يبحث كتاب "لحظات فاصلة في حياة الزعماء"، لمؤلفه رمزي المنياوي، في منوال وطبيعة اللحظة الحاسمة للزعماء، موضحا، من وجهة نظره، أنها تمثل بالنسبة لكل زعيم، لحظة الثبات أو الممات، ولحظة الصعود أو السقوط، لحظة الحياة أو الموت. أو أنها، وبالمقابل، لحظة حياة الذل والهوان والانتحار، والأسر والاعتقال والهرب والفرار.
أو الاستقالة وإبقاء المزيد من الفضائح والاستسلام لمسلسل الانهيار والمضي فيه قدما. وكذلك يشير المؤلف إلى وجود خيارات لا مجال للسياسي للقرار فيها، إذ يقرر هذه اللحظة، طرف آخر يكون مصيره بيده، كلحظة إعدامه أو قتله أو تصفيته سياسيا أو جسديا، إذ إن السياسي أو الزعيم يرغب دائما في لحظة الانتصار وهي هاجسه الوحيد.
ويذكر رمزي المنياوي، لحظات فاصلة من كل هذا وذاك. لحظات مرت بزعماء وقادة سياسيين، بينهم ملوك وملكات ورؤساء حكومات. وكانت لحظة كل منهم الفاصلة، والتي تحمل الكثير الكثير من صرخات الانكسار أو ضحكات الانتصار، ولكنها جميعا، تنطوي على الكثير والكثير من العبر والدروس. ويوزع المؤلف كتابه على عدة محاور، ضمن فصول سبعة، تدور في اولها، حول موضوعه لحظة التنازل عن العرش. ومن الأمثلة التي يذكرها المؤلف حول هذا المحور، قصة نابليون بونابرت وتنازله المذل بعد العظمة.
واما لحظات الانتحار، فيرصدها المؤلف في المحور الثاني، موردا انتحار كليوباترا من اجل انطونيو، وكذلك زنوبيا، ملكة تدمر.
وفي المحور الثالث: لحظة الإعدام. يتحدث المؤلف عن: تشارلز الأول، صدام حسين، عمر المختار، تشي غيفارا، عبدالكريم قاسم. وأيضا تشاوشيسكو الذي بكى كالأطفال لحظة إعدامه.
واما المحور الرابع: لحظة الاستسلام مثل الإمبراطور العتيد هير هيتو، الذي وقع وثيقة الاستسلام بدموعه.
وبالنسبة للمحور الخامس فهو عن لحظة الاستقالة القهرية: ريتشارد نيكسون، غولدا مائير ايهود اولمرت، لحظة جنوب لبنان.
وفي المحور السادس لحظة الهروب: شاه إيران.. الذي هرب ولم يبك عليه أحد!!، موبوتو سي سيسكو.
وفي المحور السابع، يحكي المؤلف عن لحظة الانتصار: محمد الفاتح، لحظة تحقق البشارة النبوية بفتح القسطنطينية، وطارق بن زياد ولحظة فتحه الأندلس .. لحظة لن ينساها التاريخ، وفرانكلين روزفلت، لحظة الانتصار على الخوف.
ويأتي هذا الكتاب في وقت يحدث للعديد من الزعماء، وبخاصة في المنطقة العربية، ما حدث لسابقيهم من لحظات حاسمة في تاريخهم، وذلك في ظل ثورات الربيع العربي التي تطيح بزعماء حكموا، من دون إرادة شعوبهم، فكان مصيرهم مأساويا، وتوزع بين السجن والهروب والقتل المهين.
الكتاب: لحظات فاصلة في حياة الزعماء
تأليف: رمزي المنياوي
الناشر: دار الكتاب
العربي - دمشق القاهرة 2011
الصفحات: 308 صفحات
القطع: المتوسط
