عاشت بعثة النادي الأهلي المتواجدة بالعاصمة المالية باماكو، ليلة «مرعبة» مساء الاثنين، بعد اشتباكات دارت بين قوات الرئيس السابق أمادو تومانى ماريكو، وقوات المجلس العسكري المسيطر على مقاليد الأمور في البلاد.

وقالت صحيفة المصري اليوم إن الأحداث بدأت حوالي الساعة الثامنة وعشر دقائق بتوقيت مالي، حيث سمعت أصوات أعيرة نارية كثيفة، وفي نفس التوقيت بدأ تحرك ملحوظ من قوات الجيش المالي بالقرب من الفندق الذي تقيم به البعثة الإعلامية، حيث أخذ بعضهم وضع الدفاع بعدما تحصنوا بالمباني المحيطة، وآخرون لجأوا للهجوم، وفي الوقت نفسه ظهرت بعض السيارات تحمل جنوداً مسلحين، حيث تم التأكد من اشتباكات عسكرية ستشتعل.

ومع تزايد حدة الأحداث أصيب الجهاز الفني ولاعبي الفريق بصدمة ورعب، مما دفع المستشار شادي الشرقاوي، القنصل المصري والقائم بأعمال السفير، لطمأنتهم ومطالبتهم بعدم الخروج نهائياً من الفندق، وهو ما دفعهم لإلغاء الخروج لأحد المطاعم لتناول وجبة العشاء والاكتفاء بأكل الفندق.

وحرص كل لاعب على البقاء في حجرته لمتابعة الأحداث من خلال الإنترنت، وفي نفس التوقيت جلس الجهاز الفني والمهندس خالد الدرندلي، رئيس البعثة، في بهو الفندق، لتدبير أمور البعثة، بعدما تلقوا أكثر من اتصال من القاهرة للاطمئنان عليهم.

وازدادت صدمة البعثة بعد علمهم بغلق مطار باماكو من قبل القوات الموالية للرئيس المخلوع، وصعوبة سفرهم، الثلاثاء، وهو ما دفع الدرندلي للاستفسار من حسن حمدي، رئيس النادي، عن إمكانية إرسال طائرة خاصة إلى إحدى الدول المجاورة لمالي سواء السنغال أو بوركينا فاسو، على أن تستقل البعثة باصاً لهذه الدولة، وهو ما تأكد صعوبته، خاصة أن حدود السنغال أقرب الدول لمالي تصل إلى 1000 كيلو، وهو ما دفع الجهاز الفني واللاعبين للاستسلام للأمر الواقع والخلود للنوم، على أمل حدوث أي جديد في صباح اليوم التالي.

كما حرص بعض أفراد الجالية المصرية على الذهاب لمقر إقامة البعثة لزيادة طمأنة أفرادها حيث حرص المهندس طارق لمعي ومعه زملاؤه محمود إسماعيل ومحمود هارون وحسين جميل وحاتم أبو العينين، على الذهاب لمقر إقامة البعثة والبقاء معهم لإزالة أي خوف لديهم وتلبية احتياجاتهم من شراء بعض كروت شحن الهواتف أو بعض المتعلقات الشخصية، مؤكدين لهم أنها أمور عادية ولن تدوم كثيراً.

كما حرص سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالنادي الأهلي، على الاطمئنان على البعثة الإعلامية المتواجدة بفندق آخر أكثر من مرة، وطالبهم بضرورة الحضور، والبقاء مع الجهاز الفني واللاعبين، وهو ما رفضه القنصل المصري وأكد أن خروج أي شخص في الوقت الحالي خطر على حياته.

ومع اقتراب الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، عادت الطلقات النارية بكثافة وتحركات كبيرة من أفراد الجيش وسط شوارع العاصمة، وهو ما جعل البعثة تعلم يقيناً صعوبة مغادرتها مالي في ظل الوضع المضطرب بمالي خاصة بعد سيطرة المتمردين على مطار باماكو.

وأكد القنصل المصري في مالي شادي الشرقاوي أن السفارة تبحث عن أية حلول لإنهاء الأزمة وإخراج بعثة الأهلي بأمان لكن الأمور حتى الآن مازالت مجمدة في ظل إغلاق المطار ورفض الخطوط الطيران التونسية القدوم إلى مطار مالي تحسباً لعدم السماح لها بالهبوط .
وقال الموقع الرسمي للأهلي إن حالة الجو غير المستقرة التي سادت مدينة باماكو صباح اليوم من أمطار و برق ورعد لا تزال مستمرة .

فيما قال محمود علام مدير عام الأهلي : "الوضع بالفعل صعب جدا والبعثة محاصرة في الفندق هناك".وتابع "تأخر الوقت يجعلنا عاجزين حاليا عن اتخاذ إجراءات، لكننا نعمل حتى نحل الموقف". وكشف علام عن أن القنصل المصري كذلك في الفندق حاليا، محاصر مع أفراد البعثة.

وكان الأهلي قد خاض مباراة مع الملعب المالي وفشل في العودة إلى مصر بسبب الظروف المناخية السيئة لمالي.

و أجرى الكابتن حسن حمدي رئيس النادي اتصالات بالمسؤولين بالمجلس العسكري ووزارة الخارجية للمزيد من الاطمئنان على بعثة النادي الأهلي في مالي وحصل على تأكيد من المجلس العسكري على أن هناك طائرة حربية من الممكن إرسالها للعودة ببعثة النادي الأهلي من مالي وأن المسؤولين ينتظرون تحسن الأحوال الجوية لإرسال الطائرة للعودة بالبعثة.

ومن جانبه قال المستشار شادي الشرقاوي، القائم بأعمال السفير المصري في مالي، إن مشكلة جديدة تعرضت لها بعثة الأهلي، بعدما تم إغلاق المجال الجوي في البلاد.

وكان الأهلي قد أكد حصوله على تأكيد من المجلس العسكري بإمكانية إرسال طائرة حربية إلى مالي من أجل إعادة بعثة الأهلي إلى مصر. وأوضح الشرقاوي: «هناك احتمال بهبوط الطائرة في إحدى الدول القريبة المجاورة لمالي، ولكن تبقى مشكلة نقل البعثة لهذه الدولة».

ولفت الشرقاوي إلى أن أبيدجان قد تكون الأقرب لهبوط الطائرة العسكرية، وينتظر التحدث مع مسؤولين في باماكو للسماح للبعثة باستقلال سيارات لنقلهم إلى أبيدجان. وشهد محيط السفارة المصرية في مالي، إطلاق نار كثيفًا من جانب قوات الرئيس السابق، والمجلس العسكري المسيطر على البلاد، كما سيطر الأخير على مبنى الإذاعة والتلفزيون هناك.

من ناحية أخرى، أجرى عماد البناني، رئيس المجلس القومي للرياضة، اتصالًا هاتفيًا بالبعثة للاطمئنان عليها، ووعدهم بالعمل على حل الأزمة سريعًا.