بالفوز باللقب الرابع عام 1994 وحصلت السفينة رقم 83 (سردال) على انجاز فريد بالفوز باللقب الغالي موسمين متتالين عامي 1996و1997 وذهب اللقب موسم 1998 إلى طاقم السفينة رقم 17 (الجيون) ثم نال طاقم السفينة رقم 45 (داس) الناموس عام 1999.
ومع بداية الألفية الجديدة وتحديدا في الموسم العاشر للحدث نجح طاقم السفينة رقم 92 (الرائد) في الفوز باللقب ثم عاد اللقب لطاقم السفينة براق 30 موسمين متتالين 2001و2002 وبدأ عهد السفينة رقم 16 الزير بالبطولات في النسخة رقم 13 عام 2003 ثم ذهب اللقب إلى طاقم السفينة رقم 103 (غازي) عام 2004 قبل أن يعود إلى الزير 16 عام 2005 في النسخة الخامسة عشرة.
واستعاد طاقم السفينة رقم 103 (غازي) اللقب مجددا وللمرة الثانية عام 2006 في النسخة رقم 16 ليظهر بطل جديد بعد ذلك بفوز طاقم السفينة رقم 12 أطلس بالمركز الأول ليعود بعدها الزير إلى منصة التتويج ويفوز باغلى الألقاب مجددا عام 2008.
وفي عام 2009 توج المحمل القفاي 4 بالمركز الأول فيما ذهب المركز الأول في النسخة العشرين إلى طاقم المحمل زلزال 25 وفي النسخة الحادية والعشرين استعاد المحمل رقم 16 الزير ذكريات التألق محرزا المركز الأول حيث يدافع طاقم المحمل عن لقبه الذي فاز به في الموسم الماضي.
اللقب الأول
وبمثلما تحمله كبريات البطولات والأحداث الرياضية الكبيرة فان اللقب الأول يحمل ميزة خاصة للنوخذة الفائز حيث يوضع اسم القارب في قائمة الشرف ويذكر على مر الدهور والأزمان وهذا ما تركه القارب رقم 47 (العوير) الذي عانق اللقب في النسخة الأولى متفوقا على القارب رقم66 (الطرف) الذي حل ثانيا والقارب رقم 30 (العديد).
الأكثر فوزا
وتبدو في الأفق ملاحم منافسة خاصة وقوية بين المحملين الزير 16 لمالكه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي وبقيادة النوخذة محمد راشد بن شاهين والمحمل براق 30 لمالكه النوخذة المخضرم محمد راشد الرميثي وبقيادة ابنه النوخذة خالد حيث يسعي كل طرف لإحراز المركز الأول والانفراد بعدد مرات الفوز بلقب القفال حيث فاز كلاهما باللقب 4 مرات.
ونال الزير اللقب مواسم 2003 و2005 و2008 و2011 بينما فاز براق باللقب مواسم 1994 و1995 و2001 و2002.
حلم الهاتريك
ويحلم طاقم السفينتين 103 (غازي) بقيادة النوخذة احمد سعيد الرميثي و83 (سردال) بقيادة النوخذة احمد ثاني مرشد الرميثي، بإحراز إنجاز مميز والوصول إلى منصة التتويج في المركز الأول للمرة الثالثة في تاريخ الحدث حيث يملك كل طرف انتصارين في مسيرتهما خلال السباقات الماضية ويطمحان في الحضور بقوة في لائحة الشرف مع الكبار.
انتصار واحد
وتذوق عدد من الأطقم المشاركة طعم الفوز مرة واحدة وهي السفينة رقم 36 (منصور) والسفينة رقم 17 (الجيون) والسفينة رقم 45 (داس) والسفينة رقم 12 (أطلس) والسفينة رقم 92 (الرائد) إلى جانب القارب رقم47 (العوير) والقارب رقم 46 (فارس) والقارب رقم 22 (الازيب) والتي حصلت على انتصاراتها في فئة 43 قدما.
المحيربي: اهتمام حمدان بن راشد وراء استمرار الحدث
رفع فرج بن بطي المحيربي رئيس جمعية الإمارات للغوص ومالك المحملين (المنادي44) بقيادة النوخذة مصبح عابد ثاني المري و(أطلس 12) بقيادة النوخذة احمد راشد الرميثي، الشكر الجزيل إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والى إخوانهما أعضاء المجلس الاعلى حكام الإمارات وسمو أولياء العهود، على دعمهم الكبير لترسيخ معاني التراث وتعزيز الانتماء للدولة من خلال الدعم والمتابعة المستمرة.
ووجه المحيربي الشكر الجزيل إلى سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية على الدعم الكبير الذي يقدمه لإنجاح حدث سباق القفال السنوي للسفن الشراعية المحلية 60 قدما والذي سينطلق يوم غد السبت من جزيرة صير بونعير كالمعتاد مفتتحا النسخة الثانية والعشرين من الحدث الذي يقام برعاية وحضور سموه كل عام.
وقال: مهما تحدثنا فلن نوفي سموه حقه كاملا تجاه هذا الحدث مبينا أن اهتمام سموه ودعمه المستمر ورعايته هذا الحدث أسهم في تحويله إلى عرس كبير يترقبه الجميع على امتداد الدولة الأمر الذي يسهم في الحفاظ على الموروث العظيم لأهل الإمارات الذين ارتبطت حياتهم بالبحر والذي كان الملاذ الأمن لأهلنا في الماضي.
وكشف المحيربي عن التحضيرات الخاصة والكبيرة بالحدث والتي بدأت عند النواخذة والملاك منذ فترة ليست بالقصيرة مشيرا إلى أن طعم الفوز بسباق القفال وفرحة التتويج تعادل انجازات موسم كامل لذلك يسعى الجميع وبكل قوة إلى معانقة (الناموس) والفوز باغلى البطولات.
وعن مشاركته الخاصة في سباق القفال أكد رئيس جمعية الإمارات للغوص أن المحمل (أطلس 12) والذي حظي بشرف الفوز بلقب القفال في نسخته السابعة عشرة سيسجل حضوره في السباق من اجل المنافسة على لقب النسخة الثانية والعشرين هذه المرة إلى جانب محمل (المنادي 44).
وقال المحيربي، الذي وصل مبكرا إلى مكان الانطلاقة على متن اليخت (كيفان العود): إن الأجواء ورغم عدم استقرار حالة البحر في اليومين الماضيين فإن التوقعات تبشر بظروف مناسبة تماما لإنجاح السباق الكبير يوم الاحد على غير الحالة التي بدأ عليها البحر في الساعات الماضية.
الطاير: »عيد« الرياضات البحرية
قال النوخذة المخضرم عبيد سعيد الطاير قائد السفينة رقم 4 القفاي لمالكها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي والذي توج باللقب الغالي مرتين الأولى في النسخة الثانية عام 1992 عبر القارب فارس 46 والمرة الثانية مع السفينة القفاي 4 عام 2009، إن أيادي سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية جعلت حدث القفال مناسبة عظيمة بل عيداً يقصده أهل الرياضات البحرية وعشاق التراث من كل إنحاء الإمارات.
وأضاف: إن جميع النواخذة مهما قالوا فإنهم لن يوفوا قدر سموه لاهتمامه وسؤاله الدائم عن تطوير هذه الرياضة التاريخية مشيرا إلى انه كواحد من المعاصرين لفترة انطلاقة القفال ومن الرعيل الأول الذي فاز بالألقاب منذ عام 1992 مع القارب فارس 46 الذي أبحر بنجاح في سباق 43 قدما قبل أن تتحول المنافسة إلى فئة 60 قدما وينجح هو في قيادة المحمل القفاي 4 إلى اللقب الكبير. وأشاد الطاير باهتمام مختلف قطاعات المجتمع وتوارث الأجيال لهذه الأمانة وظهور الأبطال والنواخذة والبحارة من الشباب الملهم والمهتم جدا بتطوير رياضة الماضي، مشيراً إلى أن ذلك يدل على وصول رسالة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الذي حول سباقه إلى أكاديمية تراثية تعلم الأجيال.
