صدر حديثاً عن «مركز الجزيرة للدراسات والدار العربية للعلوم ـ ناشرون» كتاب المفكر والسياسي التونسي «الديمقراطية وحقوق الإنسان في الإسلام» في أكثر من ثلاثمئة صفحة من القطع الكبير.

يعالج كتاب «الديمقراطية وحقوق الإنسان في الإسلام»، لمؤلفه المفكر والسياسي التونسي راشد الغنوشي، قضية الديمقراطية ومبادئ الحكم والسلطة في الإسلام. وكذلك جدلية الوحدة والاختلاف والتعددية في الإسلام. ويتطرق إلى الإسلاميين ودورهم في نشر الديمقراطية. ثم ينتقل إلى الحرية في الإسلام، والتحفظات التي يبديها المفكر على الديمقراطية في الإسلام. وأثر الإسلام في سلوك المسلم الاقتصادي.

 ويلقي الضوء على الخطاب الإسلامي العربي الحديث. ويتحدث الغنوشي في الفصل الأول لكتابه، عن ضرورة السلطة ومدنيتها في الإسلام، لأن الإسلام عاد بقوة طرفاً فاعلاً في السياسة المحلية والدولية، رغم اختلال ميزان القوة الدولي ضده، وذلك مقابل انزواء الفكرة العلمانية وفشلها، بما زاد من تعويلها في البقاء على جهاز الدولة القمعي، وعلى الظهير الخارجي.

بينما يتصاعد تأثير حركات الإسلام على الأفراد ومؤسسات المجتمع. وفي الفصل الثاني يناقش المؤلف مسألة الوسطية في علاقة الدين بالسياسة، موضحا أن الإسلام بحكم شموليته، هو عقيدة انبثقت عنها شرائع وأحكام تولت تنظيم معاملات معتنقيه في مختلف مجالات حياتهم الفردية والجماعية وشؤون المال، وفي الأسرة .

وفي ما ينجم عن ذلك من منازعات وتظالم، وفي شؤون الحرب والسلم. كما يناقش الغنوشي الصلة بين الدين والسياسة وبين الدين والدولة في الإسلام، ما يمثل الركن الأساسي في أيديولوجية الحركة الإسلامية المعاصرة. ويؤكد على ان فصل الدين عن الدولة في التجربة الغربية، قد أطلق طاقات العقول للنهوض وتأسيس التمدن.

وفي الفصل الثالث، يبحث المؤلف في كيفية عمل الحركة الإصلاحية لإبراز قيمة الحرية في الإسلام، والتشنيع على الاستبداد. وفي الفصل الرابع يتحدث عن مفهوم النظام الديمقراطي. ويتساءل الغنوشي هنا: «هل يعني ذلك أن العملية الديمقراطية في هذه المنطقة، في حالة انتظار لقبول الغرب بالإسلام والإسلاميين، شريكاً في إدارة الشأن الدولي، أو في الأقل شؤون المنطقة، وسبيلاً لضمان مصالحه في عالم إسلامي محكوم بديمقراطية إسلامية».

ويؤكد المؤلف على أنه من المؤسف أنه لا يزال يسبح في بحر ثقافة الإسلاميين، عدد من المفاهيم غير المحددة تحديداً علمياً دقيقاً، تصورهم للدولة الإسلامية التي يجاهدون بكل الوسائل لإقامتها. ثم يشير بكل وضوح إلى أن التحالف مع الإسلاميين مطلب المرحلة، إذ لا يزال يحضر بمفهوم جلي مبدأ العمل المشترك بين التيار الاسلامي والتيارات الديمقراطية الأخرى، إن على الصعيد القطري أو على الصعيد العربي أو الإسلامي أو العالمي. كما يناقش المؤلف الحريات وحقوق الإنسان في الإسلام. ويؤكد بأنه لا شرعية لحكم بدون انتخاب.

وإن الإسلام هو الذي أسس الديمقراطية. والغرب هو الذي أخذها من الإسلام، حيث مثل نموذج الخلافة الراشدة، مثالاً للحكم الذي يستمد شرعيته من تفويض العامة. ويبين أن الحكم كان يسمى خلافة وليس ملكاً، لذلك فهو ليس فردياً، فقد اختلف الصحابة، ولكنهم أداروا خلافاتهم بروح عالية من المسؤولية. ثم يتطرق إلى علاقة الحرية والاقتصاد، والمرأة والحرية، والحرية في المجتمع المدني.

وحرية العقيدة ومسألة الردة. ويتناول المؤلف بعد ذلك، جملة موضوعات، ومنها مفهوم الحرية وحقوق الإنسان في الغرب. ويناقش مسألة الحملة الإعلامية التي تديرها المؤسسات العربية هذه الأيام، على ما تسميه بالإرهاب العربي. ويناقش الغنوشي ايضا، الفكر الإسلامي الحديث ومسألة حقوق الإنسان. ويؤكد على حق الفرد في اختيار عقيدته بعيداً عن اي اكراه، إذ ضمنت الشريعة للإنسان هذه الحرية كثمرة لمسؤولية الإنسان. ثم يتطرق إلى دستور المدينة: مؤسسة المسجد الجامع، ومؤسسة الأخوة، والمؤسسة الدستورية.

ويخصص المؤلف فقرات طويلة عن حقوق الإنسان في الإسلام، وعلاقته بالإعلانات الحديثة. وفي الفصل الثالث، يعالج المؤلف العلاقة بين الحرية والحضارة من منظور إسلامي. وفي الفصل الرابع، يناقش الغنوشي مشكلة العنف، معترفاً بأن تاريخ الإسلام لم يخلُ من وجود جماعات تعتمد السلاح سبيلاً لتغيير ما تراه منكراً.

ويحذر من خطر الخلط المتعمد بين الإسلام والإرهاب. ويؤكد على أنه يوجد في الغرب 30 مليون مسلم، حيث ان التهميش ومناخات الكراهية والبطالة، تمهد لتكوين أرض خصبة للتطرف. ويتضمن الكتاب ملاحق عديدة، منها: التجربة التركية في الحركة الإسلامية المعاصرة، نموذج حزب العدالة والتنمية.

 

 

 

 

 

 

الكتاب: الديمقراطية وحقوق الإنسان في الإسلام (دراسة)

تأليف: راشد الغنوشي

الناشر: مركز الجزيرة للدراسات والدار العربية للعلوم ناشرون/ الدوحة بيروت 2012

الصفحات: 311 صفحة

القطع: الكبير