تصاعدت أعمال العنف في أوكرانيا أمس بين قوات الأمن والمتظاهرين, حاصدة أكثر من 50 قتيلاً على الرغم من وجود ثلاثة وزراء من الاتحاد الأوروبي في البلاد سعياً لوقف إراقة الدماء في البلاد، في وقت احتجز المتظاهرون 67 شرطياً، بينما حذرت دولة الإمارات العربية المتحدة مواطنيها من السفر إلى أوكرانيا، مع طرح أوروبا لخريطة طريق لحل الأزمة.
وأهابت وزارة الخارجية بمواطني الدولة بعدم السفر في الوقت الحاضر إلى أوكرانيا نظرا للأوضاع الأمنية المضطربة هناك.
صرح بذلك وكيل وزارة الخارجية عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، وقال إن على مواطني الدولة المتواجدين حاليا في أوكرانيا ضرورة تجنب أماكن التجمعات والتظاهرات والتنسيق والتواصل مع سفارة الدولة في كييف لتسهيل عملية المغادرة على الأرقام التالية.. 00380939752949 وإدارة العمليات في وزارة الخارجية: 024449600 .
وأضاف أن هذا التحذير يأتي انطلاقاً من حرص الوزارة على سلامة مواطني الدولة في الخارج.
كما دعا وكيل وزارة الخارجية المواطنين لضرورة الالتزام التام بهذا القرار إلى حين صدور إشعار آخر من وزارة الخارجية وأخذ الحيطة والحذر في حال سفرهم لخارج الدولة والاطلاع على إرشادات ونصائح السفر على الموقع الإلكتروني للوزارة ومن خلال التطبيق الخاص بالهواتف الذكية وأهمية التسجيل في خدمة تواجدي والمخصصة لمواطني الدولة.
تصاعد العنف
وقتل أكثر من 50 شخصاً بالرصاص الحي والقنص من مواقع الشرطة ومن أعلى المباني المحيطة بساحة الاستقلال في وسط كييف التي يحتلها المتظاهرون.
ورغم إعلان الهدنة الأربعاء، واصل المتظاهرون خلال الليل إلقاء زجاجات المولوتوف ومشاعل الاستغاثة على شرطة مكافحة الشغب التي ردت بإلقاء القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع.
وهاجم مئات المتظاهرين الطوق الأمني الذي فرضته الشرطة حول ساحة الميدان وسيطروا على الساحة. وأقام المتظاهرون الذين كانوا يضعون الخوذات ويتسلحون بالهراوات ويحملون دروعا شبيهة بدروع الشرطة، المتاريس ثم هاجموا الشرطة.
احتجاز
وأعلنت وزارة الداخلية أن المتظاهرين في كييف يحتجزون 67 شرطياً، مؤكدة أنها قد تستخدم القوة للإفراج عنهم. ودعت سكان كييف إلى عدم مغادرة منازلهم وعدم التوجه إلى وسط المدينة.
واجلي الموظفون من المبنى الرئيسي للحكومة الأوكرانية القريب من وسط العاصمة كييف حيث تدور الصدامات.
كذلك حدثت تظاهرات ومواجهات في مناطق مختلفة من البلاد، خصوصا في مدن الغرب مثل لفيف التي سيطر المتظاهرون فيها الأربعاء على مخزن للأسلحة تابع للشرطة.
خريطة طريق
في هذه الأثناء، وصلت ترويكا وزارية أوروبية تضم وزراء خارجية فرنسا لوران فابيوس وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير وبولندا رادوسلاف سيكورسكي إلى كييف.
وقالت ناطقة إن لقاء جرى بين الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش والوزراء الثلاثة. واقترح الوزراء خريطة طريق لحل الأزمة السياسية في البلاد يتم من خلالها تشكيل حكومة انتقالية والبدء في تعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة.
وفي برلين، حضت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل يانوكوفيتش على قبول المساعدة الأوروبية للحوار مع المعارضة.
«بلطجة»
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بغداد أن نظر الاتحاد الأوروبي في إمكانية فرض عقوبات على السلطة الأوكرانية ليس إلا «محاولة للبلطجة»، محذراً من سعي «المتطرفين والمتشددين» لإثارة حرب أهلية في هذا البلد. وقال إن «القوى الغربية على رأسها أوروبا والولايات المتحدة تحمل كافة المسؤولية للأطراف الحكومية، وفي الوقت نفسه لا تستنكر أعمال المتطرفين المتشددين وتهدد بفرض عقوبات».
عقوبات
وأعلن دبلوماسي أميركي أن الولايات المتحدة منعت تأشيرات الدخول عن حوالي 20 مسؤولاً أوكرانياً تتهمهم بأنهم المسؤولون عن القمع. كما قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة فقدت الاتصال مع القادة الكبار لقوات الأمن في أوكرانيا بعد أن كانت على تواصل دائم معهم.
واستدعى وزير الدولة البريطاني لشؤون أوروبا، ديفيد ليدينغتون، السفير الأوكراني لدى المملكة المتحدة، فلاديمير خاندوغي، على خلفية أعمال العنف. استقالة
أعلن عمدة مدينة كييف، أمس، استقالته من «حزب الأقاليم» الحاكم احتجاجاً على أعمال العنف. وذكرت وكالة (إنترفاكس) الأوكرانية أن عمدة مدينة كييف فولوديمير ماكيينكو، أعلن استقالته من حزب «الأقاليم»، وأمر بإعادة فتح مترو كييف، فيما أعلن 10 نواب من الحزب «وقوفهم في صفّ الشعب».
