في الحض على السلوك الحسن

ت + ت - الحجم الطبيعي

قيل: ما لابن آدم والفخر؟ أوله نطفة، وآخره جيفة، لا يرزق نفسه ولا يدفع حتفه.

وقيل: ما أحسنَ تواضعُ الأغنياء للفقراء طلباً لما عند الله، وأحسن منه تِيه الفقراء على الأغنياء اتكالاً على الله.

 

وقيل: الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك، فإن كان لكَ فلا تبطَر، وإن كان عليك فلا تضجر.

وقيل: من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه.

 

فروق لغوية

الفرق بين الضعة والذل، أن الضعة لا تكون إلا بفعل الإنسان بنفسه، فلا يكون بفعل غيره وضيعاً، لكنه يكون بفعل غيره ذليلاً، فإذا غلبه غيره قيل: هو ذليل، ولم يقل هو وضيع. ويجوز أن يكون ذليلاً لأنه يستحق الذل، كالمؤمن يصير في ذل الكفر فيعيش به ذليلاً وهو عزيز في المعنى، لكن لا يجوز أن يكون الوضيع رفيعاً.

 

فوائد لغوية

(مَلَخَ).. يستعمل بعض الناس في لغة الحديث الدارج الفعل (مَلَخَ) بما يدل على الكلام الباطل. ما يجعل كثيراً منا يعتقد أنها لفظ عامي. وفي بعض المجتمعات العربية يقال لمن عرف بقصصه التي لا حظ لها من الواقع: رجلٌ ملخي. لكن (مَلَخَ) في اللغة تعني الباطل، مهما كان مزوّقاً.

(الناطور).. ربما ظن بعضنا أن استعمالنا للفظ (الناطور) استعمال عامي. لكن المعجم يذكر أن: نطر الكِرم: إذا حفظه بعينه وراقبه بنفسه من المعتدين عليه. والنطرة: هي الحفظ بالعينين، ومنه أخذ الناطور، إذا كان هذا عمله.

 

جواب مفحم

كان مخصصاً لإبراهيم بن طهمان مبلغ من المال كجراية من بيت المال، فسئل يوماً عن مسألة في مجلس الخليفة، فقال: لا أدري، فقالوا له: تأخذ في كل شهر كذا وكذا من المال ولا تحسن الإجابة عن مسألة؟ فقال: إنما آخذ على ما أحسن، ولو أخذتُ على ما لا أحسن لفني بيت المال، ولا يفنى ما لا أحسن، فأعجب الخليفة جوابه، وأمر له بجائزة فاخرة، وزاد في جرايته المخصصة له.

 

مغزى مثل

أخرق من ناكِثةِ غَزْليها

يعود المثل إلى امرأة تدعى أم رَيطة، وهي امرأة من قبيلة مُرّة، كانت خرقاء العقل. فقد كانت تغزل وتأمر جواريها أن يغزلن ثم تنقض غزلها وتأمرهنّ أن ينقضن ما فتلْنَ. وهو ما جعلهم يضربون المثل بها، فقيل: «أخرق من ناكثةِ غزْليها». كما قيل إنها من قال عز وجل فيها: «ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوةٍ».

Email