يستعرض كتاب" مسرح العربي .. مسيرة تتجدد"، لمجموعة من المؤلفين، سبل إنفاذ المسرح العربي والارتقاء به. ويتساءل المؤلف حسن عطية، في مساهمته ضمن الكتاب، عن مدى إمكانية إنقاذ المسرح العربي من وهدته الحالية، وذلك بعد أن سرقت وسائل الإعــلام الأخرى، الاهتمام الجماهيري الذي كان منصبا على المسرح.
كما يطرح رياض عصمت، أسئلة مهمة عن فوائد إحياء الموضوعات الأدبية التقليدية والتاريخية في المسرح العربي، وتحديدا عن أثر "ألف ليلة وليلة"، على المسرح العربي لدى المسرحيين الكبار، ومنهم: أبو خليل القباني وألفريد فرج ومحفوظ عبد الرحمن.
ويرى عبيدو باشا أن ضعف المسرحيات واضح وصريح، لأنها من دون هواجس أولا. وثانيا كونها بلا ذاكرة إلا في استثناءات قليلة، ذلك أن عمل الشباب وكأنه فقط البداية، ولم تجر قبله تجربة، فغياب القلق المعنوي يعادله حضور فالت وحشي، وبلا عصب في المسرحيات العربية.
ويرى خالد سليمان أنه في أيام قرطاج المسرحية الثانية عشرة، لم تغفل تونس بعدها الإفريقي، بالرغم من قديم تجذرها عربيا وإسلاميا، كما يتحدث عن المسرح الحر في مصر : "لقد انطلقت منذ عقود حركة مسرحية واعدة من مسارح الاسكندرية، مسارح قصر ثقافــة الانفوشي وليسيه الحرية وغيرهمـــا.
كما ساهم قسم المسرح في جامعة الاسكندرية في إثراء الحركة المسرحية وضخ دماء جديدة إليها، وكما أعطى قصر ثقافة الانفوشي، اسماء كبيرة في الثقافة المصرية، مثل: الوزير الفنان فاروق حسني ومحمد غنيم والملحن حمدي رؤوف ومحمد علي سليمان وعماد عبد الحليم".
ويتحدث أحمد عبد الحليم، في دراسته بالكتاب، عن المسرح الكويتــي: "أهـــم ما وصلت إليه الحركة المسرحية الكويتية الآن، أنها تأسست في شكل أربع فرق مسرحية وهي المسرح العربي ومسرح الخليج العربـــي والمسرح الشعبـــي والمسرح الكويتي. وهي وتخضع لنظـــــام جمعيات النفع العام، وتستمد حركتها وحيويتهــا من الدولة في صيغة تدعيم مادي سنوي، بالإضافـــة إلى تقديم دور العرض لها لتقــدم أعمالهــا المسرحية". ويضيف:
" ولا جدال في أن تلك المسارح، منذ إنشائها، تقدم جهودا فنية رائعة، استطاعت أن تمثل دولة الكويــت في المحافل العربية العديدة، وهو ما لفت النظر إلى تلك المسارح، وأصبحت دولة الكويــت في خريطة الحركة المسرحية العربية، ظاهرة وواضحة، ويعمل لها ألف حساب".
ويقدم نديم جرجورة، ضمن الكتاب، أسئلة نافذة حول واقع المسرح اللبناني، وحالة من الالتباس التي يعانيها، وتحديدا في فترة التسعينات من القرن الماضي، وهو ما جعله بعيدا عن الواقع اليومي. ومن المغرب، يطرح سعيــد الناجي، أسئلة حول الصعوبات التي تعترض طريق المسرح المغربي، وتأرجحاته بين الاقتبــاس ومشكلات النــص المسرحي والمسرح الجامعي، ومن ثم تركزه في حالة شبه مع المسارح التي تمارسهــا الفرق الجهوية في المغرب.
الكتاب: المسرح العربي .. مسيرة تتجدد
تأليف: مجموعة من المؤلفين
الناشر: مجلة العربي يناير 2012
الصفحات: 240 صفحة
القطع: المتوسط
