انحصر لقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة اليد بين فريقي الأهلي والنصر، بعد تفوقهما أول من أمس في الدور نصف النهائي على الشارقة والعين، وكانت صالة سعيد بن حمدان في القلعة الزرقاء شاهداً على تأهل الفرسان الحمر للنهائي بعدما اجتازوا الملك بفارق هدف، بينما واصل العميد تألقه وأقصى الزعيم بطل كأس الاتحاد بفارق 6 أهداف 32 ــ 26 في اللقاء الذي أقيم بصالة الجزيرة في العاصمة أبوظبي.
وبذلك سيلتقي الأهلي والنصر في الخامسة من مساء غد الجمعة بصالة نادي العين في نهائي ساخن يمثل "ديربي" خاصاً جداً، يتطلع فيه كل طرف للتحليق بلقب النسخة الخامسة والعشرين للمسابقة. ويذكر أن الأهلي قد حصل على وصافة المسابقة في الموسم الماضي بخسارته أمام الجزيرة في الصالة البنفسجية، بينما يأتي تأهل النصر لنهائي هذه المسابقة بعد غياب طويل عن منصات التتويج، ويذكر أن فريق الجزيرة حامل اللقب خرج من الدور ربع النهائي على يد أبناء عمومته فريق العين.
الرمق الأخير
وانتزع الأهلي فوزاً بشق الأنفس مع نهاية اللقاء الماراثوني بأحداثه المثيرة رغم ابتعاده عن الفنيات المنتظرة من الفريقين عندما خطف قائد فريق الأهلي عمر الصغير هدف المباراة الأخير 26 ــ 25 والذي منح الفرسان التأهل للمباراة النهائية وسط دهشة الشرقاوية بصحوتهم الأخيرة والتي أدركوا خلالها التعادل الأخير 25/25، وحاول عمر تعطيل اللعب على الشرقاوية لمنعهم من اللعب على أمل إدراك التعادل والوقت يلفظ أنفاسه الأخيرة، واعتبره الحكمان «فاول» تكتيكياً وأشهرا البطاقة الحمراء لعمر مع كتابة تقرير بالحادثة وفق التعديلات الأخيرة بقانون اللعبة.
وجاءت المباراة حذرة في بداياتها، وافتتح الأهداف الأهلي عن طريق محترفهم حسين زكي ثم يعادله الشارقة لغاية 2/2 ويتقدم بعدها الشارقة إلى 4 ــ 2 ويدرك الأهلي التعادل 4/4 في الدقيقة الثامنة ويقود بعدها الأهلي مجريات اللعب موسعاً الفارق تدريجياً بتسجيله ثلاثة أهداف عن طريق حسين زكي والشمطري وعيسى ليصل بالنتيجة إلى 11 ــ 6 في الدقيقة العشرين، في الوقت الذي غاب الشارقة عن التسجيل أربع دقائق، وبصحوة متأخرة يتحرك محترف الشارقة ميلان ويسجل العديد من الأهداف لنهاية الشوط الأول للأهلي 14 ــ 12.
صحوة شرقاوية
ويستمر فارق الأهداف لمصلحة الأهلي لغاية منتصف الشوط الثاني الذي استعاد بعده الشارقة توازنه، وخاصة بتنفيذ الهجوم المرتد السريع مع نجومية حارسه محمد عبد الله، ومستغلاً التسرع الأهلاوي الذي فقد التركيز ليصل لفارق هدف أكثر من مرة منذ النتيجة 21/20 ويستمر اللقاء هدف هنا ومثله هناك وسط الشد والتوتر، ليدرك ميلان الشارقة التعادل الأول في الشوط 25/25.
ويفشل الفريقان في انتزاع التقدم بهجمتين متبادلتين من حسن زكي وجاسم، ليستغل عمر الصغير مهارته مسجلاً الهدف الأغلى له وللفرسان وسط دهشة الشرقاوية الذين كانوا يمنون النفس أن ينقلوا المباراة للوقت الإضافي بنهاية اللقاء الذي أداره الدوليان عمر الزبير ومحمد النعيمي ومساعدة المراقبين ناصر الحمادي وجمال سيف، وعلى الطاولة محمد القريشي وإسماعيل سالم، وحضره خميس السويدي ومحمد علي من الشارقة، ومحمد الحمادي وأسامة قرقاش وخالد درويش ومروان مصطفى من الأهلي، وجمال بن طوق.
العميد يُدمع العين
ولم يختلف لقاء النصر مع العين في صالة الجزيرة بالعاصمة عن موقعة الصالة الزرقاء بدبي من حيث الإثارة والندية، في اللقاء الذي لا يقبل أنصاف الحلول ولا التعويض، والذي أسعد العميد النصراوي بنهايته عندما حقق فوزاً كبيراً وبفارق 6 أهداف 32/26 رغم أن البداية كانت عيناوية بتقدمه بالأهداف موسعاً الفارق إلى ثلاثة أهداف أكثر من مرة، ليشهد منتصف الشوط تعادل الفريقين 8/8 ، ثم يقود النصر بقية مجريات اللعب بقيادة محمد حسن وشهاب والمحترف جعفر متقدماً بالأهداف لنهاية الشوط الأول 15/11.
وحافظ النصر على نسبة التقدم بالأهداف حتى منتصف الشوط الثاني، ولكن يقود محترف العين سيرجو وإبراهيم البلوشي ويوسف حسن العديد من الهجمات رغم إيقاف الأخير لمدة دقيقتين مرتين ويضيق الفارق إلى هدفين مع تألق الحارس الشاب أحمد سالم الذي سجل هدفاً في مرمى النصر من رمية طويلة من مرماه لتصل النتيجة 21/19 ثم 23/21، ويستعيد النصر زمام الأمور مستغلاً التسرع العيناوي.
وعدم التركيز ليوسع الفارق من جديد تدريجياً، حتى أنهى اللقاء متفوقاً بفارق 6 أهداف وبنتيجة 32/26 وسط غضب عيناوي على التحكيم الذي لم يرق لطموحاتهم، وتلقى إداري العين ومساعد المدرب البطاقة الصفراء والإيقاف لمدة دقيقتين. وأدار المباراة القاريان عبد الله خميس وعلي جعفر، وعلى الطاولة فاضل أحمد وسمير رمضان، وراقبها حميد اليماحي، وشهد المباراة محمد بن بدوه عضو إدارة العين وعبدالرحمن نصيب مشرف اللعبة.
لقاء دون الطموح رغم أهمية اللقاء الذي جمع الأهلي والشارقة في الصالة الزرقاء بين قطبي اللعبة في دبي والشارقة وخصوصيته كما سبق في لقاءات الفريقين إلا أنه جاء بأشبه بمباريات فصول مدرسية، لم يقدم الفريقان العرض المنتظر رغم وجود الكوكبة المميزة من اللاعبين في الفريقين، وطغى على اللقاء الشد والتوتر وضياع العديد من الفرص نتيجة التسرع وعدم التركيز بالإضافة للعب الفردي حينما تسابق محترفو الفريقين في تسجيل الأهداف بعيداً عن اللعب الجماعي الهجومي وحتى الدفاعي الذي لم يخل من الخشونة المتعمدة في بعض الأحيان بالملعب.
ومن على مقعد البدلاء الذي أبدى العديد من الاعتراضات وعدم الرضا عن بعض تصرفات اللاعبين مع بعضهم وبعض قرارات الحكمين التي لم ترقى لطموحاتهما، وخاصة في الأوقات الحرجة والأخيرة من عمر اللقاء الذي انتهى بسلام بين اللاعبين وأجهزتهما الفنية والإدارية، رغم تذمر القائمين على فريق الشارقة في نهاية المباراة .
وبذلك يودع الملك الشرقاوي الموسم محققاً المركز الثالث بدوري رجال اليد الذي حفظ ماء وجهة به مكرراً نفس مواقعه في الموسم الماضي، ومبتعداً عن منصات التتويج في بطولات كأس الاتحاد والسوبر وكأس رئيس الدولة، وفي الوقت نفسه ودع الزعيم العيناوي الموسم الحالي بلقب كأس الاتحاد والذي مثل باكورة الموسم وغاب عن منصات التتويج في بقية المسابقات.
كلام مدربين
عقب ختام المباراة وما شهدتها من بعض الاعتراضات على القرارات التحكيمية، ووسط حالة من عدم الرضا، رفض المصري عاصم السعدني مدرب الشارقة الحديث عن المباراة، مختصراً بأن الكل شاهد ما حدث، وفي الوقت نفسه رفض مواطنه جمال شمس مدرب الأهلي الحديث عن التحكيم، لكنه أبدى عدم رضاه عما قدمه لاعبوه.
مشيراً إلى فقدانهم التركيز وعدم الدقة والتسرع في إنهاء الهجمات. وبثقة كبيرة قال شمس: إن فريقي هو الذي أوصل المباراة لهذه الوضعية من مقاربة النتيجة، وكان بإمكان الفريق أن ينهي اللقاء لمصلحته وبفارق ومن وقت مبكر من المباراة رغم احترامه لفريق الشارقة وخصوصية لقاء الفريقين، ولكنه أبدى ارتياحاً للفوز والتأهل.
وعن مباراتهم المقبلة مع النصر قال: بالتأكيد ستكون قوية وساخنة، وخاصة أن النصر يحدوه الأمل بتحقيق اللقب بنهاية الموسم بعد عودته القوية، والحال كذلك عندنا، ونأمل أن نحقق الثلاثية المنتظرة. مجدداً ثقته بلاعبيه الذين كانوا على الدوام عند حسن الظن.
»زمان« يا سيد سليمان
يوجد في رحاب دولة الإمارات هذه الأيام الخبير العربي في كرة اليد دكتور سيد سليمان المدير الفني لمنتخب مصر الحالي، وذلك في إجازة قصيرة لإعادة الذكريات الجميلة مع أسرة كرة اليد الإماراتية. وشهد سليمان مباراة الدور قبل النهائي بين الأهلي والشارقة، وأثني على المستوي الجيد للأندية الإماراتية، كما أشاد بتطور كرة اليد في السنوات الأخيرة.
ومن المنتظر أن يعقد سليمان اجتماعا مع بعض اللاعبين المحترفين من الجنسية المصرية للتشاور حول مستقبل المشاركات الخارجية للمنتخب المصري. ويذكر ان سليمان قد شارك في إنجاز الصعود إلى كأس العالم للشباب بتركيا 1997 كأول إنجاز يذكر لليد الإماراتية، وسبق أن تولى تدريب العديد من الأندية الإماراتية والمنتخبات الوطنية، وكان شاهداً ومساهماً في بروز العديد من اللاعبين وتطور اللعبة بالدولة وكوادرها الفنية.

