نشاط وكالة الأمن القومي الأميركية (جرافيك)
أخذت فضيحة التجسس الأميركي على مؤسسات وشخصيات عامة ومواطنين عاديين عبر العالم بالاتساع شيئاً فشيئاً، حيث كشف أمس أن التجسس طال بيانات مستخدمي محرك البحث «غوغل»، بالإضافة إلى حسابات مستخدمي موقع «ياهو»، وصولاً إلى مقر الفاتيكان في روما، في وقت سعى مسؤولون أميركيون وألمان إلى تهدئة التوترات بين حكومتيهما على خلفية التصنت على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وأكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أول من أمس على موقعها الإلكتروني أن الوكالة الأميركية للأمن القومي تجسست على بيانات مئات الملايين من مستخدمي محركي البحث غوغل وياهو من بينهم أميركيون.
ويتيح البرنامج المسمى «موسكولار» الذي يعمل مع النظير البريطاني للوكالة الأميركية، القيادة العامة لاتصالات الحكومة، لهاتين الوكالتين الاستخباريتين جمع معلومات من خلال الألياف البصرية التي يستخدمها عملاقا الإنترنت، بحسب مستندات نشرتها «واشنطن بوست» وحصلت عليها من المستشار السابق للوكالة الأميركية المنشق إدوارد سنودن.
وذكرت الصحيفة، التي استجوبت أيضاً مسؤولين، أن البرنامج هو رديف سري لبرنامج «بريزم» الذي أتاح لوكالة الأمن القومي الحصول على معلومات من خلال أوامر قضائية مرسلة إلى الشركات التكنولوجية.
غضب واحتياطات
ورداً على تلك الأنباء، أكد موقع «ياهو» في بيان: «لقد وضعنا وسائل مراقبة شديدة الصرامة لحماية أمن مراكز حفظ البيانات ولم نسمح بالوصول إلى هذه المراكز لا لوكالة الأمن القومي الأميركية أو لأي وكالة حكومية غيرها». بدوره، أكد المسؤول القانوني في «غوغل» ديفيد دروموند: «نحن غاضبون تجاه المسافات التي يبدو أن الحكومة تخطتها لاعتراض بيانات من شبكاتنا الخاصة، وهذا يسلط الضوء على الحاجة الماسة لإصلاحها»، مشدداً على أن مجموعته ليست ضالعة في هذه الأمور، حيث قال إنه «فوجئ» بحجمها.
نفي واشنطن
ورداً على ما كشفته «واشنطن بوست»، أكد مدير الوكالة الأميركية كيث الكسندر في مؤتمر في واشنطن عدم علمه بما نشرته الصحيفة، مُعرباً في الوقت نفسه عن اعتقاده أنها معلومات غير صحيحة. وقال: «على حد علمي لم يحدث أبداً مثل هذا النشاط». وأضاف: «في يونيو الماضي ظهر بالفعل إدعاء أن الوكالة تتسلل ألى محركي ياهو وغوغل لكن هذا غير صحيح». وأكد أن الوكالة تطلع على البيانات «بأمر من القضاء، ولا تقتحم عنوة مراكز تخزين البيانات».
التجسس والفاتيكان
وفي سياق متصل، ذكرت مجلة «بانوراما» الإيطالية أول من أمس أن وكالة الأمن القومي الأميركي تجسست على مكالمات هاتفية خاصة بالفاتيكان ربما شملت مكالمات أثناء المناقشات بشأن من يخلف البابا السابق بندكت السادس عشر. وأوضحت أن وكالة الأمن القومي تجسست على مكالمات هاتفية للبابا.
في المقابل، أكدت وكالة الأمن القومي الأميركية أنها لا تستهدف الفاتيكان، واصفة التقرير بأنه «غير صحيح».
مساعٍ للتهدئة
إلى ذلك، سعى مسؤولون أميركيون وألمان أول من أمس لتهدئة التوترات بين حكومتيهما في أعقاب تقارير بالتجسس الأميركي على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، حيث عقدت سلسلة اجتماعات بين الجانبين.
وفيما قال الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست إن الاجتماع «عقد في إطار جهودنا لتهدئة التوتر الذي أثارته بعض التقارير التي ذكرت أنشطة للمراقبة تقوم بها الولايات المتحدة»، قالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي كاتلين هايدن إن اللقاء «كان محاولة لتكثيف وتعزيز التعاون بين أجهزة الاستخبارات الأميركية والألمانية».
تشكيك روسي
من جهة أخرى، أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، أليكسي بوشكوف، أن لا أحد يمكن أن يصدق الوعود الأميركية بوقف التنصت على المكالمات الهاتفية للسياسيين. وأضاف بوشكوف في «تغريدة» على صفحته على موقع «توتير» أن «السياسيين الأوروبيين لم يأخذوا هواتفهم الذكية إلى العمل لأنها أصبحت وسيلة للتنصت عليهم». تحليل معلومات
أكدت مجلة «شترن» الألمانية في عددها أمس أن 30 شركة أميركية تمارس التجسس في ألمانيا وتساعد خصوصاً في تحليل عمليات التنصت أو في تنسيق مهمات عملاء سريين. وأضافت المجلة أن هذه الشركات تشارك على الأرجح في تنسيق مهمات الطائرات من دون طيار في إفريقيا انطلاقاً من مدينة شتوتغارت في جنوب غرب ألمانيا حيث مقر قيادة الولايات المتحدة لإفريقيا. «أ.ف.ب»
