«الأنامل المبدعة».. فتيات اليوم أمهات المستقبل في «ند الحمر»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قيل إن الإبداع يولد من رحم المعاناة، وفي التعليم ربما يجدر بنا القول: إن الإبداع يولد من رحم الإصرار، فذاك ما نستشفه من تجربة مدرسة ند الحمر للتعليم الأساسي للبنات في دبي، ضمن مشروعها «الأنامل المبدعة» الذي لخصت فكرته الصغيرة مشروعاً تخطى بعمره عقداً من الزمن، إذ يهدف المشروع إلى تقديم ورش متنوعة تصقل لدى الطالبات العديد من المهارات وتنمي مواهبهن، وذلك من أجل إيجاد جيل معتمد على نفسه خادم لوطنه ومطور لقدراته، هذا بحسب ما أشارت إليه نسيمة الفيلي مشرفة المشروع في المدرسة.

 توضح نسيمة الفيلي أنه مع انطلاقة كل عام دراسي، يتم رصد رغبات الطالبات للتعرف إلى الأنشطة التي تستهويهن، ومن ثم التنسيق مع أصحاب الخبرات في المجالات المتخصصة لتقديم الورش التي تبدو أكثر رغبة وإيجابية، وتشارك فيها جميع الطالبات والمعلمات..

بالإضافة إلى الأمهات، لافتة إلى أن هذا المشروع جاء بديلاً لمادتي «المهارات الحياتية» و«التربية الأسرية» اللتين غابتا عن المنهج الدراسي، إذ يعد الفتاة للحياة العملية والأسرية الناجحة في المستقبل، مشيرة إلى أن المشروع حقق العديد من الإيجابيات ومنها: بناء جسر من التواصل بين المدرسة والأمهات اللاتي التحقن بالورش كمتدربات، بالإضافة إلى قلة نسبة تغيب الطالبة عن المدرسة في الأيام التي تنفذ فيها الورش التدريبية.

 مشاريع ناجحة

وفي السياق ذاته، تضيف عائشة عزير أمينة مختبر، إلى أن الورش استحوذت على حرص كبير من قبل المشاركات، وانعكس ذلك بشكل إيجابي على حياتهن، فهناك العديد من المشاركات ازداد رصيدهن المعرفي وخبرتهن التي وصلت إلى حد قدرتهن على تقديم الورشة التدريبية.

بالإضافة إلى ذلك هناك العديد من الطالبات والأمهات ممن بادرن بتوفير مشاريع فنية وتجارية متعددة في بعض الحرف والمهن التي تدربن عليها من خلال هذه الورش، كصناعة البخور «الدخون» والعطور وتغليف الهدايا وتطريز الملابس والحناء والعناية بالنباتات، وغيرها الكثير من هذه الورش، وإلى جانب ذلك توضح عائشة أن المشروع اكتشف المواهب ووجهها نحو الإبداع، وربط الطالبات بالعالم الخارجي، وغرس في نفوسهن الثقة والصبر وأشعرهن بأنهن عناصر فعالة ومنتجة في المجتمع.

 أوقات الفراغ

الطالبات من جانبهن شاركن في ورش متعددة، تماشياً مع ميولهن ورغباتهن، إذ تقول الطالبة آلاء عبدالله، إنها اختارت ورشة «قصتي من أناملي» وهي تُعنى بتحويل القصص الكتابية إلى رسومات ومجسمات، وقد جاء اختيارها ترجمة لهوايتها في كتابة القصص وقراءتها التي كانت تداوم عليها في أوقات الفراغ. أما الطالبة عبير عيسى فوجدت ميولها يجذبها إلى صناعة البخور والعطور.

وبعد مشاركتها في الدورات المتواصلة، تمكنت اليوم من تصنيع بعض المنتجات والمستحضرات في أوقات فراغها، لافتة إلى أنه قبيل ممارسة هذه الحرفة لابد للشخص أن يلم بكيفية التعامل مع المحاليل والمركبات التي تدخل في تصنيع العطور والبخور وبعض أنواع الكريمات، وهذا ما حصدته من خلال مشاركتها في هذه الورش، وهي تطمح في المستقبل إلى أن تبرز في هذا المجال.

 الألوان والحديقة

ولعل عشق الطالبة شهد إبراهيم للرسم والتعامل مع الألوان هو ما أدخلها في ورشة «الإكرليك» فوجدت فيها ذاتها، وقد أكسبتها الورشة العديد من المعلومات التي كانت تغيب عن ذهنها، وتمكنت بعد مشاركتها من التعرف إلى العديد من الأساسيات حول مزج الألوان والرسم على بعض الأشكال مثل الحقائب والأرضيات، ما شجعها على رسم لوحة باحترافية عالية علقتها في إحدى زوايا المنزل.

في حين سارعت الطالبة عيدة مروان منذ انطلاق ورشة العناية بالنباتات، إلى التسجيل في هذه الورشة لاكتساب العديد من الخبرات وتطبيقها على حديقتها المصغرة التي اجتهدت في توفيرها في منزلها، وقد تعرفت في المدرسة إلى العديد من الإجراءات وآليات التعامل مع كل نبات.

Email