عقوبات أوروبية وشيكة ومخاوف من تمدد الأزمة

أزمة أوكرانيا تشرّد مليون مدني

ت + ت - الحجم الطبيعي

جرافيك

تضاربت أمس التصريحات الروسية بشأن الأزمة الأوكرانية، التي تسبب بنزوح أكثر من مليون شخص، حيث نفت موسكو تهديدات بالاستيلاء على كييف في غضون أسبوعين، لكنها شددت لهجتها ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو) معلنة تعديلاً في عقيدتها العسكرية، فيما من المقرر إعلان العقوبات الأوروبية ضدها قبل يوم الجمعة.

وحذرت روسيا من أنها سترد على «التهديد» الناجم عن التعزيز المرتقب لوجود الحلف الأطلسي قرب حدودها، متهمة الغربيين بالتصعيد في الأزمة الأوكرانية.

وبينما تتوالى التحذيرات من امتداد النزاع على نطاق واسع في أوروبا، اعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ميخائيل بوبوف «تعديلاً» للعقيدة العسكرية الروسية بحلول نهاية العام مع الأخذ في الاعتبار ظهور «تهديدات» جديدة.

وقال بوبوف: «لا شك لدي بأن اقتراب البنية التحتية العسكرية لدول الحلف الأطلسي من حدود بلادنا، بما في ذلك عبر توسيع الكتلة، سيدرج بين التهديدات العسكرية الخارجية» التي تواجهها روسيا.

وتأتي هذه التصريحات رداً على «خطة الرد السريع» التي يتوقع أن يقرها الحلف خلال قمته الخميس والجمعة اثر الموقف الروسي من الأزمة الأوكرانية الذي تعتبره الدول الحليفة المحاذية لروسيا (دول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا) بمثابة تهديد مباشر.

موسكو تنفي

في غضون ذلك تراجعت موسكو عن تصريحات نسبت إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتضمن تهديداً بالاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف في غضون أسبوعين. وقال مساعد للشؤون الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف: «لقد أخرجت التصريحات عن السياق وأصبح لها معنى مختلفاً تماماً».

عقوبات أوروبية

وأعلنت وزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موغيريني أن الاتحاد الأوروبي سيتخذ قبل يوم الجمعة قراراً حول مجموعة من العقوبات ضد روسيا، رداً على «عدوانها» على أوكرانيا. وأضافت موغيريني، التي عينت السبت وزيرة لخارجية الاتحاد الأوروبي في مؤتمر صحافي عقدته في البرلمان الأوروبي، ان العمل بدأ على مستوى سفراء البلدان الـ 28. وقالت إن السفراء سيعقدون اجتماعاً جديداً اليوم والخميس والجمعة، و«سيتخذ قرار قبل الجمعة».

قواعد عسكرية

وفي رد فعل على الأحداث، قال الرئيس الإستوني توماس هندريك إن بلاده تريد من حلف شمال الأطلسي أن ينشئ قواعد دائمة على أراضيها للدفاع عنها ضد جارتها روسيا وطمأنة المخاوف من أن تصبح هي بؤرة الاشتعال التالية بعد أوكرانيا.

وجاءت تصريحات هندريك أثناء زيارته للنرويج وعشية زيارة للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أستونيا قبيل مؤتمر لقادة حلف الأطلسي في ويلز، والذي لا تزال خياراته إزاء روسيا محدودة في غياب توافق للتدخل بشكل مباشر في أوكرانيا.

بدوره، اتخذ المستشار النمساوي فيرنر فايمان موقفاً أكثر صرامة تجاه دور روسيا في أوكرانيا، وانتقد نهج موسكو القائم على «الخداع وأسلوب فرق تسد» في الصراع، وقال إن النمسا مستعدة لدفع ثمن تشديد العقوبات.

يأتي ذلك في وقت فتحت سلوفاكيا خط أنابيب لنقل الغاز من الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا، حيث تواجه فيه كييف توقف الإمدادات الروسية قبل حلول الشتاء.

مليون نازح

وفي خضم هذا الصراع السياسي، ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من مليون نسمة نزحوا عن ديارهم بسبب الصراع الدائر في أوكرانيا، بينهم 814 ألف أوكراني يقيمون الآن في روسيا.

وكانت المفوضية قد ذكرت في وقت سابق أن عدد النازحين داخل أوكرانيا تضاعف تقريبا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية إلى 260 ألفا على الأقل، وأن أعداداً أخرى تفر من الصراع.

وقال مدير مكتب المفوضية في أوروبا فينسنت كوتشيتل للصحافيين لاحقاً «يمكن القول إن هناك أكثر من مليون نسمة تجدهم مشردين، 260 ألفاً في أوكرانيا، وهذا تقدير متواضع، و814 ألفاً في روسيا ثم يمكن إضافة الباقي في روسيا البيضاء ومولدوفا والاتحاد الأوروبي».

مقتل جنود

ميدانياً، أعلن ناطق أوكراني أن 15 جندياً أوكرانياً آخرين قتلوا خلال الساعات الـ 48 الماضية في معارك مع انفصاليين موالين لروسيا تدعمهم قوات روسية.

وقال الناطق: «خلال الساعات الماضية فقدنا 15 جندياً أوكرانياً وأصيب 49 جندياً بجروح». توجهت طائرة تابعة للجيش الألماني صباح أمس إلى كييف لنقل جنود أوكرانيين مصابين للعلاج في ألمانيا.

قمة الـ 20

تحاول وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب إقناع قادة مجموعة العشرين باستبعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قمة المجموعة المزمع عقدها في مدينة بريزبن في استراليا، وذلك على خلفية نهجه بشأن أوكرانيا. لكن وزير التجارة الأسترالي أندرو روب قال إن بلاده، التي تستضيف قمة مجموعة العشرين في نوفمبر المقبل، لا يمكن أن تتخذ القرار بشكل أحادي الجانب.

Email