لا أحد يمكنه أن يخمن ما الذي يجده تحت الأرض، فتحت التراب، الذي نمشي عليه عوالم مجهولة بالنسبة لنا، ومنها ما يصل الى مستوى الكنوز، أو أهم منها في لحظات كثيرة، انها المياه التي تعد عنصرا أساسيا في حياتنا..وطبعا، فإن عملية اكتشاف المياه تأتي بعد الحفر في باطن الارض، وفق طريقة محددة، يتشكل معها ثقب أو ممر عمودي، على الأغلب، لتتكون البئر. وتحوز الابار في الامارات اهمية تاريخية وعصرية، علاوة على قيمتها الخاصة، من حيث ما تحويه من غنى في تركيبتها، وأيضا دلالاتها الحضارية العريقة، ضمن المنطقة.
لا تنحصر أهداف حفر البئر، في استخراج المياه الجوفية، بل تشمل ايضا اغراض الحصول على البترول أو الغاز، واخراجها من باطن الأرض إلى السطح، وذلك بقطر مناسب، وعمق كبير. يرجع حفر الآبار إلى أيام المصريين القدماء الذين اشتهروا بطريقة الحفر اللولبي للآبار، والتي تطورت فيما بعد، وتنوعت الأدوات لهذا الغرض.
كما تميزت بلاد الشام، وبلاد ما بين النهرين، بالآبار المحفورة يدويا، ذات الأعماق السطحية نسبيا. واستخدمت الابار لسد الحاجات المنزلية، وكانت البئر تغلف بالأخشاب أو الصخور أو المعادن. وقد اشتهرت بلاد فارس بالآبار، وكان ذلك قبل ثلاثة آلاف عام، كما ظهرت الآبار في مناطق آسيا وإفريقيا وجنوب أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وهو ما يدل على قدمها وانتشارها عالميا.
أنواع
عادة ما تصنف الآبار، طبقا للغرض من حفرها، وهي: الآبار الاستكشافية التي تحفر من أجل التحري عن المياه الجوفية أو البترول. والآبار الإنتاجية التي تحفر من أجل استثمار المياه الجوفية أو البترول. وأما آبار المراقبة فتحفر من أجل مراقبة تذبذبات مستوى السائل، وتستعمل لإجراء تجار بالضخ، وأخيرا آبار التطعيم الاصطناعي، وهي تحفر بغرض تغذية المياه الجوفية صناعيا.
آبار الإمارات
التطور الكبير الذي شهدته الدولة منذ سبعينات القرن الماضي، لم تلغِ من ذاكرة الإماراتيين، أهم آبار الماء التي توازي محطات التحلية الحالية، وكانت أرض الإمارات مليئة بالآبار، وقد استعرض عدد من المؤلفين المتخصصين، مثل: ديكسون ولوريمر، معظم الآبار الموجودة في أنحاء الإمارات، والتي كانت تبلغ المئات، وذلك كما تؤكد الكثير من الكتب والمراجع القديمة، فالكثير من الطرق القديمة والتاريخية ارتبط بالماء، فهناك طرقات سميت باسماء الآبار التي كانت فيها.
وإلى جانب الآبار انتشرت المياه الجوفية التي تتحرك في السهول، من رأس الخيمة إلى العين، في مساحة تقدر بـ ال 4000 كيلو متر مربع. وهي تتميز بصفات كيميائية مختلفة، بسبب ما يوجد فيها من عناصر ومركبات، مثل: الكالسيوم والمغنسيوم والبوتاسيوم والكلوريد والكبريتات. وكان لهذه الصفات آثارها في تحديد الأغراض التي تستغل فيها المياه. ويصل عمق بعضها إلى ستين مترا.
ولكنها تجتمع بتميزها بنقطة واحدة وهي سمة التنوع الكبير، سواء في أعماقها أو في طبيعة مياهها التي تتغير بتغير المواسم وكثرة الاستغلال. ففي مواسم الشتاء، تكون المياه أكثر عذوبة من الصيف، لأن أمطار الشتاء تغذيها بمزيد من المياه العذبة، كما أن الآبار التي يكثر استغلالها، تتعرض للملوحة، إذ إن كثرة الاستغلال تفقدها قدرا كبيرا من مائها العذب. وتتفاوت طاقات ضخ الآبار، بحسب معدلات سقوط الأمطار، ولهذا قد تتعرض بعض الآبار للجفاف التام، في السنوات الجافة أو ذات المطر القليل.
وتدل التحليلات الكيميائية التي أجريت على مياه بعض الآبار، على أن المياه التي تخرج من عين مسافي، تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم والكلورايد والكالسيوم، وأن مياه الآبار المنتشرة في منطقة حتا يكثر فيها المغنزيوم، وأن الآبار التي توجد في سهل جيري فيها نسبة عالية من الجير.
وأما الظاهرة الجديرة بالاهتمام، فهي ظاهرة الملوحة في مياه الآبار، لأثرها الاقتصادي الكبير فهي التي تحدد ما إذا كانت المياه تصلح لري الأراضي الزراعية أم لا. وبصفة عامة، فإن المركبات والعناصر التي توجد في مياه الآبار في دولة الإمارات، لا تتركز فيها بنسبة عالية.
وفي دراساته قال الباحث خليفة بن دلموك: "كانت الناس تستخدم وسائل تقليدية وبسيطة لجمع كل قطرة ماء، وسد احتياجات السكان، وكان الماء ينقل من أماكن بعيدة إلى منطلق لا تتوافر فيها المياه، وبقي الوضع هكذا، حتى العام 1964م".
ووجدت الآبار في طريق القوافل التي كانت تعبر الإمارات، وفي هذا الخصوص، يقول بن دلموك: " القوافل التي كانت تمر بمدينة الذيد قديما، كانت تأتي من الشارقة ودبي، متجهة نحو المزارع في كلباء، وتمر على آبار (سهيلة، وحويرة خلف المانمة)، وعلى وادي السيجي، ثم مسافي والبليدة والبثنة، ثم يدخلون كلباء التي يملك معظم سكانها المزارع. أما أهل دبا والطيبة والعينية.
فكانوا يمرون على بئر سهلية، وبئر بن غرير القديمة في منطقة فلج المعلا، وبئر راشد الشرقي والغربي، قبل أن يتجه كل منه إلى الإمارة التي يسكن بها، ومهما اختلفت الآبار ومكانها إلا أن طريقة استخراج الماء منها واحدة، عن طريق ما يسمى بالدلو المربوط بالحبل، الذي يرمى كي يصل إلى المياه العميقة. ويعبأ ثم يسحب للأعلى، ويصنع الدلو عادة من المعدن، وأحيانا نادرة، من الخشب، لكن هذا يتسبب بتسرب المياه منه، بعد أم يملأ ويسحب إلى أعلى".
مناشدات وضرورات
طالب بعض المواطنين، بغرض الحفاظ على ما تبقى من الآبار، وعبر وسائل الإعلام، بالاهتمام بما تبقى من الابار، مثل: بئر المرقبات الذي كان يعد من أهم الآبار الموجودة في المنطقة، ويقع شمال الذيد، إلا أن موقعها الآن أصبح مكبا للنفايات، بعد أن كان منبعا رقراقا للمياه، وكانت تروي الجميع في الصيف، بينما ينبعث منها الماء الحار، في الشتاء .
وأما أهم آبار المنطقة الغربية، فقسمت إلى قسمين، وأولها غرب ليوا، وأشهرها بئر السلع التي بنوا مكانها الشعبية، إلى جانب آبار أم لشطان وغياثي الشليف. وأما أشهر آبار شرق ليوا، فهي القناعي وسحاب والذروي وخور بن عطي، وغيرها.
آبار البترول
بئر النفط عبارة عن حفرة تحفر في أعماق الأرض للوصول إلى الصخور، وهي التي تحتوي على النفط أو الغاز. وتجري عملية الحفر بغرض اسنتخراج هذه المواد. وتوفر المسوحات الزلزالية صورا لطبقات الصخر، لعدة كيلومترات تحت الأرض. ويحلل العلماء الجيولوجيون هذه الصور للعثور على مناطق قد تحتوي على النفط أو الغاز، وتستخدم العديد من معدات الحفر على الأرض.
وفي المياه الضحلة والعميقة، ويتم حفر الآبار على مسافة عدة كيلومترات تحت الأرض، في الصخر الصلب، وتعد لقمة الحفر الأداة المستخدمة للقطع بالصخر، وتعمل معظم لقم الحفر بواسطة كشط الصخر أو تحطيمه، أو كليهما معا، وتتم عادة بالحركة الدورانية، وتقع لقمة الحفر في نهاية ساق الحفر، التي تصنع من امتدادات أنابيب فولاذية مثبتة بعضها ببعض.
ويتم الضغط للدفع داخل الأرض، وتستمر العملية إلى أن تصل لقمة الحفر وتزييتها وإزالة قطع الصخر، وتكون غالبا مزيجا من المعادن الطبيعية الموجودة والماء والنفط، ويجب التخلص من الطين دون إحداث ضرر بالبيئة، ويتطلب هذا عمليات تنظيف خاصة ودفن النفايات على الشاطئ، ويستخدم الطين المستند على الماء عند الإمكان، لأنه يمكن التخلص منه في البحر، من دون إحداث ضرر بالحياة المائية.
وفي أثناء الحفر لاستخراج البترول، قد يكتشفون الغاز الطبيعي، فارس صناعات البترول القادم كما يقولون عنه. والغاز الطبيعي عبارة عن مواد هيدروكربونية في صورتها الغازية. ويشكل البترول صورتها السائلة، وتوجد معه في معظم حقول البترول، وتنتج معه. وتسمى الغاز المصاحب.
كما أن الغاز الطبيعي قد يوجد في حقول مستقلة عن حقول البترول، ويسمى الغاز غير المصاحب، ويعد الغاز أسرع مصدر أولي للطاقة نموا في العالم، ذلك حسب تقرير وكالة الطاقة الدولية لعام 2005 . ويقول التقرير ان استهلاك الغاز الطبيعي سيرتفع بنسبة 70 بالمائة، في حلول العام 2020، بحيث يأتي معظم الطلب من الدول النامية.
آبار الأدب
استخدمت مفردة "البئر" في الأدب، لأكثر من سبب، ومنها ما قد يكون في أحداث الرواية، ومنها ما يتصدر العنوان، ولعل من أشهر العناوين رواية "الطريق إلى بئر السبع" للروائية الإنجليزية "إيثيل مانين"، التي ترجمها الدكتور نظمي لوقا. وهي تحكي بقالب أدبي مؤثر، مأساة نكبة 1948، من خلال قصة عائلة مسيحية فلسطينية، يتم تهجيرها من اللد إلى رام الله، ثم إلى أريحا، مشيا على الأقدام.
وذلك مع وصف دقيق لمشاهد الموت البطيء وآثار الإجرام الصهيوني لانتزاع شعب من أرضه، وما بين الوقائع التاريخية منذ وعد بلفور، وما بين مأساة المهجرين، كتبت مانين روايتها التي صدرت على جزأين، وتعد بئر السبع واحدة من أكبر المدن الفلسطينية. وكذا من أكبر مدن النقب، ولذلك فهي تسمى عاصمة النقب، وسكانها الأصليون من القبائل البدوية، وهم هجروا إلى مدينة أريحا، ومنها إلى الأردن، فأغلبهم الآن في الأردن، وقد ورد اسم مدينة بئر السبع كثيرا في أحداث الرواية.
كما جاءت "البئر" في قصة للمبدع الفلسطيني غسان كنفاني، بعنوان "بئر الأرواح". وفيها جمع ما بين الأسطورة والملحمة، ومنح قيمة لتألق الحس الإنساني الشغوف بالسكينة، بعد خوض غمار تجارب أرضية عدة، وبانتصار الخير لحياة أخرى تفضل عن المادة. واختار الكاتب والناقد الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا لإحدى كتبه، عنوان "البئر الأولى".
والتي كتب في مقدمته أن مرحلة الطفولة هي أصل الكينونة، وهو بذلك يوافق العالمين: ووردز وورث، في أن الطفل هو والد الرجل. وينتقي جبرا أحداثا معينة، تركت بصماتها عليه، ورغم ما في هذه الطفولة من قسوة وظلم، إلا أن لهذه المرحلة سحرها ووهجها. فالحياة لجبرا هي سلسلة آبار، لكن البئر الأولى هي الأهم وهي الأغنى، لأن فيها تتجمع التجارب والرؤى والأصوات بأفراحها وأحزانها.
وكل ما يأتي بعدها، يتفاعل معها ويساعد صاحبها على تطوير مفاهيمه للحياة وتكيفه معها. كما ورد في الشعر العربي مفردة "هداج"، أعظم وأشهر بئر في الجزيرة العربية، وتعرف بشيخ الآبار، وكثيرا ما كان يطلق على الرجل الكريم "هداج تيماء". وتقع البئر وسط تيماء، وهي أهم آثار السعودية، وتستمد أهميتها من الدور الذي لعبته في حياة الأقدمين والمحدثين.
ولعل بئر هداج من أكثر الآبار التي ذكرها الشعراء وتغنوا بها وبنخيلها، وبعذوبة وغزارة مياهها، فقد قال السموأل، حاكم تيماء في القرن الخامس الميلادي، مفاخرا ببئر تيماء وحصنها: بنى لي عاديا حصنا حصينا زماء كلما شئت استقيت كما ذكرت البئر في العديد من الأشعار النبطية، ومن أشهرها قول الأمير عبد العزيز بن محمد آل سعود: هداج ما غصه من الورد ميا / حجم الورد الضامية ما تغيضه. وقال الأمير محمد الأحمد السديري: وعيني لعل الله يجعل فرجها / يفوح ناظرها كما عين هداج
وفي تعبير آخر، مبتعد عن ما هو واقعي، شبه الشاعر العراقي يحيى السماوي وضع العراق الآن، كمن هو في بئر، إذ قال في قصيدة له: العراق عجل الله فرجه/ متى يخرج من البئر/ فيعود الخبز إلى المائدة/ والخضرة إلى الحقول.
بين السينما والغناء
من أشهر الأفلام التي استخدم في عنوانها مفردة "بئر"، الفيلم المصري "بئر الحرمان"، وهو مأخوذ عن رواية للكاتب إحسان عبد القدوس، وتم انتاجه في العام 1969. وشارك في بطولته: نور الشريف، مريم فخر الدين، سعاد حسني، صلاح نظمي، محي إسماعيل، عبد الرحمن أبو زهرة. وأخرجه كمال الشيخ. وتدور أحداثه لمدة تصل إلى 120 دقيقة، ويعد واحدا من الأفلام النفسية المعقدة القوية الإيقاع والتي تدور احداثها حول "ناهد" : سعاد حسني.
الفتاة المصابة بازدواج في الشخصية، فالانفصام في الشخصية لا يعتبر تعددا في الشخصيات، وإنما هو انفصال الشخص عن واقعة. وأما ما ذكر في القصة فهو ازدواج للشخصية، أي عدد من الشخصيات في فرد واحد، فتكون ناهد الفتاه الرقيقة صباحا، وميرفت الفتاة اللعوب في أخر الليل، وتذهب للعلاج ولكنها تسلك مسلكين أيضا، احدهما مع طبيبها المعالج والذي يقوم بدوره الفنان محمود المليجي. والذي يكتشف أن مرضها، هو نتيجة لعقده نفسيه من الطفولة، سببها قسوة أبيها على أمها عندما اكتشف خيانتها له.
وجعلها تعيش باقي حياتها معه تعاني من الجفاء والحرمان العاطفي. وهو ما يترك آثاره العميقة في نفس الطفلة الصغيرة التي تتعاطف مع والدتها، فتكبر لتعيش رغما عنها بشخصيتها الطبيعية صباحا، وبشخصية والدتها المتعطشة للعاطفة ليلا. فكيف السبيل إلى العلاج في هذه الميلودراما النفسية الاجتماعية التي كتب السيناريو الخاص بها والحوار يوسف فرنسيس. ويقال ان الفيلم متشبع بظلال أشهر أفلام الفصام العالمية، والذي كان عنوانه "ثلاثة وجوه لحواء".
ومن الأفلام أيضا، الفيلم التونسي : "في قاع البئر"، للمخرج معز بن حسن، والذي فاز بأفضل اسهام فني في مسابقة الأفلام القصيرة، ضمن الدورة الأولى لمهرجان الأقصر للسينما. وفي إطار استخدام البئر في العنوان لما لذلك من دلالات على العمق، أنتجت السينما المصرية في العام 1987، فيلم "بئر الخيانة"، وهو من بطولة:
نور الشريف، دلال عبد العزيز، محمد أبو حشيش، عبد العزيز مخيون، وغيرهم الكثير. وتدور أحداث الفيلم في إطار عسكري تابع للمخابرات المصرية، حول جابر العامل في الميناء في الاسكندرية، ويعيش حياته من سرقة البضائع في الميناء. ويحاول جاهدا ترضية زوجته غزالة، إلا أن الأمور تضيق به، بعد القبض عليه وترحيله للجيش.
فيقرر الهروب من الجيش، ويصل بعدها إلى إيطاليا، وذات يوم يدخل السفارة الإسرائيلية من دون وعي، خلال بحثه عن عمل يسترزق منه. وهنا تصطاده المخابرات الإسرائيلية، وتبدأ قصة جابر مع الجاسوسية. واستخدمت البئر في الغناء الشعبي، ضمن معظم الدول العربية، مثل:
"يا واقف ع البئر"، وهي أغنية من شعــــر ولحن وغناء الفنان الخليجي لطيف بولا. وجاء هذا أحيانا بمعنى العطش والارتواء، مثل "على بير المي يا عينيي قلتي عطشان". وفي مقطع آخر "وصلتينـــا لنص البير وقطعتي الحبلة فينا"، إضافة إلى عدد كبير اخر من الأغاني التي تبرز أهمية البئر، في إرواء الناس، بالماء وبالعاطفة أحيانا، ذلك حيـــن تسقيهــــم صبيـــة جميلة. أو العكس، عند حرمانهم من الماء والعاطفة.
رسوم
رسم الفنانون البئر كأحد مكونات الطبيعة، وأكثر من تناولها، رسمها ةحيدة، فهــــي حضرت بقوة، وبشكل غالب ضمن اللوحات الفنية الاستشراقية التي تصور رحلات القوافل. وهي أيضا وجدت على أسطح لوحات انطباعية. كما رسم الفنان أحمد فرحوت بئر زمزم، كجزء من رحلة الحج المقدسة.
ولكـــن البــئر كانت ترسم على الخرائط على شكل دائرة زرقاء، قطرها 1 ملم. وأما الفراعنة، فقد اهتموا بأشكال آبارهم من الداخل، ووجـــدت بعض الرسومــــات النافرة، في داخل إحدى الآبار الفرعونية القديمة، على عمق 6 متر، ولـــم تبتعـــد هذه الأشكــــال النافرة عن الأسلوب الذي اتبعه الفراعنة في رسوماتهم.
»بئر«
قال الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، في مطلع قصيدته
»البئر«:
أختار يوما غائما لأمر بالبئر القديمة
ربما امتلأت سماء. ربما فاضت عن المعنى وعن
أمثولة الراعي. سأشرب حفنة من مائها.
وأقول للموتى حواليها: سلاما، أيها الباقون
حول البئر في ماء الفراشة! أرفع الطيون
عن حجر: سلاما أيها الحجر الصغير! لعلنا
كنا جناحي طائر ما زال يوجعنا. سلاما
أيها القمر المحلق حول صورته التي لن يلتقي
أبدًا بها! وأقول للسّرو: انتبه مما يقول
لك الغبار. لعلنا كنا هنا وتري كمان
في وليمة حارسات اللازورد. لعلّنا كنّا
ذراعي عاشق...

