القوة المنتظرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يصعب، إلى حد الاستحالة، أن نحدد أي الموضوعات التي تم تناولها خلال المباحثات، التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هي الأكثر أهمية مقارنة بغيرها، فكل ما تم التطرق إليه خلالها له أهميته، ويفرض حضوره بقوة وإلحاح.

ينطبق هذا القول على عمق العلاقات الاستراتيجية بين السعودية ومصر، والحرص على تعزيزها في مختلف المجالات، كما ينطبق أيضاً على الموضوعات الأخرى، التي تم التطرق إليها والمتعلقة بمستجدات الأوضاع ومختلف القضايا الإقليمية في المنطقة، ولا سيما ما يتعلق بتدهور الأوضاع في اليمن وسوريا وليبيا.

غير أنه من المهم أن نربط بين موضوعات هذه المباحثات، وما كشفت عنه مصادر عربية مطلعة من أن مصر سوف تطرح أمام القمة العربية، المقرر عقدها قريباً في القاهرة، مشروع تأسيس القوة العربية المشتركة، لمواجهة الاضطرابات الأمنية، التي تشهدها المنطقة ومكافحة التطرف.

هذا المشروع، وفق المؤشرات الأولى لمضمونه، سيغدو في حالة إقراره الحل الأمثل لمكافحة الإرهاب، والحد من تمدد تنظيمات التطرف، وفي طليعتها «داعش».

هذه القوة الوليدة، التي من المؤكد أنها قد حظيت بجانب كبير من الاهتمام في المباحثات السعودية- المصرية، ترتبط في المقام الأول بالحرص على الحفاظ على السلامة الإقليمية لليمن ووحدة شعبه، وأيضاً الحيلولة دون المساس بأمن البحر الأحمر أو تهديد الملاحة الدولية فيه.

والآمال معلقة على هذه القوة في الحفاظ على الدولة السورية وحماية مؤسساتها من الانهيار، وأيضاً الحيلولة دون تحول ليبيا إلى دولة فاشلة، تتردى إلى هاوية الحرب الأهلية.

الاهتمام الكبير بهذه القوة العربية المشتركة لا ينفي أن هناك صعوبات عملية عديدة تعترض رؤيتها للنور، ولكن الحقيقة الأساسية هي أن الاحتياج الشديد إلى هذه القوة يفرض ضرورة بذل كل الجهود الممكنة، لتحويلها إلى واقع مؤثر على امتداد الأرض العربية.

ومن المؤكد أن لقاء الرياض سيذكر دوماً باعتباره البوتقة التي جعلت من هذه القوة- الحلم- واقعاً مؤثراً في الحياة السياسية العربية.

Email