وزير السعادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعم، يحدث في الإمارات فقط!

عندما سمعت الخبر استدرت، التفت عنقي نحو محدثي 180 درجة، وابتسمت، ورحت في نوبة تأمل لم تستغرق أكثر من ثوان معدودة، ثم وجدت نفسي منتشياً، مزهواً، وفخوراً، باختصار انتابتني نوبة من السعادة، بعد أن قالوا لي: الإمارات قررت استحداث وزارة جديدة للسعادة، وسيترأسها وزير، سيكون لقبه وزير السعادة!

بالطبع لا بد من وجود علامتين للاستفهام خلف الخبر، وإن شئت فقل: عشرة، فهو من نوعية الأخبار المثيرة للدهشة، الدهشة الممتنعة عن فكر الآخرين، الدهشة بمعناها المفرح الإيجابي المبهر!

الدهشة التي لا تصنعها إلا الإمارات فقط، كما صنعتها من قبل، فقط انظر حولك!

قد يقول قائل وهو سؤال مهم، ما هو المقصود، منصب وزير دولة للسعادة ماهي مهمته ؟! والإجابة تأتي على الفور من صانع السعادة «مهمته الأساسية مواءمة كل خطط الدولة وبرامجها وسياساتها، لتحقيق سعادة المجتمع».

ولأنه يحدث في الإمارات فقط، لم يكتف «صانع السعادة» باستحداث منصب وزير الدولة للسعادة، بل جاء بما هو أروع، وفي الإطار نفسه، إطار الدهشة الملهمة، الداعية دوماً للتأمل والغوص في ما وراء الأشياء، الدهشة التي تجعلك تقول، إما في نفسك، وإما على الملأ، من أين لهم هذا، من أي معين يستلهمون هذه الأفكار، كيف تجيء على الخاطر، أي شجاعة وأي جرأة وأي دهشة؟!

نعم، وزير آخر، ووزارة أخرى، من الصنف نفسه غير المعتاد، ومن النوع نفسه غير التقليدي، وزير للتسامح، هل سمعتم بذلك من قبل، نعم يحدث في الإمارات فقط، والهدف ترسيخ التسامح كونه قيمة أساسية في مجتمع الإمارات.

المفاجآت لم تنته عند هذا الحد، مفاجآت الحكومة الجديدة، التي تعانق المستقبل وتستوعبه وتلامس خطاه، ولأن المستقبل يعني الشباب، فقد كان لابد من اتخاذ قرار يمكنهم ويستوعبهم، وقد كان، شابة إماراتية لا يزيد عمرها عن 22 عاماً مرشحة لتولي منصب وزيرة دولة للشباب.

وكما ذُكر من قبل فإن اختيارها تم من خلال المفاضلة بين نخبة من طلبة الجامعات، وقع الاختيار عليهم من أصحاب الشأن، من أهل العلم، نعم، ذهب صانع السعادة إلى أهل العلم، إلى ساحة الغد، إلى السلاح الأمضى والأشد، سلاح العلم والثقافة، الذي يبني الأوطان على أسس مستوحاة من الإلهام والأفكار والشخصية، ورؤى الزمن الجديد.

كلمات أخيرة

إذا كانت هذه الأفكار الجديدة قد استوقفت الجميع، وأثارت في مخيلتهم كل أنواع التأمل، فلا غرابة، إنها الإمارات، والدليل حولك في الحجر والبشر ، وما عليك إلا أن تنظر يميناً ويساراً، وإلى فوق!

نترقب مشاهدة من سيقع عليهم الاختيار، نترقب رؤية وزير السعادة، ووزير التسامح، ووزيرة الشباب بنت الـ 22 ربيعاً، وسنتابع مسيرتهم، وعملهم ، سنراقب بشغف وبحب وسننتظر النتائج لكي نزداد سعادة ونزداد تسامحا .

أجمل تعليق قاله المصريون على الخبر، بعد أن أذاعه الإعلامي وائل الأبراشي في برنامج العاشرة مساء: «عندهم وزارات للسعادة، وعندنا وزارات للنكد»!

Email