باتت اللغة الشبابية في الوطن العربي، بمثابة ظاهرة وصناعة تكنولوجية تقتحم بكل إفرازاتها الجديدة، مخزون ثقافة شبابنا، على مستوى اللغة والأسلوب والفكرة. وعمليا لا نستطيع أبدا إلغاءها أو الانتقاص من دورها التنموي، كونها تشكل جزءا حيويا في خلق التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
لا شك أن الإمارات، تعاني كثيرا في السياق نفسه، إذ إنها ليست بمعزل عن البلدان العربية على مستوى التأثير، فهي أيضا تعيش خضم الحدث بتفاصيله المتعددة. فماذا عن أسباب تفاعل وانتشار هذه اللغة بمفرداتها التي اخذت تقصي لغة الضاد؟
وكيف هي سبل الحلول الاجدى؟ وما حيثيات ومكون لغة المحادثات المختلفة أو ما يسمى " بالشات" في الشبكة العنكبوتية التي بات يطلق عليها اسم "عربيزي ": مزج بين العربية والإنجليزية بأحرف لاتينية. وأيضا خصائصها كمعجم جديد فرض نفسه بين رفوف المكتبة العربية، متحديا الفصحى واللهجات المحلية ومختلف لغات العالم؟
ترى عدة فئات شبابية، ان هذه اللغة الشبابية الحديثة "عربيزي"، باتت من الضرورات التي فرضتها أبعاد التكنولوجيا، وتضاعفت مفاعيلها مع أزمة الهوية في مجتمعاتنا العربية، فجعلتنا بين مفترق طرق. ولكن السؤال الجوهري: هل يمكن ان نصفها بالدخيلة الواجب محاربتها ومواجهتها، أم انها بات من المهم ان نجيزها ونقبل بانتشارها، كونها لغة رائجة ومحببة لدى الشباب، يصرون عبرها، على التعبير عن ذواتهم ورغباتهم وقضاياهم الحياتية؟ وما مدى قدرتنا أو امكانية استثمار هذه اللغة بوجهة إيجابية؟
حادثة
يجد المتابع لماهية أسس التواصل بين طلبة الجامعات في الامارات أنهم يعمدون إلى دراسة وتعلم لغة خاصة بينهم كما يسمونها : "شيفرة"، ابتكرتها مجموعة من الطالبات الجامعيات القاطنات في سكن داخلي واحد ، وعملن على اعتمادها كأداة تجمعهم وتقربهن في مضمون علاقاتهن، وكذا على ان تكون لغة تميزهن عن بقية التجمعات من الزملاء، لتكون كلغة توفر لهن سمات التفرد والتميز عن الآخرين. وكذا يستطعن من خلالها التمتع بحرية التعبير، دون أن يفهم أحد من المحيطين بهن، ما الموضوع.
فماذا عن سبب انتشار وبروز هذه اللغة الشبابية؟وهل هؤلاء الشباب يعتبرونها بمثابة اللهجة ام انها تشكل لهم عوالم لغة مستقلة يستطيعون معها، وبشكل جدي، صنع افق حرية تامة في تبادل الاحاديث وفق نمط "تشفير" لا يسمح للآخرين بالاطلاع على ما يريدون اخفاءه؟ وطبعا أن يكون ذلك في ظل واقع عدم المبالاة باعتبارات قواعد اللغة الأم للبلد الذي ينتمون إليه، وخاصة بالنسبة لشبابنا في الوطن العربي.
ظاهرة
أطروحات اللغة العربية وأبعادها وتأثير المدخلات التكنولوجية عليها، حُكمت بجدليات لا زالت تأخذ حيزا تفاعليا بين مختلف علماء اللغة والأدباء والمثقفين العرب. فبعد ظهور أجهزة الهاتف المتحرك وغرف "الدردشة" الإلكترونية وقنوات التواصل الاجتماعي، زاد هاجس ما يسمى بالخوف على اللغة العربية، وفي المقابل فإن الشباب أخذوا يصنعون لهجة ترفع من سقف حرية الحوار في ما بينهم، معتمدين على السرعة والسهولة وكسر القواعد وخلق حالة من التآلف مع طبيعة الكتابة والنطق، وهي جميعها مفردات لمفهوم المعجم الشبابي الجديد الذي تم استحداثه عن طريق الإنترنت.
ويسمى بـ"عربيزي"، وأطلق على هذه اللغة في الموسوعة الحرة ( ويكيبيديا) مسمى ( الفرانكو أرابيك ). وعرفت بأنها: " أبجدية مستحدثة غير رسمية، ظهرت منذ بضع سنوات، وتستخدم هذه الأبجدية على نطاق واسع بين الشباب في الكتابة عبر (الدردشة) على الإنترنت في المنطقة العربية، وتنطق هذه اللغة مثل العربية تماما، إلا أن الحروف المستخدمة في الكتابة هي الحروف والأرقام اللاتينية بطريقة تشبه الشيفرة. وتعتبر الأوسع انتشارا في الكتابة على الإنترنت أو عبر رسائل المحمول (sms)".
تداعيات تكنولوجية
يرى كثير من المتخصصين ان اللغة الإنجليزية، وخاصة مع توافد الأجهزة التكنولوجية في المنطقة العربية، من أهم الأسباب التي ادت الى نشأة لغة الـ"عربيزي"، وذلك عبر إتاحة خدمة الرسائل القصيرة (sms) بالأبجدية اللاتينية التي تتيح مجال استخدام حروف أكثر في الرسالة الواحدة، وذلك من ما هو الحال في نظيرتها العربية، وهو ما دفع البعض من الذين لا يتقنون الإنجليزية إلى الكتابة بالحروف اللاتينية، ولكن بصيغة عربية. وذلك كونها أيضا تحل مشكلة عدم دعم بعض الأجهزة لحروف الكتابة العربية.
ولا ننسى موجة غرف الدردشة الإلكترونية في فترة التسعينات من القرن الماضي، والتي كانت تفعل عبر أنظمة تدعى " اليونكس"، حيث لم تتح الكتابة إلا بالحروف اللاتينية، وهو ما فرض على المستخدمين العرب استعمالها، لتبدأ تداعيات النشأة بخصوص تعزيز فكرة صناعة التواصل للغة إلكترونية تشكل وتحدث جدلاً بين قبولها كوسيلة للحديث وبين وصفها كإشكالية دخيلة على اللغة العربية.
نموذج
أدى عدم وجود مقابل لبعض الأحرف في اللغة العربية، إلى استبدالها بأرقام تشبه بالشكل العام، للحرف العربي، ويمكن أيضا أن تُعرف العربية في هذا الصدد، بحروف لاتينية، وفعليا لا تستخدم إلا بين المستخدمين العرب مع بعضهم البعض فقط. ولتوضيح المسألة بصورتها العملية، نجد في واقع المثال التالي ابرز الدلالات والإثباتات: يقصد بالرقم (2 ) همزة.
والمثال عليها أرى قد يكتب ( 2ar ) وهكذا، ورقم (3) يقصد به حرف ع (3 ) حرف غ، و(4 ) = ث، و(6 ) = ط، (7 )= ح، ( 5 )= خ ، ويمكن كتابتها أيضا 7 ، و(8 ) = ق أو غ، و( 9 ) = ص، وهناك ما يكتب بطريقة مبسطة ضمن اختصارات متعارف عليها أيضا بالأحرف اللاتينية، مثل: ( برب ) وهي تعريب لجملة ( Be Right Back)، وتعني سأرجع.
"عربيزي" ثقافية
يتحدث الجميع عن التكنولوجيا وتأثيرها في صناعة اللغة الدخيلة على اللغة العربية، وكُتب حولها الكثير من المقالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية. ولكن ما يجب فعلا دراسته ليس تكوينات مفهوم الـ " عربيزي " وأسباب نشأتها باعتبارها حالة صُنعت ضمن منظومة التغيير في العالم وأهمها الثورة التكنولوجية التي لا يمكن فصل آثارها بأي شكل من الأشكال.
بل التركيز على الحالة الاشمل في هذا الصدد. فاللغة ليس بمعزل عن هذه المواكبة، ولكن ما يستحق البحث في تفاصيله، وحسب ما يطرح عدد من المعنيين، هو مدى إمكانية قدرة هذه اللغة على تشكيل مساحة حرة لتناول مختلف الموضوعات الشبابية، وأيضا تعزيز فكرة الكتابة لدى المستخدم العربي، وكيفية توجيها بحيث لا تفقد السمة العربية فيها.
وهناك كثيرون، ربما، يختلفون مع هذا الرأي القاضي بضرورة تقبلها كلغة تستحق الدراسة، ولكننا يجب أن نؤمن أنها بدأت تخلق حالة من التواصل النوعي بين الشباب، وصنعوا عبرها تكتلات فكرية ونهضوية فرضت حضورها على الواقع، ليأتي السؤال في هذا المقام طارحاً نفسه بقوة: هل نبدأ باستخدام لغة " عربيزي " في مناحي الثقافة المجتمعية بطريقة مدروسة ومنهجية لتعزيز الفكر الشبابي، ومنها على سبيل المثال الموسيقى والشعر والرواية والمسرح والدراما التلفزيونية والسينما وغيرها من المحاور الثقافية في المجتمع العربي؟
دراسة
نشر التقرير العربي الرابع للتنمية الثقافية في العام 2011 ، في ملف خاص بعنوان (اغتراب اللغة أم اغتراب الشباب)، قراءة في استطلاع رأي لمؤسسة الفكر العربي تناول ستة محاور. أولًا: اللغة وثقافة الهوية والانتماء لدى الشباب. ثانياً: واقع اللغة الأساسية لدى الشباب: المفهوم والاستخدام. ثالثاً:
واقع الثنائية اللغوية لدى الشباب. رابعاً: واقع الازدواجية اللغوية لدى الشباب: معرفة ومظهرا. خامساً: عالم التواصل بين الشباب: حدود الاندماج والمجتمع الافتراضي. سادساً: اللغة العربية وآدابها في الكيان المعرفي للشباب. وهدفت الدراسة في مضمون التقرير، الى تفعيل وتنويع مفردات الاجابة والبحث بشأن السؤال عن واقع اللغة العربية من منظور الشباب، وذلك رأياً وتفاعلاً وتوجّهات.
وحول ملخص نتائج الثنائية اللغوية التي ناقشت الوظيفة التي أدتها لغة الشباب في مشاركتها للغة (عربي-إنجليزي)، في استعمالات الحياة اليومية، ذكر التقرير أن هناك تعددا في مشاهد هذا المخرج، بدا واضحا في جانب التواصل العفــوي مع الآخرين، وفي رموز الكتابة، وفي التعبير عن مسميات كثيرة، مبيناً أنه فـــي جدول المقارنة بالعربية يميل المؤشر إلى صالح الثنائية، والإنجليزية تحديدا، ثم يتنــامى.
وبين التقرير مفهوم ثنائيـــة اللغـــة باعتبارهـــا لغــة ثانية بدرجة متكافئة، مع اللغة الأصلية، ويقدر الشباب أن يستعمل اللغتين بالتأثير والمستوى نفسه، وفي كل الظروف. وبالتالي، فثنائية اللغة -هنا- تعني التوازي بين نظامين لنوعين في المعرفة والاستطاعة والإتقان، مفترضين عبر البحث، أن التوازي عملية متفاوتة بين مستخدميها الشباب.
وقد احتل التواصل الثنائي اللغوي عربي- إنجليزي المرتبة الثانية في إجابات السؤال، بنسبة 7.35% بمقدار (نعم )، وأما بشأن الثنائية: عربي-فرنسي، فكانت النسبة 3.8% . وفي خصوص الثنائية: عربي-لغة أجنبية أخرى، بلغ 4.2%. وبالمقارنة بين التواصل بالإنجليزية بعفوية كانت نسبة الـ8.4% لـ(نعم).
وأما بشأن التواصل بالثنائية اللغوية: عربي- إنجليزي فبلغت النسبة 35.7%، وطرحت النسبة العالية للتواصل الثنائي، تساؤلاً حول اذا ما كانت جائزة أو محققة قضية الاستعانة بالعربية في التعبير عموماً، والاكتفاء باستعمال مفردات بعينها، أو عبارات "معهودة" أو شائعة التداول بالإنجليزية، وهي فقط لـ " تطريز " التواصل، أو الرغبة في الظهور بمظهر "التحضر" أو "التفرنج"؟
وذكر التقرير مسألة الكتابة باللغة لاتينية، عبر الـ" MSN"، إذ قدم الاستطلاع الذي أجري في استخدام هذه اللغة عبر حصيلة ثلاثة أسئلة تناولت لغة الإنترنت، واستخدام الـ"بلاك بيري"، وكتابة الحروف اللاتينية لمضامين يفهمها ويدركها الشباب العربي. وكانت النتائج كالتالي: اعتماد اللغة العربية فيها جاء بنسبة 70%، أما اعتماد لغة الـ ( MSN ) فبنسبة 16%.
واستخدام جهاز البلاك بيري بنسبة 7.6%، والكتابة بحروف لاتينية 40% لمضامين تدرك باللغة العربية، والكتابة بالحروف اللاتينية 55% لمضمون مفاهيم تدرك بالأجنبية. وتوصل الاستطلاع إلى نتائج عامة منها، ما يؤكد مسألة سلوكيات الشباب في التعامل مع اللغة، وذلك عبر المشهد الإيجابي من ثقافة الانتماء، وما تمثله اللغة العربية من رمز تراثي وهوية. فبنسبة فاقت 80% اكد الشباب أهمية اللغة.
وأوضح التقرير ان أوجه أزمة الهوية في الوطن العربي متعددة، وتكشف عن واقع يعاني تدهورا بالغا. ويعود ذلك إلى: تدهور في جودة التعليم عموما، طرق تعليم اللغة العربية، تراجع معايير المهنية في الحرص على اللغة العربية، ضعف الالتزام بموجباتها في وسائل الإعلام ولا سيما الإعلام المرئي. واكد التقرير انه مع هذا الواقع باتت العامية هي الأسلوب الأكثر شيوعا في مختلف البرامج، ووقعت خصومة بين الفنون الإبداعية ومقتضيات اللغة العربية الفصحى، وتجلى ذلك في واقع سينما عربية لا تتجاوز أفلامهـا الناطقة بالعربية الفصيحة عدد أصابع اليد الواحدة .
وهذا إضافة إلى تفشي ظواهر سلبية عدة، ساهمت في إضعاف روح التجانس القومي العربي ككل، وكذلك عزوف الشباب عن التمسك باللغة الأم والحرص على إجادتها، وفي المقابل تفشي حالة زهو وافتخار مع التحدث بلغات أجنبية.
جهل تاريخي
شكلت موضوعة الجهل بأهمية اللغة العربية ومدى رقيها اللغوي، إحدى أبرز وجهات النظر ضمن طاولة الجدل حول التجاهل العام لها من قبل الشباب في الوطن العربي، في برنامج تلفزيوني يحمل سم "خواطر 3"على قناة الـ( ام بي سي)، وقدمه الإعلامي السعودي أحمد الشقيري، وهو البرنامج الأكثر تأثيرا في الشباب العربي، وتحدث الشقيري خلاله عن أن اللغة العربية تحمل بعدا تاريخيا أصيلا، يشكل جزءا أساسيا لمعظم الحضارات في العالم، وقام بعرض مجموعة من الأمثلة العربية المستخدمة في اللغات العالمية، والتي يرجع أصلها إلى العربية.
ومن الأمثلة التي ذكرت في الحب أثناء البرنامج ( بُكيه) من الورد، وبين الشقيري ان الصحيح هو أنه يجب أن نتذكر أن مفردة (البُكيه) الفرنسية هي كلمة ( باقة )، وهي مفردة عربية الأصل، لافتا الى أهمية تذكر ذلك كلما تحدثنا بها.
وأوضح الشقيري عبر أسلوب طرح مشوق في البرنامج أن الوعي باللغة العربية يجب أن يصل إلى مرحلة ممارسة يومية والتحام فكري نابع عن وعي من الأشخاص لقيمة لغتهم الأم والافتخار بها، مبينا أن هذا الامر لا يلغي اهمية ودور تعلم اللغات الأخرى لتحقيق التنمية البشرية بكل أشكالها، ولكن اللغة الأم هي الوسيلة الأسمى للتعبير عن الذات والشخص والفكر، وكذا هي التي تحقق مبدأ اثبات الوجود والهوية لكل إنسان، وعلى كل أرض وفي كل حضارة.
أداة
تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي ( توتير ) ( فيسبوك )، جزءا أساسيا في صناعة اللغة الشبابيــة عبر الشبكات الإلكترونية، وهنا المسألة غير متعلقة بأحرف لاتينية أو إنجليزية أو عربية، ولكن برزت تنوعات في أسلوب عرض الحوار، وعدد الكلمات، وحرية التناول، والبعد النفسي والاجتماعي، وذلك من خلال اللغة التي استثمرتها محاولات عديدة، أقدم عليها قادة وسياسيون في العالم.
وتبرز هنا أهمية التفاعل معها ببعد لا يفقد اللغة الأم أهميتها وحضورها، وخاصة عبر موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ).ومن أبرز الأمثلة هي صفحة على " تويتر " للملكة الأردنية رانيا، إذ دفعها اهتمامها بقضية الحوار بين الحضارات إلى الدخول في هذه العوالم من اشكال التواصل الاجتماعي الحديثة، فعمدت إلى تحديد تاريخ الثاني عشر من أغسطس الذي يصادف يوم الشباب العالمي، للإجابة عن أسئلة الكثيرين الذين يرسلون تعليقاتهم لعنوان الملكة رانيا على الموقع.
حيث يزيد عدد المشتركين على الـ 5000 شخص حول العالم. وسُجلت فيديوهات مختلفة بعثت عبرها رسائل مختلفة حول قضايا المغالطات بين المسلمين والغرب. وغيرها من المشكلات التي تم طرحها نتيجة الفجوة المعرفية. ووصل عدد مشاهديها إلى 400 ألف مشاهد.
قناة تفاعلية
يعد الـ"اليوتيوب"، حاليا، قناة تواصليــة عالمية مهمة، اخذ يستخدمها الشباب العربي ليوثق المواقف والاحداث والافكار ووجهات النظر الخاصة به، في قالب لغـــة خاصــة، وذلك بعيدا عن الأجندات التلفزيونية المحلية في بلدانهم، والتي لا تزال، في نظرهم، لا تتحدث لغتهـــم بالبعد التفاعلي ذاته، وبصورة أكبر.
وهنا نصل إلى واقع وحقيقة وجود تجاهل ثقافي من قبل أغلب المؤسسات الإعلامية في طبيعة تناولها لقضية لغة الشباب التي لم تعد محصورة في أحرف لاتينية وإنجليزية معربة. ولكنها شملت أيضا مستوى الفكرة والمضمون والدافع. ونجد انه، وفي السعودية تحديدا، بات استخدام قناة (اليوتيوب) أفضل الطرق ليعبر الشباب السعودي عن أفكاره وبلغة تحمل الابعاد للغة الإنجليزية بتعبيرات (معربة)، ومن ثم للعربية الفصحى، وأيضا إضافة إلى اللهجة العامية.
وفي سياق الموضوع نفسه، نشرت مجلة ( أكشنها) الإلكترونية، تقريرا حول أقوى 5 قنوات (يوتيوبيـــة) سعوديــــة، بين انه تحتل المرتبة الاولى قناة موسيقية تدعى ( كلاش)، والمواد المعروضة فيها لفنان الراب السعودي محمد الغامدي (24 سنة)، حيث وصل عدد المشاهدات للقناة الى أكثر من 20 مليون مرة، وتنتشر فيديوهات ومقاطع صوتية للفنان نفسه، عبر أكثر من قناة على اليوتيوب حتى وصل عدد الفيديوهات إلى 2490 مقطعا.
وأما القناة (اليوتيوبية) الخاصة بالفنان السعودي السعودي ماجد أيوب (23 سنة)، والمعنية بالموضوعات الدينية التي تطرح بشكل مبسط، فاحتلت في تصنيفات التقرير المرتبة الثانية بين أكثر القنوات (اليوتيوبية) تفاعلاً في السعودية لمضمونها الديني، ووصل عدد المشاهدات الى 2,5 مليون مرة.

