مبادرة بوعبدالله

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسدل الستار على النسخة 28 لبطولة دبي الدولية لكرة السلة، بعد 10 أيام حافلة بالإثارة بين الفرق المشاركة والحضور الجماهيري، لعبت الفرق اللبنانية دوراً لخطف لقب هذه النسخة بعد وصول 3 فرق من لبنان للمربع الذهبي، ليتأكد وجود بطل قديم من لبنان في المباراة النهائية، التي جرت أمس بين بطل لبنان ووصيف بطل آسيا جمعية سلا المغربي إلى النهائي، وجمعية السلا لعب له النجم الكروي المغربي محروس مصطفى مهاجم فريق الأهلي بدبي لكرة القدم، وتوج هدافاً للدوري برصيد 24 هدفاً.

والطريف أن رئيس اتحاد اللعبة الحالي «بوعبدالله» هو الذي سافر للمغرب وتعاقد مع محروس ليكون واحداً من أخطر اللاعبين المهاجمين، والذي حصل على لقب هداف الدوري في موسم 78-79 برصيد 24 هدفاً، وله من الذكريات ما لا ينسى، والذي ساهم بدرجة كبيرة في تحويل أنظار اللاعبين المغاربة للعب في الإمارات، وهذه حقيقة لا أحد يختلف عليها، وعن قضية محروس الإنسانية.

فقد تواصل معي قبل أيام نجم الكرة المغربية عزيز بودرباله، والذي التقيته في دبي على هامش جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي، حيث إنهم يسعون عبر جمعية الرياضيين لإنهاء الأزمة والمحنة التي يمر بها محروس، جزاهم الله ألف خير.

بطولة السلة شهدت إقبالاً من إخوتنا من لبنان على كل المستويات، فقد أقام رئيس الاتحادين العربي والإماراتي إسماعيل القرقاوي، احتفالاً لرموز كرة السلة الإماراتية من إداريين ولاعبين وحكام ومدربين، في بادرة طيبة نشكره فيها بالنيابة عن الجميع، مثمناً دور كل من ترك بصمة في تطور اللعبة.

ومشيداً بالنجاحات التي تحققت من تنظيم بطولة دبي الدولية، والتي للأسف غابت عنها السلة الإماراتية سواء الأندية أو المنتخب الوطني، ونقول مهما حصل من اعتذارات وانسحابات فإننا نطالب بعدم تكرارها، فهذا هو الجانب السلبي.

فتوقف المسابقة يضر بالأندية من أجل التركيز على البطولة الدولية ليس فيها فريق محلي، فهذا خطأ فني لابد من دراسته حتى لا يتكرر، وأرى من الضرورة أن ننظر لمصلحة اللعبة قبل مصالح المؤسسات والشركات، فهدفنا هو أن نصل بكرة السلة إلى مستوى راق بعيداً عن النظرة الخاصة، فليس منطقياً أن نتفرج على بطولة ولا نشارك فيها!

ولأن أبناء لبنان لهم مكانة في قلوبنا كحال كل العرب، وكعادتنا في التعامل مع من أخلص وعمل بشرف بيننا، لابد أن نشيد بعطائهم، ونذكر منهم الزميل رفيق الدرب محمد حمصي بعد تدشين كتابه التوثيقي الجديد عن الرياضة الإماراتية، الذي حمل عنوان «سلة الإمارات في 40 سنة».

حيث يعد إضافة حقيقية للمكتبة الإماراتية عموماً، وللتوثيق الرياضي على وجه الخصوص، بفضل المجهود الذي قدمه لأكثر من 30 عاماً، حيث غطينا معاً المسابقات المحلية، واليوم يقدم عصارة خبرته وجهده عبر هذا التوثيق، والذي أعاد لنا ذكريات أيام زمان وحكايات مال أول..

والله من وراء القصد.

Email