يا إمارات .. ما أعظمك

ت + ت - الحجم الطبيعي

بسم الله الرحمن الرحيم وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ صدق الله العلي العظيم.

عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: ((والذي نفسي بِيَده، لوددتُ أن أغزو في سبيل الله فأُقْتل، ثم أغزو فأُقْتل، ثم أغزو فأُقْتل)).

إن شاء الله تعالى مسكنكم الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء، يا شهداء الواجب، يا شهداء الوطن الغالي يا عيال »خليفة وأحفاد زايد«، يا مصدر فخرنا يا رموز التضحية، يا أبطال الوطن الشرفاء يا من قدمتم أرواحكم الغالية الطاهرة فداءً للوطن ولبيتم نداء الواجب، يا من تخرجتم من مصنع الرجال الإماراتي، مواقفكم نيرة ومضيئة اتجهتم في دفاعكم عن أشقائكم باعتزاز وشهامة ونخوة، قصدتم بذلك نصرة الحق ورفع الظلم وحققتم النصر وحررتم »عدن« وشاركتم مشاركة فاعلة بكل إيمان لإعادة الأمل لشعب اليمن، كنتم رجالاً وأبطالاً بمعنى الكلمة، لن ننساكم وسيدون التاريخ مواقفكم البطولية يا رجال الوطن المخلصين يا من زرعتم في قلوبنا تضحياتكم العظيمة، فأنتم فخر للإماراتيين والعرب جميعاً، يا خير جند الوطن مهما طال الفراق لن ننساكم أبد الدهر، ونسأل الله أن يلهمنا جميعاً وأهليكم وذويكم الصبر والسلوان.

يا عيال »خليفة وأحفاد زايد«، زرعتم المثل الأعلى في نفوسنا وأحاسيسنا الوطنية تجاه الوطن المعطاء ولقيادته الرشيدة بتضحياتكم .. فديتم الوطن بدمائكم وأرواحكم الطاهرة .. دافعتم عن الحق ونلتم الشهادة، ستبقى أسماؤكم خالدة في قلوبنا، وأفعالكم وساماً على صدورنا وتاجاً على رؤوسنا، نعتز ونفخر بأعظم الرجال، لقد أكدتم يا أبناء الإمارات فدائكم للوطن، أثبتم، رحمكم الله وأثابكم خير الثواب، أنكم رجال لا تهابون الموت ولا تخشون القتال، لنصرة الحق كنتم في القيادة والمقدمة دائماً، فنحن لا نحزن عليكم ولكن نحزن على فراقكم، ومنزلتكم رفيعة يا من أصبحتم قدوة لنا جميعاً، فأنتم بإذن الله في جنات النعيم.

يا عيال »خليفة وأحفاد زايد«، ضربتم أروع معاني الحب والإخلاص والوفاء الصادق .. تفانيتم وكان عطاؤكم وتضحياتكم عظيمة في خدمة وطننا الغالي الإمارات، ستُخّلد أسماؤكم بأحرف من نور رمزاً للشجاعة والبطولة والولاء في صفحات الذاكرة التاريخية الوطنية لدولة الإمارات، نفخر وتفخر بها الأجيال القادمة بما قدمتموه من تضحيات وطنية، أراضي العرب ارتوت بدمائكم الطاهرة وستبقى شاهدة على استشهادكم دفاعاً واستبسالاً عن وحدة أراضيها، حقاً يا أبطال كنتم رمزاً للعروبة، لأننا يا أبطال جزء من الأمة العربية، وأمنهم القومي يرتبط بأمننا وبالأمن القومي الخليجي، من واجبنا الدفاع عنه والحفاظ عليه وعلى استقراره، وعلى وطننا الذي تهواه أفئدتنا وتعشق ترابه، نفديه بدمائنا وأرواحنا ما حيينا، فديتم الوطن رحمكم الله بأرواحكم، وقاتلتم قتالاً مجيداً، وفاءً وحباً منكم للوطن وتلبية لنداء الواجب ونلتم درجة الشهادة فأنتم القدوة لنا جميعاً.

صنعتم يا أبناء »خليفة وأحفاد زايد« التاريخ البطولي لهذا الوطن الغالي بروحكم الوطنية العالية، ضحيتم بالغالي والنفيس لإيمانكم الصادق في تأدية الواجب والدفاع عن الوطن الذي هو أغلى من الدنيا وما فيها، وسعيتم بعزيمة الأبطال وبحزم في الدفاع عن الوطن العربي الذي استنجد بكم لرفع الظلم عنه وإعادة الأمل لشعبه، ضحيتم بالغالي والنفيس يا عيال »خليفة وأحفاد زايد« في سبيل العزة والكرامة وتحقيق النصر، وساندتم الحلفاء في حربهم ضد الظلم الذي وقع على الشعب اليمني الشقيق، وبرهنتم على كسب التحدي لأن دولة الإمارات دولة الحق والحكمة والتحدي، ولا ترضى عن الحق بديلاً، دولة تحافظ على حقوق وواجبات شعبها الوفي المخلص المحب لوطنه، شعب متفانٍ في ولائه، شعب الشدائد والمحن المتمسك بهويته الوطنية، متماسك متلاحم وقيادته الحكيمة في »دار زايد«، وطن العز والوحدة الذي وحده أبونا زايد »طيب الله ثراه«، ولله الحمد وطن التاريخ والحضارة، محصن برجاله الأوفياء الأبطال أمثالكم رحمكم الله، وبشعورهم الوطني وتاريخهم الزاخر بالذكريات الوطنية العظيمة.

ذكريات تاريخية ستظل عالقة في الأذهان لا تمحوها ذاكرة الأيام والأشهر والسنين الكثيرة، من المشاهد والعبارات التي ترددت في جنازة الشهيد سيف يوسف أحمد الفلاسي، الذي استشهد أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية »إعادة الأمل« للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن وتقديم الدعم لها لتتجاوز المحن ويعود الأمل، أسرة الفقيد.. استقبلت الخبر بكلمات ملؤها الفخر والاعتزاز .. فتحدث شقيق زوجة الفقيد وصديقه المقرب محمد المدحاني، الذي كشف أنه قبيل مغادرته في المهمة الأخيرة التي استشهد فيها، كان يشعر بأنه لن يعود ولن يلتقي بهم مرة أخرى، وأثناء وداعه أسرته كان يوصي زوجته وأقاربه برعاية والدته المريضة وشقيقه المريض أيضاً، كونه رب الأسرة، ولم تخل كلمات أقاربه من ذكر أخلاقه العالية التي كان يتعامل بها مع الصغير والكبير، وحبه وعشقه وإخلاصه للوطن وقيادته الرشيدة، ولن ننسى عندما كسر صمت مشيعي الفقيد، هتاف أحد أصدقائه في الخدمة أثناء مواراة جثمانه الثرى »أبشرك حررنا عدن« وكررها مراراً، ذلك لأن الفقيد سيف كان يردد »سوف ننتصر ونحرر عدن«، وحرص على أن يضحي بنفسه تلبية لنداء الواجب.

وما أعظمها وأجلها تلك اللحظات التي أظهرت حجم التلاحم بين القيادة والشعب، فقد عبر قادتنا عن عمق فخرهم وتقديرهم لجهود وكفاح ونضال هؤلاء الأبطال الشهداء، مؤكدين أن دماءهم الزكية لن ولم تذهب هباءً وإنما أرست وروت جذور حب الوطن وبرهنت على أن أي شيء مهما غلا يهون دفاعاً عن الحق والوطن، وخلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، يرافقهما سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي .. منزل فقيد الوطن الشهيد سيف يوسف أحمد الفلاسي، عبر فزاع، شاعر المواقف الجياشة المعبرة دائماً عما يجوب في خاطره، ببيتين من الشعر مقدماً صورة معبرة رائعة، وهو يرى بوخالد، حفظه الله، يحمل ابن شهيد الوطن فقال سموه

»ترى يا ابن الشهيد لكم علينا حقوق

رعـايتكم محـبّـه قبل ماهي فـرض

ملائـكـة السـما شـالـوا أبـوك لـفـوق

وشـالك بيـن يـدّيــنـه مـــلاك الأرض«

وأهالي الشهداء ضربوا المثل في روعة التضحيات من أجل الأوطان، رغم كل ما يعتصرهم من حزن وألم على فراق أبنائهم قرة أعينهم.. رغم قسوة الفراق أكدوا أن روح أبنائهم لن تكون أغلى من الوطن ونصرة الحق والشقيق وكل مستجير، بل ووضعوا أرواحهم وأرواح كل أبنائهم فداءً للوطن..

ستظل أسماؤكم محفورة في قلوبنا يا شهداء الواجب أبطال الوطن، أبناء »خليفة وأحفاد زايد« شهداء الوطن سيف يوسف أحمد بالهول الفلاسي، وعبد العزيز سرحان صالح الكعبي، وهزيم عبيد خلفان آل علي، وطارق محمد الشحي، وسيف خلف سيف الزعابي، وعبد الله علي الحمودي، سيبقى ما قدمتموه يا أبطال من جهد وتضحية وتفانٍ وإخلاص في سبيل القيام بالواجب ومساندة الحق والدفاع عن الأشقاء في مواجهة الأخطار والتهديدات.. في قلوب كل شعب الإمارات العاشق للوطن الغالي وطن الانتماء والولاء والوفاء والتضحيات وطن نفديه بالأرواح، يا أبطالنا أبناء »خليفة وأحفاد زايد«، أنتم رموز للتضحية والولاء والانتماء ومصدر للفخر وقدوة لكل أبناء الوطن، وسيظل يذكر التاريخ بمزيد من الفخر تضحياتكم يا أبناء الإمارات إمارات العزة والكرامة والرفعة.

عيشي بلادي، عاش اتحاد إماراتنا .......عشت لشعب، دينه الإسلام....... هديه القرآن...... حصنتك باسم الله يا وطن ........ بلادي، بلادي، بلادي، بلادي....... حماك الله من شرور الزمان........ أقسمنا أن نبني، نعمل..... نعمل نخلص، نعمل نخلص ...... مهما عشنا نخلص نخلص...... دام الأمان، وعاش العلم يا إماراتنا..... رمز العروبة..... كلنا نفديك،....... بالدم نرويك،....... نفديك بالأرواح يا وطن.

اللهم أغفر لشهدائنا وارحمهم وأجعل اللهم قبرهم روضة من رياض الجنة، واحشرهم ربي مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً في الفردوس الأعلى.

ما أعظمك شعب وما أعظمك وطن...

Email