حذر من محاولات التقسيم ونشر الصراعات لتكريس نظام عالمي يناسب الغرب فقط

بوتين: الولايات المتحدة أضعفت الأمن الدولي

بوتين يتحدث في منتدى فيدالي السياسي إي بي إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقادات حادة للغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة في كلمة ألقاها أمس أمام علماء دوليين في سوتشي وتم بثها على الهواء مباشرة، وقال إن مخاطر الصراعات التي تضم قوى كبرى ارتفعت وكذلك مخاطر انتهاك معاهدات حظر الأسلحة.

وأضاف إن من يسمون أنفسهم «المنتصرين» في الحرب الباردة يريدون نظاما عالميا جديدا يناسبهم فحسب، مشيراً إلى أن النظام الأمني الدولي والإقليمي تم إضعافه.

وتساءل بوتين خلال كلمة ألقاها أمام العلماء أعضاء فيما يسمى نادي فيدالي: «هل الاستثناء الأميركي بالطريقة التي ينظرون بها إلى قيادتهم، حقا نعمة؟». واستطرد: «هل جلب تدخلهم في جميع الشؤون العالمية السلام والهدوء والازدهار؟».

وقال في هجوم مبطن على السياسة الخارجية للرئيس باراك اوباما: «لقد اتضح أن عالم أحادي الجانب هو عالم غير مريح ومن الصعب أن يتحكم به حتى ذلك الذي نصب نفسه زعيما على العالم هو نفسه». وأضاف بوتين: «ما نشهده الآن هو محاولات لتقسيم العالم، ورسم خطوط التقسيم وتجميع تحالفات ليست مع أحد وإنما ضد شيء ما وخلق عدو مثل ما كان يحدث تماما في أعوام الحرب الباردة».

وألقى بوتين مسؤولية الأزمة في أوكرانيا على الغرب ونفى اتهامات بأنه يسعى لبناء إمبراطورية أو محاولة تقويض سيادة دول مجاورة، داعياً إلى إجراء محادثات بشأن الشروط المقبولة دوليا لاستخدام القوة وانتقد ما وصفه بأنه تدخل أجنبي تعسفي في شؤون داخلية لدول أخرى.

وقال إن روسيا بلد قوي بعد عقدين من انتهاء الحرب الباردة، مؤكداً أن موسكو لن «تتوسل» لرفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على موسكو بشأن الأزمة في أوكرانيا.

وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعقد اجتماع لمجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا قريبا.

وذكر الكرملين أمس عقب مكالمة هاتفية بين بوتين وميركل أن هذا الاجتماع ضروري لتطبيق الهدنة التي تم خرقها منذ أسابيع في منطقة حوض دونيتس المضطربة.

وأكد بوتين وميركل أملهما في أن تتوصل كييف وموسكو إلى اتفاق خلال المحادثات التي ستجرى يوم الأربعاء المقبل في بروكسل في خلاف الغاز المتعلق بالديون الأوكرانية لروسيا ووضع تعريفة جديدة لصادرات الغاز الروسي إلى أوكرانيا.

إلى ذلك، أعلن المتمردون الموالون للروس في شرق اوكرانيا وسلطات كييف أمس انهم يتوقعون استئناف المعارك عشية الانتخابات التشريعية المرتقبة في أوكرانيا غداً الاحد. وبحسب مصدر مقرب من المتمردين في دونيتسك فإن القوات المحلية وضعت في حالت تأهب قصوى تحسبا لهجوم اوكراني وشيك.

وشوهد رتل من الدبابات التابعة للمتمردين يتجه نحو مطار العاصمة بحسب سكان محليين. وتتواصل المعارك منذ اربعة اشهر من اجل السيطرة على المطار.

من جهته قال الناطق العسكري في كييف فلاديسلاف سيليزنيف لـ«وكالة فرانس برس» ان القوات الاوكرانية لاحظت ان المتمردين «يجمعون التجهيزات العسكرية لا سيما الدبابات في منطقة مطار» دونيتسك.

اختتمت أوكرانيا أمس الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية المبكرة المقررة غداً الاحد والتي يتوقع ان يعزز خلالها الموالون للغرب الذين انبثقوا من حركة الاحتجاج في وسط كييف سلطتهم في أوج أزمة مع روسيا في الشرق الانفصالي.

وتجري الانتخابات في فترة صعبة جدا لهذه الجمهورية السوفييتية السابقة الطامحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي والتي خسرت القرم في مارس بعدما ضمتها روسيا، وتواجه حركة تمرد مسلحة موالية للروس في حوض دونباس، في نزاع اوقع اكثر من 3700 قتيل منذ منتصف ابريل. إلى ذلك، قال أكبر قائد عسكري في حلف شمال الأطلسي أمس إن روسيا لا تزال تحتفظ ببعض القوات في شرق أوكرانيا وتبقي على قوات ذات قدرات عسكرية كبيرة على الحدود بالرغم من انسحاب جزئي.

 وذكر الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف للصحفيين في المقر العسكري للحلف في مونز ببلجيكا «شهدنا انسحابا معقولا للقوات الروسية من داخل أوكرانيا لكن‭‭ ‬‬ بالتأكيد هناك قوات روسية داخل شرق أوكرانيا».

لاجئون

اعلنت مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين الجمعة ان اكثر من 824 الف شخص اضطروا لترك منازلهم في اوكرانيا بسبب النزاع منذ مطلع السنة. وقالت المفوضية ان 430 الف شخص نزحوا داخل البلاد فيما فر 387 الفا الى روسيا وطلب 6600 اللجوء الى الاتحاد الاوروبي و581 الى بيلاروسيا.

Email