"السفر عبر الزمن في نسيج توليفة حكايات زادها قصص العراقة والجمال والتميز". هذا فعليا ما ترسمه مضامين المفردات التراثية الثقافية في جمعية أم القيوين للفنون الشعبية، فتصوغه في قالب ثقافي تراثي، غني بالدلالات والمعاني. لتبقى هذه الجمعية التي تأسست عام 1974، حاضرة تضي ء في دورها المؤثر، على قيم الماضي وتراثه، متخطية العقبات ومتحدية الطبيعة القاسية، وكذلك تجاهل وإهمال جيل الشباب لتراثهم وماضيهم العريق.
قطعت جمعية أم القيوين للفنون الشعبية، أشواطا مهمة بشأن خطط عملها وبرامجها الرامية إلى تحقيق رسالتها. ولاتزال، في سبيل تحقيق وترسيخ رؤاها واهدافها، حريصة على تبني مناهج عمل متطورة في آليات حفظها للتراث الفني الثقافي، ومن ثم نشره بين أجيال الشباب.
قصة البدايات
قامت جمعية أم القيوين للفنون الشعبية، على أكتاف أشخاص تميزوا بولائهم لماضيهم وعشقهم لتراثهم، وعلى رأسهم حميد إبراهيم عبيد بن بشر - مدير الجمعية، ومعه بعض رفاقه الذين كان لهم صولات وجولات مع البحر للصيد واستخراج اللؤلؤ، قبل عشرات السنين.
اختار حميد إبراهيم عبيد بن بشر، أن يستهل حديثه عن الجمعية وبرامجها ورسالتها، بالإشارة إلى اقتدائه، في أعماله بهذا الصدد، بقول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان: "لابد من الحفاظ على تراثنا القديم، لأنه الأصل والجذور، وعلينا أن نتمسك بأصولنا وجذورنا العميقة". وأكد حميد إبراهيم عبيد بن بشر ان هذا القول للمغفور له الشيخ زايد، شحذ همته وشجعه على توثيق تاريخ الإمارة ومعالم الحياة القديمة فيها.
وأضاف بن بشر: "عُرفت أم القيوين قديما باسم (أم القوتين) نظرا لقوتها البحرية والبرية، وحذق قاطنيها الذين تمسكوا بهويتهم وعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة، ويعرف الكثيرون أن إمارة أم القيوين ذات تاريخ حافل بالإنجازات الباسلة.
وتمتلك مقومات سياحية عززت مكانتها على خارطة السياحة المحلية والإقليمية والعالمية كوجهة مفضلة يقصدها الكثير من زوار الدولة للاستمتاع بشواطئها وخدمات منتجعاتها، وهوائها العليل والمنعش، ولكن ما لا يعرفونه أنها تحوي إرثا مهما. كما لها النصيب الأوفر من الأسوار والأبراج والقلاع والحصون، وحافظت، بدقة تامة، على رموزها الشاهدة على ماضي الآباء والأجداد وعبقريتهم".
وتابع حميد إبراهيم عبيد بن بشر: "لكل شعب موروثه، وإذا لم يجد من يحافظ عليه فإن مصيره سيكون الفناء، لذا كان اهتمام القائمين على شؤون إمارة أم القيوين بشكل خاص، يعنى بالحفاظ على الموروث الشعبي للإمارة، وعليه فقد تم تأسيس جمعية أم القيوين للفنون الشعبية في عام 1974، وأنيط بها مهمة الحفاظ على الموروث الشعبي ونقله إلى الأجيال اللاحقة، ولاتزال إلى يومنا هذا، تعد من الجمعيات السباقة في الدولة، والتي كان لها إسهامات نوعية، في إرساء مفهوم الفن الشعبي لهذه المنطقة".
تطرق حميد إبراهيم عبيد بن بشر، إلى مراحل تأسيس وتطور الجمعية: "لم يكن إنشاء الجمعية أمرا سهلا، فالهدف منها لم يكن تجميع أدوات أثرية ليراها الضيوف والزوار، بل بغرض توثيق تاريخ مجتمع بأكمله، ولإمارة تميزت بقوتها البحرية والبرية، ومعالمها التاريخية والحضارية المتمثلة بالقلاع والحصون والمتاحف.
وهذا أمر شاق، ويتطلب الدقة والاستعانة بالخبراء، فضلا عن التفرغ الكامل، وبالنسبة لي فقد وهبت حياتي لخدمة التراث، وحشدت طاقاتي في سبيل جمع الأدوات النادرة والثمينة التي تعبر عن تاريخ مجتمع الإمارات وطبيعة الحياة فيه سابقا".
ويشير مدير جمعية أم القيوين للفنون الشعبية، إلى انه بذل جهودا ذاتية لحماية ماضي أم القيوين الجميل، الذي لايزال يقاوم الإهمال والتجاهل والطبيعية القاسية من أجل البقاء. وهو يصر دوما على تأكيد وبرهنة مدى تعلقه الكبير بأعمال الجمعية ورسالتها، فهذا الالتصاق بالجمعية واعمالها، يشعره بأنها آلة زمن فريدة من نوعها، ذلك لأنها تعيده إلى عهد الآباء والأجداد بمجرد دخولها. كما أنها تذكره بحياة الماضي التي تعتمد على البحر بصورة رئيسة، حيث كان الآباء يكسبون قوتهم اليومي من صيد الأسماك.
وأيضا من الغوص للبحث عن اللؤلؤ. واستمروا يصنعون سفنهم وقواربهم الصغيرة بأنفسهم. ويحكي حميد إبراهيم عبيد بن بشر عن ذلك: " كنت أسأل نفسي دائما، عن الأمور التي سأقدمها لبلدي الامارات، من أجل دعم نهضتها وتقدمها، ووجدت أن توثيق ماضيها أفضل ما يمكن أن أقدمه لها، فقد ترك لنا الأسلاف الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به ونحافظ عليه ونطوره.
وذلك ليبقى ذخرا لهذا الوطن وللأجيال القادمة، ومن منا ينسى كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، حين قال ( على شعبنا ألا ينسى ماضيه وأسلافه، كيف عاشوا وعلى ماذا اعتمدوا في حياتهم، وكلما أحس الناس بماضيهم أكثر، وعرفوا تراثهم، أصبحوا أكثر اهتماما ببلادهم وأكثر استعدادا للدفاع عنها )".
وأضاف بن بشر: "عندما توليت مسؤولية إدارة جمعية أم القيوين للفنون الشعبية، قبل أكثر من عشر سنوات تقريبا، فكرت بعمل متحف يحتضن كل تفاصيل الماضي الجميل، وبفضل الله، نجحت في مساعدة أعضاء الجمعية وسكان الإمارة، وذلك بجمع أكبر عدد من الأدوات النادرة التي من شأنها أن تعطي زوار متحف الجمعية، صورة واضحة عن تراث الدولة وعادات مجتمعها وتقاليده عموما، وإمارة أم القيوين على وجه الخصوص.
ولكنني مررت وزملائي في الجمعية، بسلسلة من الصعوبات والتحديات، أبرزها مخاطبة جميع الأسر والعائلات المقيمة في الإمارة ومتابعتهم لتسليمنا القطع والأدوات الأثرية التي يمتلكونها، والتي كانت تُستعمل في الإمارة نفسها، لكن في أزمنة مختلفة. وبعد جهد جهيد، استطعنا الحصول على بعض الصناعات الخشبية، مثل: الصناديق والأسرة، أدوات الغوص، صناعات حديدية (كالسيوف والخناجر وبعض الفضيات).
إضافة إلى الكثير من الأدوات المنزلية التي كانت تستخدمها الإماراتيات في السابق، والعديد من الوثائق والصور التي تم شراء بعضها، وجمع الجزء المتبقي بالتعاون مع متحف أم القيوين الوطني. إن الدخول إلى ماضي أم القيوين وتاريخها العريق يمر عبر بوابة أشهر معالمها التاريخية والحضارية: (الحصن)، والذي أنشأه وأسسه الشيخ راشد بن ماجد المعلا، رحمه الله، عام 1768.
ووصف الشيخ راشد بن ماجد المعلا، رحمه الله، بأنه صاحب شخصية قوية وشجاعة وأخلاق كريمة، وبالإضافة إلى أنه رجل سياسة، كان رجل حرب، وأيضا على دراية بفنون القتال، حيث استطاع أن يوحد القبائل ليكونوا مجموعة مترابطة تحمي نفسها من أي اعتداءات بحرية وبرية. وكما هو معلوم فقد بني الحصن لدرء الأخطار عن المدينة.
وهو عبارة عن سور يتخلله عدد من القلاع البرية والبحرية، وهو اليوم رمز لعراقة وأصالة أهالي المنطقة، ويمثل مشهدا حيا يربط بين الحاضر والماضي البعيد، فالمشهد التاريخي لايزال حاضرا في الذاكرة، وهو ما يجاريه ويدعمه مشروع عمل الجمعية، إذ تسند وتقوي توجهات البحث عن الحضارة القديمة والمعالم التاريخية في مجتمعنا، والاستمرار في التنقيب عن مفرداتها، في مختلف المواقع التي عاش فيها الأجداد منذ مئات السنين.
يتابع حميد إبراهيم عبيد بن بشر، حديثه عن مراحل تطور إمارة أم القيوين، ورسوخ معالمها التراثية:
"قبل 240 عاما، أرسى الشيخ راشد بن ماجد المعلا، أول أسس البنيان المعماري في الإمارة، والذي جمع بين الحصن كموقع دفاعي، والمنافع الخاصة بالسكن وأماكن الإقامة ومستودعات الخزن وغيرها. وبُني الحصن على شكل مربع من الحجارة البحرية.
وهو يتألف من غرفة مراقبة من المغازل الأفقية والعمودية والدائرية، تساعد على الرؤية والمراقبة من كافة الاتجاهات. وللحصن مكانة خاصة في نفوس أبناء أم القيوين، تاريخيا ودينيا، فهو لم يكن فقط للدفاع، ولكن أيضا، كان مركزا اجتماعيا ونظمت فيه مناسبات وطنية واجتماعية عديدة.
مقتنيات وأدوات
تضم الجمعية الكثير من الأدوات التي استخدمت في الغوص قديما، مثل: "الملقطة" التي هي أداة كانت تستخدم في فتح المحار. وهناك "الجدى" وهو الحبل الطويل الذي يُربط في جسد الغواص، ويصل بـ"الدين" في رقبته، والاخير عبارة عن وعاء لجمع المحار.
كما تضم الجمعية، عدة أدوات أخرى، أطلعنا عليها، حميد إبراهيم عبيد بن بشر. وهي مثل: غطاء السلحفاة - كان يسمى "جرف الحمسة"، الأصداف "دوكة"، "كوز"، حجر البحر - كان يسمى "بيمة"، الحجر الأبيض - وكان يسمى "كراع العريش".
وتحدث مدير عام جمعية أم القيوين للفنون الشعبية، عن سمكة ضخمة محنطة، موجودة في وسط المتحف: "تسمى هذه السمكة "السيافة"، ويقدر طولها بـ4 أمتار وربما أكثر، ولديها أنف يشبه المنشار. كما كان الناس قديما يقتطعون اللحم الطري، من ذيلها وزعانفها، لطهيه وتناوله كوجبة غنية، ويعد الذيل وكذلك الزعانف أو (الشعروفة)، أغلى المناطق في جسد هذه السمكة".
من يتجول داخل متحف الجمعية، سيرى لوحة كبيرة معلقة على أحد الجدران، تحمل أسماء السفن قديما، وعن ذلك قال بن بشر: اشتهرت الإمارة منذ القدم، بصناعة السفن الكبيرة والصغيرة.. كما عُرف أهلها ببراعتهم في الغوص بحثا عن اللؤلؤ. وأيضا اشتهروا بصيد الأسماك. ومن السفن المعروفة التي استخدموها في اعمالهم تلك: (غالب، الغافري، الأسد، البعير، جلبوت، طوفان).
صحون فخارية
يشتمل متحف جمعية "الفنون" في ام القيوين، أيضا، على بعض الوثائق القديمة والحرف الشعبية. إلى جانب كافة أنواع الأسلحة المستعملة قديما، ومنها السيوف والخناجر والبنادق. وتطرق بن بشر الى الحديث عن هذه الادوات: "كانت تضم الإمارة، قديما، العديد من الأسواق الرائجة في تجارة المواد الغذائية والصناعات الخفيفة، مثل: صناعة الجلديات، صناعة الذهب والفضة، صناعة الفخار. وهذا بالإضافة إلى تجارة الأسماك الطازجة والمجففة".
وبسؤال بن بشر عن الأفكار التي تجول في خاطره لدى رؤيته الصحون الفخارية، أكد أن أم القيوين مزيج رائع بين الماضي والحاضر، وأن أجواءها الرمضانية لا يعلى عليها، حيث تنصب العائلات الإماراتية الخيام بالقرب من الشواطئ، بهدف استقبال أكبر عدد من الزوار والترويح عن النفس، بعد إتمام العبادات، وقال مبتسما: "تذكرني بحياتنا شديدة البساطة، خلال فترة السبعينات من القرن الماضي.
وبأجواء شهر رمضان قديما، وكذلك حرص أهالي أم القيوين على تمتين الروابط الاجتماعية، وهو ما كان يبرز بشكل واضح، من خلال موائد الإفطار الجماعية المفتوحة، والتي كان يلتف حولها الجميع، ويأكل منها عابرو السبيل والمحتاجون، فقد كانت النساء تجتمع في منزل واحد، ويتعاونّ على تحضير أصناف مختلف أنواع الطعام، مثل:
الأرز، الهريس، الفريد، الرطب، الكامي (وهو الجبن المحلي الطبيعي المستخرج من المواشي). ومن ثم كن يملأن هذه الصحون مرة أخرى، بـ"الفوالة" التي تكثر فيها الحلويات والأطباق الشعبية القديمة، ومنها: "الخبيص"، "اللقيمات"، "العراروط" الذي هو "الكستر" بالمفهوم المحلي. وهناك أيضا "العصيدة"، بالإضافة إلى الفواكه المعلبة التي كان يتم استيرادها من الهند".
اهتم حميد إبراهيم عبيد بن بشر - مدير الجمعية، ورفاقه، بتزيين جدران متحف الجمعية بالكثير من الصور الفوتوغرافية القديمة، وقال حول ذلك: "بدأت أم القيوين تشهد أولى خطوات التقدم، مع تولي المغفور له الشيخ أحمد بن راشد المعلا، مقاليد الحكم في الإمارة، في عام 1929، إذ جعل من أهدافه، العمل على تنمية الإمارة، ومن ثم توفير الخدمات المختلفة للمواطنين.
كما قام بدور إيجابي في المراحل التي أدت إلى قيام دولة الاتحاد، لتصبح أم القيوين، الإمارة الخامسة فيها، لذلك كان من الضروري توثيق هذه المرحلة التاريخية والسياسية من حياة حكام الإمارة.
وذلك منذ عهد ومرحلة حكم المغفور له الشيخ ماجد المعلا، أول مؤسس لإمارة أم القيوين، وقد خلفه ابنه المغفور له الشيخ راشد بن ماجد المعلا، وهو من شيوخ آل علي، ثم تولى حكمها في عام 1820 المغفور له الشيخ عبدالله بن راشد الذي وقع معاهدة السلام مع بريطانيا باسم أم القيوين. وكل هذه المراحل، كما قلت، تم توثيقها، حتى المرحلة الحاضرة التي تقلد فيها مقاليد الحكم، الشيخ سعود بن راشد المعلا".
طبول و«راديوهات»
أوضح بن بشر، بشأن كثرة الطبول على رفوف المتحف، أنها جزء لا يتجزأ من التراث الشعبي المحلي. وأضاف: "تعكس الفنون الشعبية الإماراتية والتراث الثقافي، العديد من مظاهر الحياة والجوانب الاقتصادية والثقافية والفكرية للمجتمع الإماراتي.
كما تعبر عن حياة الأفراد وعاداتهم وتقاليدهم في الأفراح والأتراح. وللطبول حضور قوي في مختلف أنواع الفنون الشعبية والمهرجانات. فهي احدى الآلات الموسيقية ذات الإيقاع الشعبي القديم، وذلك مثل: الخرخاش، السحال، البوق، الدف (أو كما يطلق عليه بالمفهوم المحلي "السِماعات")، الربابة، المزمار، الناي، وغيرها».
وقال بن بشر، حول أنواع الطبول: "يستخدم طبل يسمى "الراس"، وطبول تسمى "التخامير" في تأدية فن "العيالة" الذي يحتل مكان الصدارة بين كل فنون الخليج وسائر أرجاء الجزيرة العربية، فهو فن عربي عريق. ويصعب تحديد تاريخ بروزه، وتُؤدى رقصة "العيّالة" من خلال صفين متقابلين من الرجال، وكل صف يقف أفراده متلاصقين بشدة ومتشابكين والأيدي من الخلف، فكل رجل يشبك بيده حول خصر زميله حتى يبدو الصف الواحد متلاحما كبنيان مرصوص.
وذلك دلالة على التماسك والتآزر القبلي، وتتوسط الصفين فرقة محترفة تقوم بالضرب على الطبول المختلفة الأشكال والألوان والدفوف والآلات النحاسية. ذلك لتقدم اللحن والإيقاع الحماسي المناسب. ومن ثم تبدأ الرقصة مع إشارة البدء من قائد الفرقة. وفي هذه اللحظة يأخذ حملة الطبول بالضرب بشدة على طبولهم، ويبدأ الصفان بالرقص والحركة المستمرة، لفترة طويلة".
كما يحتضن متحف جمعية أم القيوين للفنون الشعبية أيضا، آلة كاتبة يعود تاريخها لأكثر من 30 عاما، و"الراديوهات" القديمة، التي تأسر كل من يشاهدها، وعنها قال بن بشر: "لا يكتمل جمال أي متحف، من دون "الراديوهات" القديمة التي رافقت الآباء والأجداد، على مدى سنوات طويلة، ففي الماضي لم تكن هناك فضائيات أو صحف أو إنترنت، وكان المذياع السبيل الوحيد لمعرفة الأخبار، كما كان لا يفارق أيديهم للحظة".
ومن ثم أمسك بن بشر بكاميرا قديمة، ووصفها بأنها من أقرب قطع المتحف إلى قلبه، وأضاف: "ينبهر زوار المتحف باحتفاظنا بعدد من الكاميرات القديمة التي كانت مستخدمة في الفترات الماضية، والتي تعود إلى أوائل ومنتصف القرن الماضي".
ثقافة غائبة
وعلق مدير عام جمعية أم القيوين للفنون الشعبية، في ختام جولتنا الموسعة في متحف الجمعية، معبرا عن أمله في أن تستطيع الجمعية، غرس حب التراث في نفوس المراهقين والشباب، وتابع: "لدينا الكثير من البرامج التثقيفية التي تستهدف طلاب المدارس، ذلك بغرض تعليمهم العادات المتبعة قديما والفنون الشعبية، وذلك مثل "العيالة" و"الليوا" و"الشلات". وهذا طبعا إضافة الى تدريبهم على عملية التجديف في البحر، سعيا الى المشاركة في السباقات التراثية الخاصة بالزوارق القديمة".
وشدد بن بشر على ضرورة التركيز على هذه الفئة العمرية منعا لاندثار أهم محطات التراث والعادات القديمة، كما ناشد وزارة التربية والتعليم في الدولة، وكذلك هيئة الشباب والثقافة، تخصيص مجموعة حصص وأنشطة وفعاليات معنية بتراث الوطن. وان تحرص على وضع الجوائز والمكافآت المعنوية والمادية، بغرض تحفيز الطلاب على الاستمرار في مسيرة تعلم التراث. واستطرد قائلا:
"تتأثر هذه الفئة العمرية بعوامل التطــور والتكنولوجيا الحديثة من أجهزة الترفية والهواتـــف الذكيــة التي باتت تشغل الكثيرين منهم وتستحوذ على اهتماماتهم، لذا أطالب أولياء الأمور باصطحاب أبنائهم إلى الجمعيات الشعبية التراثية والمتاحف التي توضح حياة أهل الإمارات قديما، فثقافة زيارة المتاحف مفقودة وربما مجهولة لشريحة كبيرة من المجتمع الإماراتي، ذلك لعدم فهمهم قيمة هذه الزيارات، وبفعل التصور الخاطئ عن المتاحف بأنها مملة".




