نجح العملاق البافاري بايرن ميونيخ الألماني في خطف بطاقة الصعود إلى نهائي دوري الأبطال من ملعب السانتياجو بيرنابيو بعد فوزه على ريال مدريد الاسباني بضربات الترجيح (3/1) بعدما انتهت المباراة بوقتيها الإضافيين بتقدم الريال بهدفين مقابل هدف وحيد.

سجل هدفي الريال البرتغالي كريستيانو رونالدو في الدقيقتين (5 من ضربة جزاء، 14) بينما سجل للبارين الهولندي اريين روبين من ضربة جزاء (27)، ليلتقي تشلسي الانجليزي الذي حجز مقعده في النهائي أول أمس على حساب برشلونة الاسباني الشهر القادم على معقله بالاليانز ارينا .

حفلت المباراة في مجملها بندية وإثارة من الفريقين خاصة في شوطها الأول الذي قدم فيه الفريقان الكبيران كرة قدم للتاريخ من حيث الإثارة والمتعة والفرص السانحة للتسجيل قبل أن تخونهما اللياقة البدنية في الأشواط التالية أو ربما الخوف على بطاقة التأهل.

الشوط الأول

ظهرت من البداية نية الريال على الهجوم بشكل مكثف عن طريق جبهتي الملعب خلف ظهيري البارين أملاً في إيقاف مصدر الخطورة الرئيسي لدى البافاريين، فلعب رونالدو على الطرف الأيسر خلف فيليب لام و دي ماريا في الناحية اليمنى بغية إيقاف ألابا، و في أولى الهجمات في الدقيقة 3 مر الجناح الأرجنتيني وراوغ ألابا ثم مرر لسامي خضيرة القادم من الخلف داخل المنطقة لكنه سدد الكرة ضعيفة في يد نوير.

لم يتأخر الريال في تشكيل خطورة على البايرن ففي الدقيقة الخامسة تسلم دي ماريا كرة ألونسو الطولية وسدد كرة قوية لترتطم بيد ألابا وهي في طريقها للمرمى احتسبها الهنجاري فيكتور كاساي ضربة جزاء نجح رونالدو إسكانها شباك الحارس نوير محرزاً الهدف الأول.

سريعا كفّر ألابا عن خطأ ركلة الجزاء بعدما قاد هجمة عنترية ومر من أكثر من مدافع ثم أرسل عرضية متقنة وصلت آريين روبين الخالي من المراقبة لكنه أطاح بالكرة أعلى العارضة ليضيع هدف محقق من البايرن عند الدقيقة الثامنة.

بعدها بأربع دقائق وقف كاسياس سداً منيعاً أمام تسديدة ماريو جوميز القوية لكنها ارتدت منه ونجح اربيلوا في تشتيتها لركنية من على قدم ريبيري لتضيع فرصة أخرى محققة من البايرن.

ورغم أن الأفضلية النسبية على أرضية الميدان مالت لصالح الفريق الضيف إلا أن رونالدو نحج في زيادة غلته من الأهداف في الدقيقة 14 بعد تمريرة أوزيل الرائعة محرزاً الهدف الثاني له ولفريقه والعاشر في مسابقة دوري الأبطال.

آثر تلاميذ مورينيو بعد الهدفين الرجوع إلى الخلف للحفاظ على بطاقة التأهل معتمدين على المرتدات عن طريق الرباعي الهجومي بنزيمه، رونالدو، اوزيل، ودي ماريا، ما أعطى الفرصة للفريق البافاري لفرض سطوته على اللقاء عن طريق الأجناب القوية التي يشغلها الابا وروبين في اليسرى وريبيري ولام في اليمنى.

وفي الدقيقة 20 بدت الخطورة أكثر على مرمى كاسياس في كرة حائرة بين الرؤوس نجح الدفاع في تشتيتها، بعدها مباشرة سدد جوميز كرة قوية مرت بجوار القائم، وفي ظل الاندفاع الهجومي من الفريق الضيف ارتكب المدافع البرازيلي الأصل البرتغالي الجنسية بيبي خطأ ساذجاً عندما تعمد دفع المهاجم ماريو جوميز من الخلف بعدما أرسل لام كرة عرضية فلم يتردد كاساي في احتسابها ضربة جزاء حولها بنجاح روبين داخل شباك كاسياس رغم انه كاد أن ينجح في التصدي لها، بعدها تعود المباراة لنقطة الصفر، لأن النتيجة صارت التعادل في مجموع المباراتين ولابد من حسم أحد الفريقين بطاقة العبور للنهائي الحلم.

بعد الهدف تبادل الفريقان الهجمات بطريقة سريعة وعانى دفاع الفريق المدريدي في التعامل مع سرعة أطراف البايرن فدانت السيطرة للبافاريين على أحداث الشوط أكثر، وحاول الريال تسجيل هدف الصعود فسدد رونالدو بجوار القائم ثم توغل بنزيمه من الناحية اليسرى وركن الكرة في الزاوية اليمنى للحارس نوير لكنها ضلت طريق الشباك في الدقيقتين (30،31).

وفي الوقت المتبقي من الشوط الأول الرائع من الفريقين كاد البايرن ان يسجل في مناسبتين، الأولى عن طريق انفراد لجوميز بعد بينية توني كروس غير أن كاسياس تصدى للكرة بصعوبة وارتدت إلى ربيري غير أن تشافي الونسو أبعدها في اللحظة الأخيرة (د34).

وفي الثواني الأخيرة من الشوط الأول عاد كاسياس ليحرم الفريق الألماني من إدراك التعادل عندما سدد روبين من مخالفة على حدود منطقة الجزاء لكن الحارس الأمين تصدى للكرة ببراعة لينتهي الشوط الأول بنفس نتيجة مباراة الذهاب الأسبوع المنصرم.

الشوط الثاني
تباين أداء الفريقين خلال شوطي المباراة، فبينما قدم الكبيران شوطا أول يدرس في كيفية لعب كرة القدم من سرعة ومهارة وفرص وأهداف، يبدو أن التعب نال من كليهما، وإن كان للريال عذر في تراجع مستواه البدني وهو الذي خاض ثلاث مباريات من العيار الثقيل خلال أسبوع واحد فما عذر البايرن الذي أراح لاعبيه الأساسيين أمام فيردر بريمن في الدوري الألماني؟

لم يشهد الشوط الثاني فرصاً كثيرة من الجانبين وكان ابرز تلك الفرص عن طريق رأسية جوميز بجوار القائم(48)، وانفراد روبين الذي عاد كاسياس وتألق في التصدي له (66)، اتبعتها عدة تسديدات بعيدة المدى من رونالدو لم تشكل خطورة كبيرة على مرمى الحارس نوير، وفي الدقيقة (86) كاد جوميز أن يفض الاشتباك ويقتنص بطاقة التأهل غير انه تباطأ في التعامل مع تمريرة روبين لينتهي الشوط الثاني ويؤجل الحسم لشوطين إضافيين.

الشوطان الإضافيان
لم يقو الفريقان على تقديم مباراة هجومية خلال الشوطين الإضافيين مفضلين الاحتكام لضربات الحظ الترجيحية فلم نشهد فرصاً حقيقية وإنما شاهدنا شبه فرصة وحيدة وحالة مثيرة للجدل، الفرصة شبه الحقيقية كانت عن طريق كاكا بعد عرضية جرانيرو روضها بالصدر لكنه فشل في التمرير لزميل من داخل منطقة الجزاء.

والحالة المثيرة كانت مطالبة لاعبي الريال بضربة جزاء في الدقيقة (117) بعدما تعرض جرانيرو للجذب من طرف حارس البايرن لكن الحكم لم يحتسبها، ليرتضى الفريقان بضربات الترجيح حكماً بينهما، فابتسمت للضيوف بعدما اخفق من جانب الريال (رونالدو، كاكا، راموس، بينما سجل تشافي الونسو) وسجل للبايرن ديفيد الابا ماريو جوميز شفانشتيجر، واخفق توني كروس والقائد فيليب لام.

ليظفر البايرن ببطاقة العبور للنهائي الحلم بين جماهيره في مواجهة البلوز تشلسي الذي رصد مالكه الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش عشرة ملايين استرليني للاعبين في حال الفوز باللقب الغالي، ويودع عملاقا كرة القدم الاسبانية الريال وبرشلونة بطولة كان يعتقد الكثيرون أنها في المتناول ويصعد فريقان كان الأقل حظوظاً على الأقل في جانب الترشيحات لكنها أحكام كرة القدم.