الزواج المستدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

خطوة خطوة، يتقدم المجتمع العربي مادياً ورفاهة، مع التفاوت المنطقي طبعاً، وخطوة خطوة أيضاً، يتقدم الناس نحو الضياع.

فجيل كامل ينشأ ناقص حنان أبوي وفاقد قدوة، لأن نصف النساء الآن بلا نصف آخر، وليس لهن سوى الله ثم الأنين.

البعض يعزو ظاهرتي الطلاق والعنوسة إلى تنامي النزوع نحو التمرد والخروج على الأعراف، بحيث انتفت سلطة المجتمع على طرفي المعادلة، مع تآكل مبدأ ولاية الزوج على زوجته.

المجتمع الغربي هو مثلنا الأعلى. إما أن نكونه أو لا نكون.

المرأة العربية تتقدم في الحصول على امتيازات ومراكز سلطة، وهذا جيد، ولكن بالدرجة ذاتها تفقد حواء الرجل الزوج والابن والأب. ولا يبقى أمامها، مستقبلاً سوى الرجل كسلعة استهلاكية.

هل نربط الطلاق المتفاقم هذا بتزايد ظاهرة التوتر، والعنف اللفظي؟ حيث لم يعد هناك تسامح أو عرف مرعي بين الناس. فكل شخص لا يرضى إلا برأيه هو، ولا يتنازل للآخر إلا في مقابل مصلحة أو وجل!.

ماذا حدث للإنسان؟

ثم لماذا الزواج الثاني ممنوع، والسري حرام، والمسيار بدعة.. وليس أمام الجميع سوى (التيك أوي).

أين علماء الأمة الفطناء لينقذوها باجتهاد؟

يجب استدامة ثقافة الزواج، بالقانون، فالزواج وصون الأسرة بات عملاً وطنياً وأخلاقياً، لأنه وحده الذي ينتج مواطنين أسوياء، ووحده الذي يوفر منصة للهوية وحاضنة للذات.

يجب منع (الطلاق العرفي)، هذا الارتجالي الفوري السائد، وفي المقابل مكافأة الزيجات المستقرة، وإلا فسنترك مصائر الأسر للحظات غضب يتحكم فيها الشيطان، بل ويجب تجريم من يستخدم الطلاق كعقوبة وإهانة، وأيضاً تجريم عصيان الزوجة لزوجها نشوزاً وطغياناً، الزواج اتفاق أمام العقلاء، لذا فالطلاق يجب أن يكون كذلك، فلعمري هو أقرب للتقوى.

Email