اجتمع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف مساء أمس مع كبار مستشاريه الأمنيين، وتصدرت أجندة اللقاء مراجعة العلاقات مع الولايات المتحدة بعد الضربة الصاروخية من طائرة أميركية بدون طيار، التي أسفرت عن مقتل زعيم طالبان الباكستانية حكيم الله محسود. فيما انتقد الرئيس الأفغاني حامد قرضاي توقيت تصفية مسعود.

وأثار مقتل محسود بضربة من طائرة أميركية بدون طيار في منطقة القبائل قرب الحدود الأفغانية الجمعة الماضية ردود فعل غاضبة من اسلام اباد. فيما تقوم الحكومة بأولى خطواتها لفتح محادثات مع طالبان، ما دفع بوزير الداخلية الباكستاني شودري نثار الى اتهام واشنطن بـ «إحباط» جهود السلام.

قرضاي ينتقد

وضم الرئيس الأفغاني حامد قرضاي صوته إلى منتقدي هذه الضربة، قائلا إن مقتل محسود يأتي في «وقت غير مناسب»، وعبّر عن أمله في ألا تتأثر عملية السلام نتيجة لذلك.

وأعلنت الرئاسة، في بيان، ان قرضاي أدلى بهذا الموقف لوفد من الكونغرس الأميركي يقوم بزيارة لأفغانستان.

صراع على القيادة

ويبدو أن حركة طالبان باكستان تشهد صراعا على القيادة، بعد تراجعها عن تعيين الرجل الثاني فيها خان سعيد قائدا لها، واختيارها لقائد مؤقت هو عصمت الله شاهين.

وباختيار عصمت الله شاهين، القيادي ذو الخبرة الواسعة في القتال، تكون محادثات السلام التي كانت مزمعة مع حكومة إسلام أباد قد «ماتت قبل أن تولد»، بحسب الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية جاسم تقي الدين.

وقال تقي الدين إن «اختيار عصمت الله شاهين بدلا من خان سعيد يشير إلى صراع واضح على قيادة الحركة وتأثرها بشدة بالغارة المباغتة التي أصابتها في رأسها».

وتتكون حركة طالبان باكستان من 33 مجموعة مسلحة متنوعة، «ما يجعل الصراع على القيادة أمرا منطقيا داخل هذه الحركة الواسعة»، بحسب تقي الدين.

وهذه هي المرة الأولى التي يتولى فيها زمام الحركة قائد لا ينتمي لإحدى القبيلتين التي تهيمنان على إقليم وزيرستان، محسود ووزير.

انتقام شرس

من جانبه، قال الخبير في الشؤون العسكرية الجنرال المتقاعد عبد القيوم ملك إن الحركة «ستنتقم بكل قوة، فنحن نعرف طريقة تفكيرهم، وهم مسلحون جيدا وشرسون ولن يتركوا الأمر يمر مرور الكرام».

وأوضح ملك أن الأميركيين «تسببوا في نكسة لجهودنا من أجل السلام، ولقد نفد صبرنا منهم لأنهم لا يستمعون إلينا، ولا يعيرون اهتماما لمصالحنا».

عمليات مشتركة

ميدانيا، قتل 17 مسلّحاً من حركة طالبان، واعتقل 8 آخرون في عمليات مشتركة نفّذتها القوات الأمنية الأفغانية وقوات المساعدة الدولية في أفغانستان (إيساف) خلال الساعات الـ 48 الأخيرة في مناطق مختلفة من البلاد.

وذكرت وزارة الداخلية الأفغانية أن قواتها نفّذت مع قوات «إيساف» عدة عمليات مشتركة بمناطق مختلفة من البلاد، وقتلت 17 مسلحاً من طالبان، واعتقلت 8 آخرين.

إفراج

أفرجت محكمة باكستانية أمس بكفالة عن الرئيس السابق برويز مشرّف، الذي يحاكم في قضية مقتل رجل الدين المتشدّد عبد الرشيد غازي عام 2007. وطلب القاضي من مشرّف دفع كفالتين قيمة كل منهما 100 ألف روبية. يذكر ان السلطات الباكستانية أفرجت في 9 أكتوبر الماضي بكفالة عن مشرف في قضية القائد المتمرد السابق أكبر بكتي.