واصلت روسيا تحركها الضاغط في شبه جزيرة القرم الأوكرانية بإرسال مزيد من حشودها العسكرية، المعززة بالمدرعات، فيما أمهل أسطول البحر الأسود الروسي الجنود الأوكرانيين ساعات للاستسلام. بيما تصدت طائرات اعتراضية أوكرانية لمقاتلات روسية اخترقت المجال الجوي الأوكراني في تصعيد خطير للأزمة.

وأعلن حرس الحدود الأوكراني أن هناك تعزيزات من المدرعات على الجانب الروسي من مضيق كيرش الذي يفصل بين روسيا ومنطقة القرم.

وقال ناطق باسم حرس الحدود إن سفنا روسية تحركت في ميناء سيفاستوبول وحوله، حيث توجد قاعدة لأسطول البحر الأسود الروسي، وإن القوات الروسية عطلت خدمات الهواتف المحمولة في بعض المناطق.

مهلة للاستسلام

وخلال الساعات الـ48 الماضية، حطت أكثر من عشر مروحيات وثماني طائرات نقل روسية في القرم، من دون ابلاغ اوكرانيا، وفقا للاتفاقات المبرمة بين البلدين، والتي تنص على الابلاغ المسبق عن تحركات مماثلة لقوات قبل 72 ساعة من حصولها.

فيما ذكرت وكالة «إنترفاكس أوكرانيا» أن قائد أسطول البحر الأسود أليكسندر فيتكو منح الجنود الأوكرانيين حتى «الساعة الخامسة من فجر اليوم الثلاثاء للاستسلام»، وإلا الاستعداد لمواجهة هجوم.

انتهاك مجال جوي

على الصعيد ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية أن مقاتلات روسية اخترقت المجال الجوي الاوكراني مرتين خلال ليل الأحد ـ الاثنين فوق البحر الاسود.

وذكرت الوزارة ان السلاح الجوي الاوكراني دفع بطائرات «سوخوي اس.يو-27» لمطاردة الطائرات الروسية، ومنعها من القيام بأي «اعمال استفزازية».

جسر برّي

واستمراراً في الاستفزازات، أمرت الحكومة الروسية بسرعة إنشاء جسر يربط بينها وبين القرم.

ونقلت وكالة أنباء «انترفاكس» الروسية عن رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف قوله إن العمل في هذا الجسر سيبدأ قريبا.

ويبلغ طول هذا الجسر المنتظر نحو أربعة كيلومترات، ويمتد بدءا من شبه جزيرة تامان الروسية عبر مضيق كيرش شرق القرم.

احتلال مقر

في الاثناء، احتل نحو 300 متظاهر موالين لروسيا مبنى الحكومة الاقليمية في مدينة دونيتسك شرق اوكرانيا، والتي تعد معقل الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش. وتجمع ما بين 300 و400 متظاهر في وقت سابق أمس أمام المبنى، ورفعوا الاعلام الروسية وهتفوا: «روسيا، روسيا»، قبل ان تقتحم مجموعة صغيرة منهم المبنى وتحطم النوافذ وتحتل عددا من طوابقه.

لافروف يندد

سياسياً، ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في جنيف بالتهديدات بفرض «عقوبات» و«مقاطعة» على بلاده، اذ يعتزم الغربيون خصوصا حرمانها من مقعدها في مجموعة الثماني.

وأعلن لافروف، أثناء افتتاح الجلسة الرئيسية السنوية لمجلس حقوق الانسان، ان «الذين يحاولون تفسير الموقف على انه عدوان ويهددون بالعقوبات والمقاطعة هم انفسهم الذين شجعوا بصورة منهجية رفض الحوار».

واتهم لافروف مرة اخرى الحكومة الاوكرانية بانها تريد مهاجمة الاقليات.

مدفيديف يدافع

من جانبه، اعتبر مدفيديف ان الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش لا يزال الرئيس الشرعي لهذه الجمهورية، وان كانت سلطته محدودة.

وكتب مدفيديف على حسابه على موقع فيسبوك: «نعم، سلطة يانوكوفيتش شبه معدومة، لكن ذلك لا يلغي انه الرئيس الشرعي للدولة بموجب الدستور الاوكراني».

فيما أعلنت الخارجية الروسية أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري تضم تهديدات «غير مقبولة» لموسكو، واتهمته بأنه «يرتكز على وصمات الحرب الباردة».

سحب سفير

بدورها، اقترحت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي على رئيس البلاد فلاديمير بوتين أمس استدعاء السفير الروسي من الولايات المتحدة رداً على تهديدات الرئيس الأميركي باراك أوباما، التي قال فيها إن روسيا «ستدفع ثمن سياستها غاليا».

وفيما دافع رئيس الوزراء الجديد للقرم سيرغي أكسيونوف، الموالي لروسيا، عن الاستيلاء على السلطة. قال رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك إن بلاده لن تتخلى عن القرم. بينما أعلنت رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو ان روسيا، بـ«احتلالها» القرم اعلنت الحرب لا على اوكرانيا فحسب، بل على الولايات المتحدة وبريطانيا ايضا.

 

قلق تركي

تتابع تركيا «عن كثب» الوضع في أوكرانيا، حيث يثير قلقها مصير أقلية التتار الناطقة بالتركية في جمهورية القرم التي تتمتع بحكم ذاتي. وقال مصدر حكومي: «لدينا واجب تاريخي مهم حيال التتار، ونجري نقاشا مع الاطراف المعنية لئلا يؤدي هذا الخلاف الى نزاع مسلح. لا يمكننا الاكتفاء بدور المشاهد امام ما يحصل هناك». أ.ف.ب