إسرائيل تطور منظومتها الصاروخية استعداداً لحرب مقبلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

طوّرت إسرائيل، في الآونة الأخيرة، سلسلة من النظم الصاروخية المتقدمة بدعم مالي من الولايات المتحدة. وتتضمن هذه النظم "أيرون دوم" وهي عبارة عن نظام دفاعي صاروخي صممته شركة "رافائيل" الاسرائيلية لمواجهة الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية من مسافة 70 كيلومتراً. أما النظام الثاني فهو نظام "ديفيد سلينغ" المعروف أيضاً باسم "ماجيك واند" وهو تصميم مشترك بين شركتي "رفائيل" و"رايثون". والمنظومة الصاروخية الإسرائيلية الثالثة هي منظومة "أرو" الباليستية التي يجري إنتاجها من قبل شركة صناعات الطيران الاسرائيلية.

ويعتقد الجيش الاسرائيلي أن تمركز تسع بطاريات صواريخ من طراز "أيرون دوم" يمكن أن يحمي عدداً كبيراً من السكان في حال اندلاع حرب مستقبلية، و أن عدم وجود هذه البطاريات يمكن أن يرتفع عدد الوفيات بين السكان إلى 400 شخص سنوياً.

وتمتلك إسرائيل في الوقت الحالي ثلاث بطاريات وتخطط لنصب البطارية الرابعة خلال الشهور المقبلة.

وتتألف منظومة "أيرون دوم" من ثلاثة عناصر محورية، وهي: رادار للاستكشاف والتتبع صممته شركة "إلتا" (التابعة لشركة صناعات الطيران الاسرائيلية)، ومركز تحكم يحتوي على نظامين لإدارة المعركة والتحكم في الأسلحة صممته شركة "إم رست سيستمز" (وهي شركة تطوير برمجيات خاصة تمتلك شركة فائيل الاسرائيلية حصة منها)، علاوة على وحدة إطلاق صواريخ مسؤولة عن صواريخ "تامير" الاعتراضية، وهي مزودة بمجسّات ألكترونية بصرية وعدد من أجهزة التوجيه لتعزيز عملية المناورة. إلا أن صاروخ الاعتراض يكلّف حوالي 50 ألف دولار في الوقت الذي لا تتعدى تكلفة صاروخ "غراد"، الذي تستخدمه المقاومة الفلسطينية بضع مئات الدولارات. ولهذا السبب، يقتصر استخدام منظومة "القبة الحديدية" لاعتراض التهديدات الموجّهة ضد مناطق بعينها. وتزعم إسرائيل أن نظام "أيرون دوم" أثبت قدرته على حماية أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في جنوب اسرائيل من خلال اعتراض 90% من الصواريخ التي استهدفت هذه المناطق، بحسب وزير الحرب الاسرائيلي إيهود باراك. وبالنسبة لإسرائيل، فإن أداء منظومة "أيرون دوم" بمثابة تغيير للعبة، ذلك أن الحيلولة دون وقوع ضحايا بأعداد كبيرة كان من شأنه تقليص الحاجة إلى توجيه ضربات ضد مواقع بعينها. إلا أنه لو قامت قوى معادية بتوجيه صواريخ أبعد مدى تستهدف مناطق مأهولة بالسكان في قلب تل أبيب، فإن الجيش الاسرائيلي يفتقر إلى الأنظمة الكافية لتوفير غطاء على المنطقة بكاملها.

سيناريو

تواجه إسرائيل مشكلة في حماية حدودها البحرية المطلة على البحر المتوسط والتي تمتد بطول 85 ميلا، وفي ميناءي حيفا وأشدود الرئيسيين. ويعتبر سلاح البحرية الاسرائيلي، الذي يقوم بنشر قوارب حراسة وطائرات بعيدة المدى، هو المسؤول بشكل رئيسي عن أمن السواحل والمنطقة الخارجية المحيطة. وتعرض الأسطول البحري الاسرائيلي للهجوم هو سيناريو وارد الحدوث، لا سيما في ظل اعتماد تل أبيب الشديد على التجارة البحرية.

Email