واشنطن ترجح إسقاط «الماليزية» بالخطأ

الانفصاليون يُسقطون طائرتين أوكرانيتين

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

رجَّح مسؤولون بالمخابرات الأميركية أن يكون انفصاليون أوكرانيون موالون لروسيا أسقطوا طائرة الركاب الماليزية بالخطأ، في وقت أسقط المتمردون طائرتين مقاتلتين أوكرانيتين من نوع سوخوي شرقي البلاد. فيما اتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما موسكو بتمويل المقاتلين الانفصاليين الأوكرانيين، في وقت بدأ المتمردون الموالون لروسيا بترك مواقعهم على مشارف مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا، ويتراجعون باتجاه وسط المدينة.

وقال المسؤولون الذين اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم إن «التفسير الأكثر قبولاً لتحطّم الطائرة هو أن الانفصاليين أطلقوا صاروخاً روسي الصنع من طراز «إس إيه -11» باتجاهها، ظناً منهم أنها نوع آخر من الطائرات».

وأوضح المسؤولون أن «تقييمهم لما جرى تسنده أدلة من وسائل التواصل الاجتماعي، ومكالمات هاتفية تمّ اعتراضها لانفصاليين معروفين وموالين لروسيا، تأكدت أجهزة الاستخبارات الأميركية من صحة بصمات صوتهم». وأضاف أحد هؤلاء المسؤولين للصحافيين أنه بعد أسبوع من تحطم الطائرة، يتضح أن ذلك «حدث على ما يبدو عن طريق الخطأ»، وأن «الصاروخ أطلقه انفصاليون غير مدربين، استخدموا نظاماً صاروخياً يتطلب قدراً من المهارة والتدريب».

صاروخ أرض جو

وطبقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن الأقمار الاصطناعية الأميركية وتقارير فنية استخبارية أكدت أن «الطائرة الماليزية التي كانت تقل 298 راكباً أُصيبت يوم 17 يوليو الجاري بصاروخ أرض جو من طراز «إس إيه -11»، أُطلق من منطقة في شرق أوكرانيا، يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا».

وفي تطور آخر ذي صلة، قال ناطق باسم العمليات العسكرية الأوكرانية إن انفصاليين موالين لروسيا أسقطوا مقاتلتين أوكرانيتين. وأضاف أن المقاتلتين أسقطتا قرب سافور موجيلا في شرق أوكرانيا. ولم يتسن معرفة أي تفاصيل عن الطيارين.

حداد وطني

في الأثناء، أقلعت طائرة من أوكرانيا حاملة أولى جثث ضحايا تحطم الطائرة الماليزية إلى هولندا التي أعلنت أمس يوم حداد وطني، بعد مقتل 193 من مواطنيها في الحادث، في وقت قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن خبراء من المملكة المتحدة في مجال حوادث الطيران سيفحصون الصندوقين الأسودين للطائرة الماليزية المنكوبة.

ويتوقع الخبراء أن يُفرغوا كل البيانات من أجهزة التسجيل في غضون 24 ساعة، بحسب متحدث باسم وزارة النقل البريطانية. ولن ينشر الخبراء نتائج تحليلاتهم، لكنهم سيقدمونها للسلطات الهولندية التي ستقرر بعدها المعلومات التي سيتم نشرها.

اتهامات أوباما

إلى ذلك، اتهم أوباما روسيا بتمويل المقاتلين الانفصاليين الأوكرانيين وقال إن «التحديات في الخارج تثير قلق الأميركيين في الداخل». وقال أوباما «سواء كان الناس يشاهدون ما يحصل في أوكرانيا واعتداء روسيا على جيرانها والطريقة التي تقوم بها بتمويل وتسليح المقاتلين الانفصاليين وما يحدث في سوريا، فإن جزءاً من مخاوف الناس يعود إلى الإحساس بأن النظام القديم في جميع أنحاء العالم يتداعى، في حين أننا لا نعرف بعد أين يجب أن نكون في النظام الجديد».

غموض

في الأثناء، أفاد تقرير برلماني بريطاني أن لندن تواصل تصدير أسلحة ومعدات عسكرية إلى روسيا، وذلك بعد يومين على انتقادات وجّهها رئيس الحكومة ديفيد كاميرون إلى فرنسا، لبيعها سفناً حربية إلى موسكو.

وأوضح التقرير البرلماني الذي نشر أمس «أن 251 إجازة تصدير أصدرتها الحكومة البريطانية، وتسمح ببيع سلع تخضع للإشراف بقيمة إجمالية تبلغ نحو 132 مليون جنيه إسترليني (167 مليون يورو)، ما زالت سارية».

وأوضح التقرير أن «إجازات التصدير هذه تسمح ببيع بنادق دقيقة، وذخائر لأسلحة خفيفة، وسترات واقية من الرصاص، و«معدات للتشفير»، وللاتصالات العسكرية وللرؤية الليلية». ولم تعلّق أو تسحب سوى 31 إجازة، بينما لم يعد من المسموح أن تكون روسيا وجهة للتصدير لثلاث إجازات أخرى، بحسب التقرير.

ترك المواقع

إلى ذلك، قال مسؤولون في الجيش الأوكراني إن «المتمردين الموالين لروسيا يتركون مواقعهم على مشارف مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا ويتراجعون باتجاه وسط المدينة». وقال سكان إن «المتمردين حفروا خنادق في وسط مدينة دونيتسك خارج الجامعة الرئيسة، حيث يتمركزون في مباني السكن الجامعي».

وقال مسؤول عملية مكافحة الإرهاب «المتمردين تركوا مواقعهم في دونيتسك بشكل جماعي، وتوجهوا نحو وسط المدينة»، وأضاف «لا يمكن استبعاد أن ظهور مثل هذه التحركات قد يشير إلى انتشار الذعر ومحاولات لترك مناطق القتال».

Email