بعد راحة قصيرة من عناء 5 أيام مثيرة قطعوا خلالها مسافة 2000 كيلومتر في واحد من أصعب التضاريس الصحراوية على مستوى العالم، في منافسات رالي أبوظبي الصحراوي 2012، الذي أقيم مؤخراً في العاصمة، تحدث رواد الراليات الصحراوية الإماراتيون عن أملهم برؤية المزيد من المتسابقين المواطنين في النسخ المقبلة من الحدث الكبير الذي اكتسب سمعة عالمية لصعوبته البالغة بل يمكن القول بأنه الأصعب كونه يتطلب مجهوداً فنياً وبدنياً عالياً جداً، وعندما تختلط الكثبان الرملية الشاهقة مع درجات الحرارة العالية في صحراء الربع الخالي ناهيك عن طول المراحل، فإن مجرد إكمال الرالي حتى نهايته يعد إنجازاً في ظل تلك العوامل مجتمعة. وفي الحقيقة فإن رالي أبوظبي الصحراوي أكثر من مجرد منافسة محتدمة بين مجموعة من عظماء هذه الرياضية، فكل منهم مطالب بتقديم أداء استثنائي وتركيز عقلي ونفسي في أعتى الظروف الصحراوية.
انجاز
وفي سباق هذا العام حققت رياضة الراليات الإماراتية إنجازاً يحتذى به حيث نجح ٪85 من المواطنين المشاركين في الرالي في إكماله حتى خط النهاية مقارنة بنسبة ٪70 كمتوسط إكمال الرالي لعموم المشاركين من كافة الجنسيات الأخرى، كما أن بعض المواطنين شرفوا الرياضية الإماراتية باعتلائهم مراتب متقدمة في الرالي، حيث احتل خليفة المطيوعي سائق المركز الثاني على لائحة الترتيب العام للرالي علماً بأنها المشاركة الأولى له بعد انقطاع دام 7 سنوات، كما فاز يحيى بلهيلي بالمركز الأول لفئة T2، بينما فاز أحمد الفهيم المركز الأول عن فئة T3، في وقت فاز عبيد الكتبي بالمركز الأول عن فئة الدراجات الرباعية.
وفي تعليقه على نسخة هذا العام قال المتسابق يحيى بلهيلي والذي شارك في جميع نسخ رالي أبوظبي الصحراوي منذ تأسيسه: أشعر بالفخر والاعتزاز بأن أمثل وطني في هذا الرالي وأنجح في تسجيل الأرقام المشرفة، ومجرد المشاركة إنجازاً لإنه واحد من أصعب الراليات ولهذا فقد نجح في استقطاب أعظم وألمع الأسماء في هذه الرياضية.
ومن جانبه قال أحمد الفهيم: لقد نجح أبناء الإمارات في وضع بصمتهم على خارطة النجاح في نسخة هذا العام، ولا أرى سبباً منطقياً يدعو البعض للاعتقاد بأننا غير قادرين على مواجهة أبطال العالم، فقد نجحنا فعلاً، وهناك العديد من المواهب الوطنية الواعدة، يمارسون الرياضات الصحراوية فعلياً وكثير منهم يمتلك دراجة صحراوية أو رباعية، وسيكون أمراً رائعاً أن أرى المزيد من التمثيل الإماراتي في النسخ المقبلة.
وأما خليفة المطيوعي الذي سرق الأضواء الإعلامية هذا العام نظراً لخوضه منافسة محتدمة مع المتصدر جان لويس شليسر والذي فاز بنسخة هذا العام عن فئة السيارات، والمطيوعي البطل المتوج من الاتحاد الدولي للسيارات للعام 2004 عاد إلى عالم الراليات بقوة بعد انقطاع دام سبع سنوات، وفي تعليقه حول مشاركة هذا العام قال: أمر هام وحيوي مشاركة السائقين الإماراتيين الشباب من صغار السن ليس فقط في رالي تحدي أبو ظبي الصحراوي بل في جميع الأحداث المتعلقة في رياضة السيارات فهم الذين سيكملوا المشوار الذي بدأه عدد كبير من مواطنيهم قبلهم، مع ضرورة تقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة للسائقين الناشئين لأن المشاركة في هذه الرياضة المرتفعة التكاليف ليس بالأمر السهل.
مشاركة
وفي وقت سابق من هذا العام أصبح محمد البلوشي أول إماراتي في التاريخ يشارك في فئة الدراجات لرالي دكار، الأمر الذي يجعله في موقع يسمح له بالحديث عن موقع رالي أبوظبي الصحراوي على الخارطة العالمية، وأفكاره عن أقرانه المواطنين الذين قد يشاركون في المحافل الرياضية رفيعة المستوى، قال: رالي أبوظبي الصحراوي طويل وصعب للغاية، ويجب على المتسابق أن يكون مؤهلاً بدنياً ونفسياً لخوض غمار المنافسة، إنها خمسة أيام من مصارعة تضاريس بالغة الصعوبة، وكانت فرصة عظيمة للشباب الإماراتي لخوض تجربة مذهلة، لقد عشنا وترعرعنا في الصحراء وهذه هي تضاريس وطننا لذا فعلنا تشريف بلادنا بمزيد من المشاركة الفاعلة في هذا الحدث الرياضي الرفيع.
