حذّرت من حرب عالمية

روسيا تواجه ضغوط «ميونيخ» باقتراح هدنة

■ عناصر أمن أمام بوابة مقرانعقاد الاجتماع في ميونيخ | إي.بي.أيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

استبقت روسيا اجتماع ميونيخ، الذي عقد أمس، بتقديم عرض لوقف إطلاق النار في سوريا ليتم مناقشته خلال الاجتماع الذي شاركت فيه الدول الرئيسية المعنية بالأزمة السورية، وهي مبادرة فُسرت بأن موسكو تسعى من ورائها إلى تخفيف الضغوط الأوروبية عليها وعلى الأميركيين لضمان الموقف «الوسطي» لواشنطن مقارنة بالمسافة التي تفصل بين مواقف روسيا من جهة والدول الأوروبية وداعمي المعارضة من جهة أخرى، وسط أجواء ترقب سادت أروقة القمة بسبب التفاقم السريع لأزمة اللاجئين وفقدان قوات المعارضة مزيداً من المواقع الاستراتيجية في حلب، فيما تشير التوقعات بأن البديل عن فشل إعلان الهدنة المقترحة بدءاً من مطلع الشهر المقبل، العمل على المقترح السعودي بإرسال قوات برية وتقليص الهيمنة الروسية في سوريا، مع ما يحمله ذلك من إمكانية وقوع مواجهة مباشرة مع قوات النظام وحليفتها روسيا التي حذر رئيس وزرائها ديمتري ميدفيديف من أن التدخل البري الأجنبي في سوريا يخاطر باندلاع حرب عالمية جديدة.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مستهل لقائه نظيره الأميركي جون كيري أن روسيا قدمت عرضاً ملموساً لوقف إطلاق نار في سوريا وتنتظر رداً أميركياً. وقال لافروف: «ننتظر الرد الأميركي قبل عرضه على المجموعة الدولية لدعم سوريا» التي اجتمعت أمس في ميونيخ، متحدثاً عن اقتراح «ملموس».

واشنطن: هدنة فورية

واكتفى كيري بالقول: «نريد إحراز تقدم في مسألتي إيصال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار».

ورداً على سؤال عن اقتراح موسكو بإعلان وقف لإطلاق النار اعتباراً من أول مارس أشارت إليه الصحافة الروسية في ميونيخ، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية: «تواصل الولايات المتحدة العمل من أجل وقف فوري لإطلاق النار. نواصل عملنا عبر قنوات مختلفة للتوصل إلى ذلك في أقرب وقت».

اجتماع سعودي أميركي

وإضافة إلى حضور كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، فإن ممثلين لنحو 17 دولة وثلاث منظمات شاركوا أيضاً في لقاء ميونيخ بينهم وزيرا الخارجية السعودي والإيراني.

وعقد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اجتماعاً مع نظيره الأميركي ووفد الهيئة التفاوضية العليا لقوى الثورة والمعارضة السورية وذلك على هامش اجتماع مجموعة فيينا في ميونخ. وجرى خلال الاجتماع بحث مستجدات الأزمة في سوريا وتطوراتها.

بدائل وحرب عالمية

إلا أن المؤشرات تدل على أن مفاوضات ميونيخ معقدة بسبب الموقف الروسي المتشدد وضعف هامش المناورة لدى الدول الغربية. وقال الخبير من مؤسسة كارنيغي في واشنطن جوزيف باحوط: «لا يزال كيري يعتقد أن في إمكانه الحصول على شيء من شخص (لافروف) يكذب عليه بوقاحة منذ عامين».

وأضاف باحوط: «لا شيء نتوقعه من الأميركيين. إنه مجرد كلام فارغ، أصبحوا طرفاً لم يعد يتمتع بأي مصداقية»، مؤكداً أن «الخطة البديلة الوحيدة هي أخذ الاقتراح السعودي بإرسال قوات على الأرض على محمل الجد». وأكد باحوط: «سيتفقون على وقف لإطلاق النار لن يطبق لأن الروس سيواصلون قصف الإرهابيين».

وحذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف من أن التدخل البري الأجنبي في سوريا يخاطر باندلاع حرب عالمية جديدة، في إشارة منه إلى إمكانية إرسال دول في التحالف الدولي ضد داعش قوات برية إلى سوريا، ومن بينها المملكة العربية السعودية.

تعزيز قوة النظام

ومن شأن مهلة الأول من الشهر المقبل وهو الموقع المقترح لوقف إطلاق النار، أن تتيح لروسيا تعزيز موقع النظام السوري أكثر وذلك قبل أن تبدأ مفاوضات جنيف فعلياً.

وعلقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني لدى وصولها إلى ميونيخ: «لن يكون اجتماعاً سهلاً، إن مستقبل سوريا والسوريين هو بين أيدينا».

وفي حال فشل العملية السياسية فإنه ليس لدى الغربيين أي خطة بديلة ما لم يقرروا فعلاً المواجهة المباشرة مع الروس على الأرض.

وقال مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في باريس كميل غران إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يمارس اللعبة» ويضغط على الأوروبيين المنقسمين إزاء مشكلة اللاجئين الذين يصلون إلى حدودهم بمئات الآلاف.

ويتردد الغربيون أيضاً في تزويد مقاتلي المعارضة صواريخ أرض-جو خشية أن تقع هذه الأسلحة في أيدي متطرفي القاعدة وتنظيم داعش.

كما أن هناك توتراً بين الولايات المتحدة وبعض حلفائها الذين يعتقدون أن واشنطن مستعدة لتقديم تنازلات كثيرة قبل أشهر من انتهاء ولاية باراك أوباما.

ومن الممكن أن يسهم المقترح الروسي بتخفيف الضغط عن كيري أمام حلفائه الأوروبيين والإقليميين.

تحرك عاجل

بدوره، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي مجدداً إلى ضرورة التحرك العاجل لإصدار قرار من مجلس الأمن يلزم جميع الأطراف المعنية بإنهاء تصعيد العمليات العسكرية والوقف الفوري لإطلاق النار في سوريا، وذلك حماية للسكان المدنيين ولخلق الظروف الملائمة التي تتيح إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدن والقرى السورية المحاصرة نتيجة لتصاعد العمليات العسكرية.

Email