في ظل التوتّر الأمني الذي تشهده تايلاند مع تصعيد المعارضين حراكهم في الشارع لإسقاط الحكومة، وسع المتظاهرون رقعة المؤسسات الحكومية المستهدفة، باحتلالهم مجمعين يضمان شركتي الاتصالات الرئيستين في البلاد، فيما حاولوا أيضاً اقتحام مقر الحكومة في محاولة لشل عملها، إذ تأمل المعارضة بإسقاط رئيسة الوزراء، قبل عطلة نهاية الأسبوع، عبر تظاهرات حاشدة.

وسار المعارضون للحكومة التايلاندية من جديد، أمس، في شوارع بانكوك استجابة لنداء من قادتهم للقيام بجهد أخير لإسقاط رئيسة الوزراء في العاصمة، التي تستعد لنهاية أسبوع من التظاهرات المناهضة والموالية.
وتأمل المعارضة إسقاط الحكومة قبل الاحتفالات بعيد ميلاد الملك بوميبول في الخامس من ديسمبر الجاري، عبر شل عملها بالكامل بحلول غد الاثنين إذا ما سيطرت تماماً على مقارها.

احتلال مقار


وعلى هذا الصعيد، احتلّ آلاف المحتجين في تايلاند مجمعين يضمان مقار شركتي اتصالات حكوميتين رئيستين، وطوق المتظاهرون «مؤسسة الاتصالات الهاتفية التايلاندية» و«هيئة اتصالات تايلاند»، اللتين تقدّمان خدمات الاتصالات الهاتفية المحلية والدولية على التوالي. ولم يدخل المتظاهرون على الفور إلى مقري الشركتين. وتوجد الهيئتان في المنطقة الشمالية من بانكوك، التي تعد مركزاً لوزارات وهيئات حكومية.
وأكّد وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أنوديث ناكورنثاب، أنّ «خدمات الاتصالات لن تتوقّف إذا احتلت المكاتب».

حصار مؤسسات


بدوره، قال الناطق باسم الحركة المدنية من أجل الديمقراطية، ايكانات بومبان إنّ «المحتجين يخطّطون لاحتلال ومحاصرة 10 مؤسسات حكومية، الأحد، من بينها مقار الحكومة ووزارات الداخلية والخارجية والتجارة والتعليم والمالية والعمل»، مضيفاً أنّهم «سيستهدفون أيضا إدارة العلاقات العامة التابعة للحكومة، ومقر الشرطة الوطنية، وحديقة حيوان «دوسيت» القريبة من البرلمان».
وأوضح أنّ «خطة المحتجين هي جعل عمل الحكومة أمراً مستحيلاً، اعتباراً من الاثنين»، إلّا أنّ مسؤولي الحكومة قالوا إنّ «الاحتجاجات لن توقف على الأرجح عمل المقرات العامة».
وقال نائب رئيسة الوزراء بونجثيب ثيبكانجانا، إنّ «حكومتنا ستواصل العمل لدينا بعض المباني سنحميها، ونحن متأكّدون من أننا نستطيع حماية تلك المباني»، موضحاً أنّ «الحكومة لن تستخدم القوّة ضد المتظاهرين».

محاولة اقتحام

في السياق، حاول مئات من المتظاهرين الذين يطالبون برحيل رئيسة الحكومة اقتحام الحواجز، للدخول إلى مقر الحكومة، الذي يخضع لحراسة مشدّدة. وأعلن ناطق باسم الشرطة في تصريحات للتلفزيون بيا يوتايو: «حاول نحو ألفي متظاهر الضغط على الشرطة»، موضحاً أنّهم «كدسوا أكياساً من الرمل للمرور فوق الأسلاك الشائكة».