تختتم اليوم في الرابعة عصراً فعاليات رالي أبوظبي الصحراوي 2012 مع توجه جميع المشاركين في هذا الحفل الرياضي الضخم شمالاً من معسكر الرالي في صحراء الربع الخالي إلى العاصمة أبوظبي لحفل الاختتام الرسمي في نادي اليخوت بحلبة مرسى ياس.
تقام منافسات رالي أبوظبي الصحراوي 2012 تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيّان، ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية، ورئيس مجلس إدارة هيئة البيئة، وبتنظيم نادي الإمارات للسيارات والسياحة الذي يترأسه مؤسس رالي أبوظبي الصحراوي محمد بن سليّم، إضافةً لدعم عدد من الشركاء الرسميين كهيئة أبوظبي للسياحة، نيسان، أدنوك، أبوظبي للثقافة والتراث، وطيران أبوظبي.
رالي أبوظبي الصحراوي هو احد أقوى الراليات في العالم وطالما جذب إليه أفضل متسابقي الرالي من حول العالم للتنافس على أقسى وأصعب التضاريس الصحراوية في المنطقة الغربية من أبوظبي لخمسة أيام متتالية. واليوم، يتم تتويج الأبطال في فئات السيارات والدراجات النارية.
تم تسمية المرحلة الأخيرة من رالي أبوظبي الصحراوي 2012، والتي تمتد على مسافة 287كلم باسم "طيران أبوظبي"، وذلك لما تقدمه الشركة من خدمات تعد الأهم على الإطلاق، حيث تقوم الشركة بتقديم فرق البحث والإنقاذ الجوي. وستنهي هذه المرحلة الجولة الافتتاحية من بطولة العالم للراليات من الاتحاد الدولي للدراجات النارية، والجولة الثانية من بطولة كأس العالم للراليات من الاتحاد الدولي للسيارات.
بعد خمسة أيام من المنافسات القوية ضد الصحراء وضد بعضهم البعض، اقترب ما تبقى من المتسابقين للوصول الى خط النهاية في رالي ابوظبي الصحراوي 2012. لم يتبق سوى 287 كلم، وكل من جيان لويس تشلسير، مارك كوما، وعبيد الكتبي يتصدرون قائمة الترتيب في فئة السيارات، والدراجات النارية، والدراجات الرباعية قبل الانطلاق لآخر مراحل الرالي «طيران ابوظبي».
وكانت منافسات اليوم هي الأصعب على الإطلاق حيث امتدت المرحلة على طوال 317 كلم دافعةً المتنافسين وآلاتهم لأقصى حدود التحمل قبل الانطلاق غداً من المنطقة الغربية الى منطقة الظفرة. وقد تم تسمية هذه المرحلة الصعبة باسم «نيسان» التي ساندت الرالي لسنوات عديدة وقدمت سيارات باترول كالسيارة الرسمية للمسؤولين في الرالي.
وكان للمطيوعي عودة قوية لعالم الراليات خلال المراحل السابقة، ولكنه واجه بعض المشاكل امس حين علقت سيارته في الرمال مما سيؤثر على طموحه بالعودة والفوز باللقب. ومع ذلك، لا تزال النتيجة التي حققها كافية لتوسيع الفرق بينه وبين المتواجد في المركز الثالث حالياً الفرنسي باتريك سيريجول.
وقبل اليوم الأخير من الرالي، يتطلع جيان لويس تشلسير لإحراز الفوز السادس له برالي ابوظبي الصحراوي منذ العام 2003. فتمكن الفرنسي من تصدر مرحلة «نيسان» بفارق 21 دقيقة امام خليفة المطيوعي، ليوسع الفارق الإجمالي بينه وبين المطيوعي الى 38 دقيقة و3 ثوان.
تأكيداً على صعوبة هذا الرالي على المتسابقين ومركباتهم على حد سواء، لم يتبق في فئة السيارات سوى 60% من السيارات التي بدأت الرالي قبل اربعة ايام، سبعة منها لمتسابقي الشرق الأوسط. ست منها لمتسابقين إماراتيين والسابعة للمتسابق السعودي ابراهيم المهنا.
كما تمكن بطل العالم الحالي لراليات الدراجات النارية، هيلدر رودريغز، من الفوز بأول مرحلة له منذ انطلاق المنافسات، متقدما على بطل رالي ابوظبي الصحراوي للعام الماضي مارك كوما، الذي انهى مرحلة امس بعد 15 دقيقة و26 ثانية خلف رودريغز. ولكن لم يكن ذلك كافياً لإزاحة كوما من المركز الأول في الترتيب الإجمالي لهذه الفئة.
قبل انطلاق المرحلة الأخيرة، لا يزال الإسباني متقدماً على مواطنه خوان بيريدا بورت بزمن قدره 6 دقائق و34 ثانية وعلى البرتغالي المتواجد في المركز الثالث باولو جوكافيس، بمدة قدرها 8 دقائق و25 ثانية، بينما يتواجد احد المتسابقين من الإمارات شون جوجيان في المركز السابع مع تقدم الإماراتي محمد البلوشي للمركز الثالث عشر.
وعقب الإنتهاء من المرحلة، قال كوما «كان يوماً طويلاً، وقد افتتحنا المسار لباقي المتسابقين مما ادى لفقدان بعض الوقت، ولكن لاتزال الأمور على ما يرام. اليوم سيكون المسار اطول، ومن الممكن ان نفقد بعض الزمن مجددا، وكذلك باقي المتسابقين، مما يجعل الأمور متوازنة بعض الشيء».
بالنسبة لسباستيان حسيني، كانت مرحلة «نيسان» سيئة للغاية، حيث عانا من كسر في نظام التعليق لدراجته الرباعية، مما اكد على سيطرة الإماراتي عبيد الكتبي لفئة الدراجات الرباعية. فمع عروض الكتبي السابقة وما تعرض له حسيني في هذه المرحلة، يتمتع الكتبي الآن بالصدارة، بزمن مقداره ساعة و50 دقيقة امام اقرب المنافسين اليه البولندي لوكاز لاسكاويتش.
ومع هبوط حسيني للمركز الثامن، تمكنت كاميليا ليباروتي من القفز للمركز الثالث مما يعزز امكانيتها بالوصول لمنصة التتويج للعام الثاني على التوالي، وتتواجد متسابقة اخرى حالياً في المركز الخامس، وهي الألمانية اندريا ماير، والتي تطمح بالوصول لمنصة التتويج من خلال الحصول على احد المراكز الثالث الأولى مع نهاية منافسات المرحلة الأخيرة.
ولرالي ابوظبي الصحراوي مكانة خاصة في قلوب المتسابقين الإماراتيين الذين يشاركون كل عام، فهو فرصة لا تعوّض لمنافسة افضل سائقي العالم على ارض الوطن، وعلى كثبان رملية تغطي مسافة 1520 كلم من مراحل الرالي، مما يعطي المتسابقين الإماراتيين الأفضلية على اقوى الأسماء لخبرتهم بهذه النضاريس.
محمد بن سليم: الرالي اختبار حقيقي لقدرات المتسابقين الذهنية والبدنية
قال مؤسس رالي أبوظبي الصحراوي ورئيس نادي الإمارات للسيارات والسياحة محمد بن سليم عن آخر مرحلة للرالي: "إن رالي أبوظبي الصحراوي اختبار حقيقي لقدرات المتسابقين البدنية والذهنية، فهم يتسابقون على اقسى التضاريس والأجواء المناخية على الإطلاق، وجميع المشاركين على دراية تامة بالأخطار التي يمكن أن تواجههم في هذا التحدي."
وأضاف بن سليّم: "مشاركة طيران أبوظبي أساسية للغاية لسلامة المتسابقين، وفي مشاركتهم الأولى كالمزود الرسمي والوحيد تمكنوا من رفع معايير البحث والإنقاذ لمستوى عال واحترافي للغاية».
كما قال رئيس فرقة البحث والإنقاذ غس دوثي الذي يشارك للمرة العاشرة في رالي أبوظبي الصحراوي: "ان مروحيات طيران ابوظبي من الطراز الأول وذات تقنية متقدمة للغاية ، وقدرة الطيارين رائعة واحترافية في اصعب المواقف، واشتراك الشركة في هذا الحدث كان مهماً جداً لإنجاحه بأعلى المقاييس».
وبعد قضاء أربعة أيام في التضاريس القاسية والحرارة الشديدة لصحراء المنطقة الغربية، سيتوجب على المتسابقين الباقين في المنافسة أن ينطلقوا للمرحلة الأخيرة التي تبلغ 287 كلم في تمام الساعة السابعة صباحاً من معسكر الرالي للمرة الأخيرة.
تتواجد نقطة الانطلاق من المعسكر بالقرب من منتجع قصر السراب الفخم، وسينطلق المتسابقون الى الكثبان الرملية الحمراء للربع الخالي متخذين مساراً بعكس عقارب الساعة إلى أولى النقاط التي يمكن للجمهور رؤية المتسابقين فيها والتي تبعد 14 كلم من محطة أدنوك بمنطقة حميم. من هناك، يتوجه المتسابقون شمالاً ولمسافة 124 كلم باتجاه أبوظبي. ومن ثم يتخذ المتسابقون طريقاً متعرجاً يمر بالقرب من منطقة أخرى للجمهور عند المخرج 65
على طريق حميم، وعلى بعد 20 كلم من متحف الإمارات الوطني للسيارات تتواجد نقطة اخرى للجمهور، وكلتا النقطتين هما الأفضل على الإطلاق لكل من يود الاقتراب من إثارة آخر مرحلة من رالي ابوظبي الصحراوي 2012. ومن المتوقع ان يصل متصدرو المرحلة الى منطقة الظفرة على اطراف العاصمة ابوظبي في تمام الساعة العاشرة صباحاً منهين بذلك النسخة الثانية والعشرين لأقوى الراليات الصحراوية في العالم.
سينهي المتسابقون رالي أبوظبي الصحراوي 2012 بتوجههم إلى حلبة مرسى ياس، موطن جائزة طيران الاتحاد الكبرى للفورملا واحد، وليتمكن الجمهور من مشاهدتهم لمرة أخيرة أثناء توجههم لمنصة الرالي الرسمية ومن ثم انطلاق حفل توزيع الجوائز على ابطال النسخة الثانية والعشرين من رالي ابوظبي الصحراوي والذي سيقام بنادي اليخوت بمرسى ياس في تمام الساعة الرابعة والنصف عصراً.

