انحنى فريق سحرة كتالونيا المعرف عالمياً باسم برشلونة أمام الرغبة العارمة التي انتابت لاعبي غريمه اللدود ريال مدريد بهدفين لهدف في قمة الكرة العالمية، أحرز هدفي الريال كل من الدولي الألماني التونسي الأصل سامي خضيرة عند الدقيقة السابعة عشرة وأضاف الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو الهدف الثاني في الدقيقة الثالثة والسبعين، بينما أحرز هدف البلوجرانا الدولي التشيلي اليكسيس سانشيز في الدقيقة السبعين.
بالفوز الذي حققه الريال اصطاد كل العصافير الممكنة في المباراة، فقد اقترب بنسبة تقترب من الانتخابات العربية 99.9% من العودة لمنصات تتويج الليجا التي غابت عنه في آخر ثلاثة مواسم، أيضا عاد البلانكو للانتصار على منافسه في معقله بعد غياب خمس سنوات كاملة منذ آخر فوز حققه في 2007 بهدف البرازيلي باتيستا، كذلك كسر رقمه القياسي في عدد الأهداف في موسم واحد بوصوله للهدف 109، وانتزع رونالدو صدارة الهدافين من ميسي برصيد 42 هدفاً ونجح الريال في رفع رصيده إلى 88 نقطة في الصدارة، واتسع الفارق بينه وبين برشلونة إلى 7 نقاط.
الشوط الأول
ربما يعود لفوز الريال للطريقة التي اتبعها جوارديولا في المباراة بالاعتماد على ثلاثة مدافعين فقط وتحريكه للقائد كارلوس بويول للناحية اليمنى حتى يترك المجال للظهير الأيمن داني الفيش كي يتقدم كجناح أيمن ما كشف دفاعات برشلونة أمام مرتدات السريعة التي قادها باقتدار المكير مسعود اوزيل وأحرز هدفاً من إحداها وأضاع أكثر من هدف.
وحتى لا نبخس الريال حقه فلأول مرة منذ تولى جوارديولا تدريب الفريق تكون الغلبة الفعلية للريال معظم فترات المباراة إذا ما اتفقنا على أن نسبة الاستحواذ لا تعني شيئاً في عالم كرة القدم ما دامت لا تترجم لأهداف، والدليل الأكبر مباراة برشلونة أمام البلوز في ستامفورد بريدج، كذلك لم يدخر لاعب واحد من الريال نقطة عرق في المباراة وقدم كل منهم أقصى ما يستطيع من جهد وحافظ الجميع على الهدوء اللازم في المباريات الكبيرة وهو ما افتقده الملكي في معظم المباريات الأخيرة، وان كان السبب الأكبر هو التألق اللافت من تشافي الونسو وسامي خضيرة بغض النظر عن الهدف الذي سجله الأخير.
لم يترك أي من الفريقين الفرصة للآخر لالتقاط أنفاسه ولم تدخل المباراة في مرحلة ما يسمى بجس النبض، فسريعاً شكل الريال خطورة على مرمى فالديز (كعادة المباريات الاخيرة التي يدخلها الريال قوياً وسرعان ما يترك القيادة لميسي ورفاقه) وكانت اثر ركنية على رأس رونالدو أخرجها الحارس بصعوبة ركنية أخرى، وكأن مدافع الريال بيبي لم يعجبه الشكل الجيد الذي بدأ به فريقه المباراة عندما أخطأ في تمرير الكرة عند الدقيقة السادسة فخطفها الجناح المتقدم داني الفيش وانفرد بالمرمى غير أن كاسياس كان في الموعد وحرم برشلونة من التقدم المبكر.
مالت الأفضلية في الدقائق الأولى لتلاميذ البرتغالي مورينيو من حيث الخطورة لا الاستحواذ فسدد بنزيمه بيسراه (د 11) بين يدي فالديز، وسرعان ما ترجم الريال أفضليته إلى هدف (د 17) اثر ركنية لعبها دي ماريا على رأس المتقدم بيبي حولها باتجاه المرمى فشل فالديز في السيطرة على الكرة لتتهادى امام بويول الذي تباطأ في إبعادها ليضغط عليه سامي خضيرة ويعاند على الكرة ويحولها داخل الشباك الخالية محرزاً هدف التقدم للريال.
بهدف التقدم زاد الهدوء في صفوف لاعبي الريال وهذا أمر طبيعي ولكن غير الطبيعي ألا نشاهد ردة فعل ميسي ورفاقه ويبدو أن الإرهاق نال من الفتى الأرجنتيني الموهوب فللمباراة الثالثة على التوالي لا يكون في نصف مستواه المعهود رغم إحرازه ثنائية في مرمى ليفانتي لكنه كان خارج الخدمة، وجاءت المحاولة الأخطر لبرشلونة في المباراة وليس الشوط الأول من تمريرة ذكية من الساحر الأرجنتيني وضعت تشافي هيرنانديز وجهاً لوجه من الحارس ايكر كاسياس بيد أن الأخير تعملق وحولها ركنية لم يشاهدها الحكم واحتسبها ركلة مرمى (27).
استمرت الدقائق المتبقية على المنوال نفسه، سيطرة ميدانية للبلوجرانا دون خطورة تذكر بينما شكلت مرتدات الملكي خطورة كبيرة لأنها كانت تعتمد على أربعة لاعبين في مواجهة مثلهم من برشلونة ولو نجح اوزيل في تحويل عرضيته إلى بنزيمه الخالي (د43) لخرج الريال إلى غرفة الملابس وهو متقدم بهدفين غير أن الدولي الألماني فشل فيها لتضيع فرصة خطيرة على الريال.
الشوط الثاني
يبدو أن مورينيو حث لاعبيه على قتل سرعة المباراة فتكتل الريال أكثر في الدفاع محاولاً الحفاظ على هدف يساوي لقباً، مع نقل الهجمات سريعاً باتجاه بنزيمه ورونالدو لعل وعسى يخطف الهدف الثاني ويستريح، غير أن الشاب تيلو كاد يفشل ما خطط له مورينيو عندما تسلم تمريرة تياجو الكنتارا أفضل لاعبي برشلونة في اللقاء لكن الفتى الشاب انتابته الرعونة وسدد خارج المرمى رغم المكان المناسب للتسجيل (د54).
وعاد تياجو للتألق مجدداً لكن هذه المرة لينقذ فريقه من فرصة خطيرة عندما نجح في إبعاد الكرة من على قدم بنزيمه لحظة تمريرها باتجاه اوزيل الخالي من الرقابة اثر مرتدة (63).
وفي الدقيقة الثامنة والستين ذكرنا تشافي هيرنانديز انه على أرضية الميدان عندما أطلق صاروخاً لكنه مرق بجوار القائم الأيمن للحارس ايكر كاسياس فرد عليه جوارديولا مباشرة بإخراجه وإشراك الدولي التشيلي اليكسيس سانشيز الذي لم يخيب ظن مدربه وحول أول لمسة إلى هدف عندما توغل ميسي في دفاعات الريال ومرر نحو انييستا الحاضر الغائب عن المباراة فمرر الأخير بكعبه الى تيلو الذي سدد في المرمى لكن كاسياس كان لها بالمرصاد لتصل بالأخير الى سانشيز الذي قاتل عليها حتى حول الكرة داخل شباك كاسياس (د70).
لم يدم تعادل برشلونة غير ثلاث دقائق بعدما عاد رونالدو وتقدم لفريقه مجدداً بعد تمريرة اقل ما توصف أنها ساحرة من المتألق مسعود اوزيل وضعته في مواجهة فالديز فمر منه على الجانب وسدد في المرمى المشرع متقدماً للريال مجدداً.
بعد الهدف كان كالعادة الاستحواذ على الكرة من جانب برشلونة غير أن الخطورة الحقيقة كانت من نصيب برشلونة فأضاع في الوقت المتبقي فرصة الانتقام أكثر من غريمه وتعويض جزء من هزائمه المتكررة ( آخر ثماني مباريات بالليجا سبع هزائم للريال وتعادل وحيد) وأضاع بنزيمه فرصة الهدف الثالث في مرتدة سريعة ولم يمرر رغم وجود أكثر من زميل في مكان مناسب (83)، وفي الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع أضاع رونالدو هدفاً لا يضيع بعد عرضية هيجواين، ليكتفي الريال بهدفين فقط في مباراة تألق فيها كل لاعبي الريال وكانت رغبتهم أكثر في تحقيق الفوز بينما غاب معظم نجوم برشلونة وعلى رأسهم الثلاثي الرهيب ميسي، انييستا، تشافي.
سؤال بريء لكل من شاهد المباراة من مشجعي الفريقين وخاصة من محبي كرة القدم عموماً، (ليس من منطلق جلد الذات وإنما من باب التعلم من تجارب الغير في كل المجالات)، إذا كان ما شاهدناه لعبة اسمها كرة قدم، فما الذي نلعبه في وطننا العربي من المحيط إلى الخليج؟!!!



