تعرض الجيش الأوكراني لنكسة خطيرة، أمس، مع خسارة مطار دونيتسك الذي سيطر عليه المتمردون الموالون لروسيا، فيما تكثفت مؤشرات تصعيد كبير في المعارك مع سقوط 41 قتيلاً وهي الحصيلة الأكثر دموية منذ سبتمبر الماضي.
ولم تلق الدعوة إلى وقف إطلاق النار التي أطلقها الليلة قبل الماضية وزراء خارجية ألمانيا وروسيا وفرنسا من برلين أصداء في أوكرانيا التي غرقت مجدداً في دوامة العنف، حيث اضطرت سلطات كييف إلى ترك مطار دونيتسك، الموقع الاستراتيجي الذي كان محور معارك بين الانفصاليين والجنود منذ مايو الماضي للمتمردين.
واضطر جنود كييف للانسحاب منه ورغم أنهم لايزالون يهاجمون المتمردين، إلا أنهم أصبحوا خارج حرم المطار، في حين لم يعلن الجيش في الوقت الراهن ما إذا كان سيشن هجوماً مضاداً في محاولة لاستعادة المطار أم لا.
وقال يوري بيريوكوف مستشار الرئيس بترو بوروشنكو على فيسبوك: «فشلنا في الاحتفاظ ببقايا القسم الجديد من المدرج على مدى ستة أيام». وفي موازاة ذلك، شهد شرق أوكرانيا في الساعات الأخيرة، أحد الأيام الأكثر دموية منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في مطلع سبتمبر في مينسك بين الأطراف المتحاربة.
وقتل 41 جندياً ومدنياً أوكرانياً في مناطق دونيتسك ولوغانسك بحسب حصيلة أعلنت عنها وكالة الصحافة الفرنسية، استناداً إلى محصلات رسمية للجيش الأوكراني والسلطات الانفصالية. والهجوم الأعنف كان في حي بدونيتسك كان بمنأى عن النيران، حيث قتل 13 مدنياً بقذائف هاون سقطت على ترامواي.
وقتل عشرة أشخاص في غورليفكا في دونيتسك بحسب القائد الانفصالي إدوارد باسورين. وأعلن الجيش الأوكراني مقتل عشرة من جنوده في شرق البلاد. وفي منطقة لوغانسك قتل ثمانية أشخاص بحسب الشرطة.
والهجوم على الترامواي في دونيتسك يعتبر الأكثر دموية من حيث الضحايا المدنيين منذ توقيع اتفاقات السلام في دونيتسك، ويأتي بعد ثمانية أيام على مقتل 12 مدنياً في قصف على حافلة في فولنوفاكا على بعد 35 كيلومتراً جنوب دونيتسك.
وسارعت الحكومة الأوكرانية إلى اتهام الانفصاليين بالوقوف وراء القصف، وتحميل روسيا «المسؤولية»، بحسب ما قال رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك. وأكد وزير الدفاع بافلو كلميكن، أن القصف جاء من جهة الانفصاليين.
من جهتها، اتهمت روسيا القوات الأوكرانية بأنها تقف وراء قصف الترامواي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بيان: «نعتبر هذا الحادث بمثابة جريمة ضد الإنسانية، استفزاز فاضح لنسف عملية السلام المتعلقة بالأزمة الأوكرانية»، متهماً «القوات الأوكرانية» بالوقوف وراء ذلك.
بالمقابل، اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا بالسعي للقيام بـ«ضم مفضوح» لقسم من شرق البلاد.
وأضاف أن الولايات المتحدة «قلقة للغاية» إزاء محاولات الانفصاليين «السيطرة على عقدة اتصال لشبكة السكك الحديدية» في شرق أوكرانيا، في خرق لوقف إطلاق النار الموقع في سبتمبر الماضي.
وأشار إلى أن الأمر يمثل «محاولة للاستيلاء على قسم من الأراضي أوسع من التي استولى عليها الانفصاليون حتى الآن».
وبعد ساعات على المأساة، أرغم متمردون انفصاليون موالون لروسيا، 20 جندياً أوكرانياً على المرور أمام الجموع الساخرة والغاضبة، من مطار دونيتسك وحتى المكان الذي قصفت فيه الحافلة.
وطوال عشر دقائق، أرغم الجنود على الركوع على الرصيف وأحاط بهم عشرات من سكان دونيتسك وألقيت عليهم قطع زجاج من نوافذ مبان مجاورة، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
في غضون ذلك، أعلن القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف، أن المعارك في أوكرانيا تكثفت وعادت إلى مستوى ما قبل وقف إطلاق النار الذي أبرم خلال اتفاقات مينسك.
