شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، منافسات اليوم الثاني لبطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو، التي تختتم اليوم بمركز أبوظبي الدولي للمعارض، بمشاركة 960 لاعباً يمثلون 51 دولة حول العالم.
وشهد سموه عدداً من المنافسات، من بينها مباريات لعدد من لاعبي الإمارات، كما اصطحب سموه انجاله الذين كانوا برفقته ليقفوا على مقربة من البساط، ليتعرف انجاله عن قرب على اللعبة، خاصة أن سموه سبق أن أكد أنه والأسرة يمارسون رياضة الجو جيتسو.
وكان وجود سموه بمقربة من البساط، أبلغ رسالة وجهها إلى رياضيي الإمارات وإلى العالم، حول شغف سموه بالرياضة والرياضيين، كما كان بمثابة دعوة لكل الأسر من مواطنين ومقيمين، ليحذوا حذو سموه في الانخراط بالرياضة، إضافة إلى الرسالة الأهم، والتي تمثلت في حرص سموه على حضور منافسات البطولة، في تأكيد للعالم على أن الإمارات تولي الرياضة أهمية كبرى، وأن كون أبوظبي باتت عاصمة الجو جيتسو على مستوى العالم لم يأت من فراغ، وإنما تحقق بفضل هذا الدعم السامي للعبة.
وكالعادة، نثر سموه بحضوره الفرح والسعادة في أرجاء القاعة رقم 12 بمركز المعارض وبادل اللاعبين والجماهير التحية، كما التقط سموه عدداً من الصور التذكارية مع بعض الجماهير واللاعبين. كما شهد المنافسات أمس عدد من مسؤولي الرياضة الإماراتية واللعبة، من بينهم محمد بن ثعلوب الدرعي رئيس اتحاد المصارعة والجودو والجو جيتسو، ومحمد إبراهيم المحمود نائب رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، وناصر التميمي أمين السر العام لاتحاد المصارعة والجودو والجو جيتسو، وأمل بوشلاخ أمين صندوق الاتحاد الآسيوي للجودو، وعدد من رموز ومسؤولي الحركة الرياضية ورؤساء الأقسام بمجلس أبوظبي الرياضي.
وستظل رياضة الجو جيتسو حالها حال كافة الرياضات- محظوظة بدعم ورعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وهو الدعم الذي كان له أكبر الأثر فيما حققته هذه الرياضة الناهضة من نجاحات باتت تباهي بها كافة الألعاب، ومن يتابع مسيرة هذه الرياضة لابد وأن يتوقف عند دعم سموه اللامحدود لها، والذي كان نقطة التحول الكبرى في مسيرتها، حيث اختزل هذا الدعم العديد من السنوات فبات اليوم يساوي عاماً، وبعد أن حلت اللعبة على الإمارات تنشد موطئاً، تحولت بعد فترة قصيرة إلى رياضة أساسية داخل الحدود، وسرعان ما اخترقت الحدود لتزدهر عالمياً، ولتصبح أبوظبي بالفعل عاصمة هذه الرياضة على مستوى العالم.
وما حدث مع الجو جيتسو يمثل نموذجاً يحتذى في غيره من الرياضات، فقد قدمت هذه الرياضة تحت مسمى «الجو جيتسو البرازيلية» وسرعان ما ارتدت ثوباً عربياً بفضل دعم ورعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي مهد للنجاح التربة الخصبة، لتنطلق اللعبة إلى آفاق رحبة، وما تحقق لها في أبوظبي قد يفوق ما توافر لها عبر سنوات عمرها الطويل.
وقد تنوع دعم سموه لهذه الرياضة، غير أن دعمه المعنوي يظل ركيزة النجاح الأساسية، وليس أدل على ذلك من التصريحات التي أدلى بها سموه، على هامش ختام بطولة العالم الأولى للمحترفين للجيو جتسو البرازيلي، والتي يستحضرها اللاعبون والمهتمون باللعبة عند كل مناسبة، حين أكد سموه أنها من الرياضات المهمة والتي يمارسها شخصيا وأسرته نظرا لما فيها من خصوصية رياضية ولإمكانية ممارستها على كافه المستويات والأعمار، وكانت تلك العبارة وحدها كافية لتنطلق اللعبة من أسرها ولتخطو للأمام في ثبات.
ويسدل اليوم الستار على منافسات البطولة بالأدوار التمهيدية للمحترفين، ورصدت اللجنة المنظمة للبطولة مليون دولار كجوائز نقدية للأبطال، وخصصت اللجنة ما بين 30 ألف دولار للمركز الأول وتتدرج الجوائز حتى 500 دولار، فيما يحصل أبطال بعض الأوزان على 4 آلاف دولار أميركي لمنافسات المركز الأول (فئة 5 نجوم و 4 نجوم)، وحملة الحزام البني والأسود والوزن المفتوح، و1000 دولار للمركز الثاني.
أما الفئة الثانية فقد تم رصد مبلغ 15 ألف دولار للأوائل، والمستوى الثاني 750 دولاراً، وتفاوتت القيمة المالية لبقية الأوزان الرئيسية. وتقام المنافسات النهائية من العاشرة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، بمشاركة صفوة اللاعبين حول العالم، من بينهم عدد من لاعبي الإمارات الذين تأهلوا للنهائيات.
وتشهد المنافسات اليوم، الفئات كافة، وأولها الحزام الأبيض، الذي يتضمن 7 أوزان، إضافة إلى وزن تحت 100 كجم، ووزن فوق 100 كجم، ثم الوزن المفتوح، فيما تقام منافسات السيدات في ذات الفئة بخمسة أوزان إضافة إلى الوزن المفتوح.
وتتضمن منافسات الحزام الأزرق 7 أوزان إضافة إلى وزن فوق 100كجم، والوزن المفتوح، وفي الحزام الأرق للسيدات تقام المنافسات في 5 أوزان إضافة إلى الوزن المفتوح، كما تقام منافسات الحزامين الأبيض والأزرق للأساتذة فوق 40 سنة، وتشمل 7 أوزان إضافة إلى وزن فوق 100 كجم، والوزن المفتوح.
أما منافسات الأحزمة البنفسجي والبني والأسود، فتقام في 7 أوزان إضافة إلى وزن فوق 100 كجم والوزن المفتوح، سواء للرجال أو السيدات.
البرازيل تتفوق بقوة في الأدوار التمهيدية
ضربت البرازيل بقوة أمس في منافسات الأدوار التمهيدية، ما ينبئ بسيطرة شبه تامة لنجوم السامبا على النهائيات اليوم، في ظل العدد الكبير من اللاعبين المتأهلين للنهائيات.
وبالرغم من الآمال المعلقة على لاعبي الأبيض، إلا أن المد البرازيلي يبدو قوياً على الجميع، ومن بينهم لاعبونا، خاصة في ظل الخبرات التاريخية للاعبي البرازيل الذين يسبقون لاعبينا بسنوات عديدة، وحتى ساعة متأخرة من مساء أمس، كان لاعبو الإمارات يصارعون للصعود إلى النهائيات، وقدموا مستويات لافتة للغاية، غير أن عدداً من بينهم لم يوفقوا في التأهل، فيما اكتفى آخرون بالحصول على الميدالية البرونزية، كانت أبرزها برونزية محمد الزعابي ضمن وزن تحت 70 كجم للحزام الأزرق.
وكان كل من فيصل الكتبي ومحمد القبيسي وخليفة المزروعي وحسن الرميثي وشمسة حسن، قد حققوا انتصارات مهمة، غير أنه حتى ساعة متأخرة من المنافسات، لم تتضح صورة التأهل والميداليات لكل منهم، ومع وصول البطولة إلى محطتها الأخيرة اليوم سيقف الجمهور على حصاد أبناء الإمارات الذين ظهروا بصورة مشرفة للغاية، بالرغم من إخفاق بعضهم في التأهل كما حدث مع علي الدرعي وطالب الكربي وسعود الحمادي.
وكان لاعبو «الأبيض» قد خاضوا استعداداً مكثفاً قبل بطولة كأس العالم من خلال التدريبات اليومية في الصالة الرئيسة لاتحاد المصارعة والجودو والجو جيتسو بمنطقة المشرف في أبوظبي، إضافة إلى المعسكر الخارجي بولاية نيويورك الأميركية.
ويتكون المنتخب الإماراتي من اللاعبين: فيصل الكتبي الذي شارك ضمن منافسات الحزام البنفسجي تحت وزن 98 كجم، ويحيى الحمادي في منافسات الحزام نفسه لوزن فوق 98 كجم، وطالب الكربي الذي يلعب بوزن تحت 70 كجم، وفي منافسات الحزام الأزرق كل من حسن الرميثي في وزن تحت 70 كجم ومحمد الزعابي في الوزن نفسه، وعلي الدرعي في وزن تحت 68 كجم، وأخيرا محمد المزروعي في منافسات الحزام الأبيض في وزن تحت 92 كجم، فيما تمثل الإمارات في منافسات السيدات، البطلة الواعدة شمسة حسن، صاحبة ذهبية كأس أبوظبي الأخيرة.
وشارك لاعبونا في أكثر من بطولة قبل معسكر نيويورك، على رأسها بطولة أوروبا المفتوحة التي استضافتها البرتغال في الخامس والعشرين من يناير الماضي، كما شارك لاعبونا في بطولة هيوستن المفتوحة وحققوا نتائج متميزة حيث حلق يحيى الحمادي بذهبية وزن فوق 98 كجم للحزام البنفسجي، وحقق فيصل الكتبي الإنجاز نفسه عندما فاز بذهبية وزن تحت 98 كجم، وحصل طالب الكربي على جائزة أفضل لاعب في البطولة.
وأياً كانت نتائج الأبيض في البطولة، فإن القائمين عليه، يدركون أن الفريق لا يزال في مرحلة البناء، وأن القاعدة الثرية من اللاعبين التي تمثل خط الإمداد للمنتخب الأول، تبعث على التفاؤل بمستقبل واعد، تتسيد فيه الإمارات، لعباً و«جغرافيا».
طحنون بن زايد يبدي إعجابه بانتشار اللعبة
يرتبط الجو جيتسو، ارتباطاً وثيقاً باسم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، رئيس هيئة طيران الرئاسة، بوصفه الأب الروحي للعبة، والذي فتح الأبواب الإماراتية أمامها، بعد أن مارسها لفترة في الخارج، ووجد فيها ما ينشده من بناء الإنسان جسمانياً وسيكولوجياً، فأتى بها إلى الإمارات، لتنتشر بسرعة الصوت، ولتصبح في مقدمة الرياضات، كما أن سموه من الأسماء المهمة في اللعبة عالمياً، وله بعض القوانين التي تحمل اسمه في سجلات البطولة عالمياً.
وبالأمس، شهد سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان جانباً من منافسات البطولة، كما التقى سموه لاعبي المنتخب الإماراتي، وعدداً من الوفود والبعثات المشاركة.
وفي تصريحات له على هامش البطولة، رفع سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عرفاناً بما يقدمه من دعم كبير للرياضة والرياضيين، يصب في صالح بناء الإنسان المتكامل، كما ثمن جهود الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ودعمه اللامتناهي للرياضة عامة ولرياضة الجو جيتسو بصفة خاصة.
كما أبدى سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، إعجابه بالتطور اللافت لبطولة العالم، وانتشار اللعبة بالدولة بشكل يدعو للإعجاب، خاصة في ظل وجود قاعدة عريضة وثرية من اللاعبين في مختلف الأعمار، وحث سموه الشباب على الاهتمام بممارسة الرياضة، لا سيما في ظل الإمكانيات التي توفرها الدولة.
ويعد سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان العاشق الأول لهذه الرياضة الصعبة، وقد واجه سموه الكثير من التحديات الصعبة من أجل الوصول لهذه المكانة في عالم رياضات الفنون القتالية، وهو الأب الروحي لهذه الرياضة ليس في الإمارات فقط، وإنما في الشرق الأوسط بشكل عام، ويكفي أن يعرف المشتاقون لدخول عالم الجو جيتسو أن سموه بدأ التدريب بشكل محترف على فنيات هذه الرياضة في عام 1990، وتدرج سموه ليصل إلى أعلى درجات الاحتراف وليحصل على الحزام الأسود معتليا بذلك قمة هرم عالم الجو جيتسو.
ناشئونا يكتسحون منافسات الصغار
اكتسح ناشئو الإمارات منافسات الصغار في التحدي العالمي للجو جيتسو، الذي انطلق أول من أمس، وشهد في يومه الأول ثلاث فئات، للشباب والناشئين، والمبتدئين، وقد جاءت الصدارة الإماراتية برصيد 48 ميدالية متنوعة، حققتها مواهب الإمارات من المدارس ومراكز النخبة، وتضمنت الميداليات 12 ميدالية ذهبية، و14 فضية و22 برونزية.
وكانت فئة الناشئين الأكثر تحقيقاً للميداليات، حيث جمع لاعبو الإمارات في هذه الفئة 16 ميدالية، كان من بينها 5 ذهبيات و6 فضيات و5 برونزيات، فيما حقق المبتدؤون 13 ميدالية، منها 4 ذهبيات و3 فضيات و6 برنزيات، أما الشباب فحققوا 19 ميدالية متنوعة، منها 3 ذهبيات و5 فضيات و11 ميدالية برونزية.
أجمع المشاركون في البطولة العالمية لمحترفي الجو جيتسو أن ما حققته أبوظبي للعبة، يفوق ما تحقق لها طوال تاريخها قبل القدوم إلى هنا، وأن عرش اللعبة انتقل إليها عن جدارة، لأنها قدمت للجو جيتسو الكثير.
أكد البطل العالمي جياو مياو أنه سعيد بما تفعله أبوظبي للجو جيتسو، وأنه عن نفسه فخور بذلك، وارتبط كثيراً بعاصمة الإمارات التي شهدت تحقيقه إنجازات عريضة. وقال: عندما ألعب هنا، يكون الأمر مختلفاً، لأنني أدرك أنني في بلد يقدر اللعبة فعلاً، ويتبناها على أعلى مستوى، ولا شك أن هذا العدد الكبير من اللاعبين المشاركين في البطولة هو دليل على ما فعلته أبوظبي للجو جيتسو.



