التفاعل الدينامي بين شخصيتي المعلم والطالب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تباين المعلمين في صفاتهم وخصائصهم الشخصية، يعد مدعاة إلى إثارة مناخات صفية مختلفة لدى تفاعلهم وتواصلهم مع طلبتهم، ويبدو أن التباين من حيث الاتجاهات والقيم وخصائص الشخصية أكبر مدى من التباين في القدرات العقلية والمتغيرات المعرفية، وذلك نظراً لارتباط الأولى بالجانب الانفعالي، وهذا ما يقتضي أهميته لدراسة أثر هذا التباين على الطلبة.

أورد كثير من الدراسات أدوار المعلم باستفاضة، ولكن يبقى هناك دور للمعلم شديد الأهمية، ألا وهو دوره كمرب للشخصية، فالمتوقع من المعلم أن يهتم بإنماء شخصية الطالب من الجوانب الانفعالية والخلقية والسلوكية والدينية، فضلاً عن إنمائها من الناحية الأكاديمية والمعرفية، فالمعلم يقوم بدور إرشادي وتوجيهي ووقائي وعلاجي في آن واحد، لأن الطلبة يفضلون بعض الخصائص الانفعالية للمعلمين كالود والتعاطف على بعض الخصائص المعرفية والأكاديمية كالمهارة في التدريس.

وبينت بعض الدراسات أن طلبة المعلمين المتصفين بالاتزان الانفعالي، يظهرون مستوى من الأمن الانفعالي والصحة النفسية أعلى من المستوى الذي يظهره طلبة المعلمين المتسمين بالتوتر وعدم الاتزان، كما أن التلاميذ الذين يتولى تعليمهم معلمون عقابيون، يظهرون سلوكاً عدوانياً وعدم اهتمام بالتعلم والموضوعات المدرسية، وذلك في حال مقارنتهم بالطلبة الذين يقوم بتعليمهم معلمون غير عقابيين أو متسامحون.

من هنا، وبنظرة سريعة إلى تعريف التعلم الفعال، نجده باختصار هو العملية التي توجد علاقة فعالة مؤثرة ومتنامية نمواً متسقاً مطرداً بين المعلم وطلابه إذن، المعلم الفعال هو المعلم «الإنسان» الذي يتصف بما تنطوي عليه هذه الكلمة من معنى، إن المعلم الإنسان هو المعلم القادر على التواصل مع الآخرين والمتعاطف والودود والصادق والمتحمس والمرح والديمقراطي والمتفتح والمبادئ والمتقبل للنقد وللآخرين.

 أو بعبارة أخرى هو الذي يحظى بقدر جيد من «التوكيدية».وهذا ما دعا باربرا كلارك (1985) من جامعة كاليفورنيا إلى الدعوة إلى تفعيل التعليم وتقديم أنموذج تربوي متكامل في غرفة الصف، يستند إلى سبع مفاتيح، المفتاح الأول جاء بعنوان «البيئة التعليمية والاستجابة».

وذلك لإيجاد مناخات اجتماعية وانفعالية وفيزيائية للموقف التربوي تستند إلى تفعيل الدور غير الأكاديمي للمعلم، وكذلك إشراك الوالدين في العملية التربوية، وهذا ما يعطي أهمية للتركيز على خصائص شخصية المعلم ودينامية تفاعلها مع طلبته، فكثيراً ما يمثل الطلبة العديد من صفات معلميهم.

 

بعض التوصيات التي خرجت بها الدراسة:

توصية لها هدف نمائي وعلاجي: ضرورة توفير برامج للإرشاد النفسي تكون متاحة للمعلمين وذلك لتحسين مستوى الصحة النفسية لديهم أثناء الخدمة.

توصية لها هدف وقائي: اعتماد أدوات لقياس شخصية الطلبة الجدد الملتحقين بكليات إعداد المعلم، ثم مواصلة العمل معهم طوال فترة الدراسة عن طريق العيادة النفسية لتحسين الصحة النفسية لديهم ومن أمثلة تلك الأدوات:

- أدوات القياس النفسي مثل اختبار الشخصية المتعدد الأوجه.

- أدوات القياس التربوي مثل اختبار الشخصية التصنيفي.

- أدوات القياس العيادي مثل (الملاحظة والمقابلة الشخصية الإكلينيكية والاختبارات الإسقاطية).

Email