تربية الأبناء.. ليست حكراً على الأمهات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحسب بعض الآباء أن مسؤولية تربية الطفل تقع على الأم فقط، ولا يطلب منه سـوى تأمين الحاجات المادية لأطفاله وزوجته، فتجده يقضي معظم وقته خارج المنزل في العمل، أو مع الأصدقاء، حتى إذا عاد إلى منزله جلس وحده في غرفتـه، محذراً زوجتـه من أن تسمح للأطفال بتعكير صفو تأملاته وأحلامه وهو نائم.

 الرؤية الإسلامية لا تقدم مسؤولية أي من الرجل أو المرأة في الأسرة على الآخر، فمشاركة الأب والأم في التنشئة الاجتماعية والسياسية للطفل هي مشاركة واجبة ولازمة، إذ لا يغني أحدهما عن الآخر، وهما يشكلان معاً، بالإضافة للأبناء، هيكل السلطة في الأسرة من خلال مسؤوليات كل طرف، ولا يكتمل الهيكل أو البناء إذا تخلى أحد الأطراف عن واجباته، فالرعاية مسؤولية الوالدين معاً، وكلاهما «مسؤول عن رعيته».

 

مشاركة فاعلة

الدراسات التي تناولت دور الأب في تربية الأبناء كثيرة، وأغلبها أكد أن مشاركة الأب في التنشئة بشكل فعال، مهمة جداً لاستقرار نفسية الطفل، بل إن الخلل في العلاقة بين الطفل وأبيه كما أثبتت بعض الدراسات، قد يؤدي إلى نمو شخصية سلبية لا تشعر بجدوى المشاركة في الحياة الاجتماعية.

وقد وُجدت دراسات عدة حول أثر قيام الأم بمفردها بعملية التنشئة داخل الأسرة، وأوضحت النتائج أن ذلك ينعكس بالسلب على شخصية الطفل بسبب عدم توازنها، وهو ما يظهر في غلبة السلوك الطفولي عليه حتى مع نموه في مرحلة المراهقة، وميله إلى الاعتماد على الآخرين والخضوع لهم، كما يؤدي أحياناً إلى العكس أي اتّصاف الطفل بالسلطوية، مع ملاحظة وجود فوارق بين الجنسين.

 

حنان الأب

وبالنسبة للأب على وجه الخصوص، فإن لوجوده عظيم الأثر في حياة الطفل. ولا يقصد بكلمة وجوده أن يراه الطفل فقط دون أن يكون له أي دور فعّال في تنشئة وتقويم الطفل، ومعاقبته إذا لزم الأمر. ومن المعلوم أن حنان الأب يجنّب الطفل الشعور بالقلق والخوف، ويزيد من إحساسه بالثقة بالنفس وتقدير الذات، ويحدّ من شعوره بالعدائية.

فمن خلال التوجيه الأبوي القائم على النصح والإرشاد وتقويم الأخطاء، يتكوّن الضمير والمثال الأعلى للطفل. أما إذا تعرّض الطفل لغياب الأب بشكل دائم، فقد يحدث له إعاقة في النمو الفكري والعقلي والجسمي، خصوصاً إذا كان هذا الحرمان من الأبوة في السنّ التي تتراوح بين الثانية والسادسة، وذلك لأن تطور الطفل بشكل سوي وطبيعي يتطلب وجود الأب، فهو الحامي والراعي والمسؤول عن توفير الاحتياجات الضرورية للطفل في هذه المرحلة المهمة من حياته.

 

10 طرق تساعد الأب لبناء علاقة أفضل

مع أطفاله

مع تطور وتسارع وتيرة الحياة المعاصرة، أصبح الآباء يأخذون دوراً أكثر فاعلية في حياة أطفالهم على عكس الآباء في القدم، الذين لم يكونوا على صلة مباشرة بأبنائهم. ويضع الخبراء 10 نصائح للآباء لبناء علاقة طيبة مع الأطفال، تؤثر في مستقبلهم:

 

1- احترم أم أطفالك

يجب أن يحاول الأب بكل استطاعته حماية زواجه وصورة زواجه أمام أطفاله، وعليه تجنب الصراخ على الأم، فعندما يجد الأطفال أن الوالدين يحترمان بعضهما، ولا يتعاركان أو يتجادلان بطريقة مؤذية، فإنهم سيشعرون بأنهم مميزون وأن عائلتهم تقدرهم.

 

2- اقضِ وقتاً مع الأطفال

الطريقة التي يقضي فيها الأب وقته مع أطفاله مؤثرة جداً عليهم، فإذا كان الأب دائم الانشغال ولا يقضي الوقت مع أبنائه، فإنهم سيشعرون بأنهم مهملون، وعلى الأب التضحية قليلاً في بعض وقته الخاص من أجل أطفاله، لأن الوقت الذي سيقضيه معهم ضروري في بناء شخصياتهم.

 

3- اكسب حقك في أن تكون مسموعاً

في غالبية الأحيان لا يتحدث الأب مع أطفاله، إلا عندما يرتكبون الأخطاء، وهذا الأمر لا يساعد في تقويم سلوك الأطفال، لذا على الأب التحدث مع أطفاله وتخصيص وقت لذلك، والتحدث في الأمور الحرجة في وقت مبكر من الطفولة، والاستماع إلى مطالبهم ومشكلاتهم حتى تنكسر جميع الحواجز، ويصبح الأب الصديق الفعلي لأطفاله، الذي يعودون إليه في كل المسائل.

 

4- هذب أطفالك بالحب

كل الأطفال يحتاجون إلى الإرشاد والتهذيب وتقويم السلوك، وهذا لا يعني تنفيذ العقاب بحقهم، بل رسم خطوط وحدود معقولة لهم للتصرف، ويجب على الآباء تذكير الأطفال دائماً بعواقب أعمالهم ومكافأتهم بشكل لافت في حال تصرفوا بطريقة إيجابية، فالأب الذي يهذب أطفاله بطريقة هادئة ولا يصرخ عليهم يظهر لهم حبه بشكل واضح.

 

5- كن القدوة

الأطفال يتخذون الآباء قدوة لهم بشكل تلقائي، سواء أدرك الأب ذلك أم لا، فالطفلة التي تمضي وقتها مع والدها، الذي يظهر لها الحب، ستكبر لتعلم أنها امرأة تستحق الحب، ولن تقع ضحية للرجال، ويمكن للآباء أن يكونوا مثالاً للصدق والتواضع وتحمل المسؤوليات.

 

6- كن معلماً

يعتقد الآباء أن التعليم مهمة لا تخصهم، ولكن الأب الذي يعلم أطفاله الخطأ من الصواب، ويشجعهم على الدراسة، سيرى أطفاله يتخذون القرارات الصائبة في حياتهم، كما أن الآباء الذين يدمجون أطفالهم في حياتهم اليومية، يعلمون الأطفال الدروس والعبر من الحياة.

 

7- تناول وجبة الطعام مع أطفالك

إن تناول وجبة واحدة على الأقل من الطعام مع الأطفال والعائلة أساسي ومهم، لتكوين عائلة صحية، فهي تعد فرصة للمة الأسرة والتحدث في شتى المواضيع، وخصوصاً إذا كانت العائلة دائمة الانشغال، وهي فرصة للأب أن يستمع لمشكلات أطفاله ومتطلباتهم.

 

8- اقرأ لأطفالك

الأطفال يتعلمون من خلال الأفعال والقراءة، وكذلك يتعلمون بالنظر والسمع، والقراءة للأطفال من قبل الأب، تعزز العلاقة بين الطرفين، خصوصاً إذا ما بدأت هذه العادة في سن مبكرة، وعلى الآباء تشجيع الأطفال على القراءة وحدهم، ومن أهم فوائد القراءة للأطفال، ضمان مستقبلهم ونموهم الفكري.

 

9- اظهر عاطفتك

الأطفال يحتاجون للشعور بأنهم مرغوبون ومحبوبون، ويحتاجون من آبائهم أن يشعروهم بالحب، وأن يحتضنوهم باستمرار، والقيام بهذا السلوك يشعر الأطفال بالحب ويجعلهم ينمون عاطفياً بطريقة سليمة.

 

10- ادرك أن مهمتك لن تنتهي

حتى بعد أن يكبر الطفل ويستقل بذاته، سيعود لوالده مراراً وتكراراً، ويطلب منه المعونة والنصح والاستفادة من خبراته، وخصوصاً في الزواج والحياة المهنية والدراسة في الجامعات.

Email